تندرج الإقامة في الاستراحات كأحد الخيارات الرئيسة لأهالي المدينةالمنورة للتخفيف من لهيب أشعة الشمس الحارقة، والاستمتاع بما يتوافر فيها من خدمات كالملاعب والمسابح، غير أن ما ينغص عليهم هذه المتعة ارتفاع أسعار الاستراحات إلى الضعفين عن سعرها السابق. وبدا واضحاً تفاوت أسعار الاستراحة الواحدة خلال 24 ساعة ففي فترة النهار يقل السعر عنه في الليل بسبب الإقبال الشديد على استئجار الاستراحات خلال الفترة المسائية تجنباً لأشعة الشمس الحارقة. وتراوحت أسعار الاستراحات مابين 1000 إلى 1500 ريال لليوم والليلة وفقاً لما ذكره عاملون في تأجير الاستراحات، أما في فترة النهار فإن بعض أصحاب الاستراحات يقومون بتأجيرها في هذه الفترة بمبلغ لا يتجاوز 300 ريال، نظراً إلى ندرة الإقبال على استئجارها صباحياً، ويلاحظ زيادة الطلب على استئجار الاستراحات في شهر شعبان من أجل «الشعبنة» حتى كادت الحجوزات أن تقفل أبوابها. وأكد أحد المستأجرين عامر صادق ل«الحياة» أن الأسعار ارتفعت بسبب كثرة الحجوزات، مشيراً إلى إن أصحاب تلك المواقع يستثمرون الإقبال عليها ويرفعون الأسعار في شكلٍ مبالغ على اعتبار أن تلك الأماكن متنفس لهم خلال الإجازة. ويشير علي الشيباني إلى أن الطلب يزداد على حجز الاستراحات خلال فترة العيد، وبالتالي تصل نسبة الإشغال إلى 100 في المئة، مستغرباً الزيادة المهولة في الأسعار التي يفرضها الملاك إذ يصل سعر الاستراحة لمدة 12 ساعة إلى 1000 ريال، في حين كان سعر الاستراحة نفسها في ذات المدة خلال الأشهر الماضية 400 ريال، بمعنى أن من يريد أن يستأجر استراحة لمدة 24 ساعة فعليه دفع نصف راتبه، إذ كان يتقاضى أربعة آلاف ريال. من جانبه يرى عبدالله العنزي أن انعدام الرقابة من أي جهة رسمية للاستراحات وقصور الأفراح وعدم تصنيفها لفئات معينة و بسعر محدد وثابت أقله خلال شهر شعبان والعيد، جعل أصحاب الاستراحات يتحكمون في التسعير ويفرضون السعر الذي يرغبونه لأنهم على ثقة من عدم وجود جهة تحاسبهم، وأضاف: «تضطر الأسر إلى الموافقة والرضوخ لهذه الأسعار لإسعاد أبنائها خلال موسم الإجازة الصيفية». ولفت العنزي إلى أن بعض الاستراحات غير متطورة ولا يوجد بها بعض الألعاب، وإن توافرت فيها فهي معطلة، «والاستراحات الموجودة حالياً لا ترتقي إلى آمال وتطلعات المستأجرين، وتأجيرها بهذا السعر الكبير الذي يصل إلى 1000 ريال خلال 12 ساعة هو مبلغ لا تستحقه، ما جعل البعض يتوجه بأسرته للمتنزهات البرية بسبب ارتفاع أسعار استراحات المدينة». من جانب آخر، برر مستثمر في مجموعةٍ من الاستراحات «فضل عدم ذكر اسمه» زيادة أسعار التأجير إلى أن سوق الاستراحات لا يختلف عن الأسواق الأخرى، إذ يشهد حالات ركود وانتعاش، وأضاف: «مقارنةً بالأسواق الأخرى والقطاعات الخدمية المختلفة فإن فترة الركود أطول، لذا فالمدة التي نعمل فيها محدودة وهي عادةً تبدأ مع بداية الإجازة الصيفية وأيام الأعياد». وزاد: «أنا مستثمر، والمالك يريد قيمة الإيجار السنوي، فمن أين أدفع له إذا لم استغل هذه المناسبات؟، كما أن إيجار الاستراحات ليس محدداً على أسرة واحدة فقط وإنما نحن نتفق مع شخص واحد، فنفاجأ بأن من يأتي إلى الاستراحة أكثر من ثلاث أسر ولو تم توزيع قيمة الإيجار على هذه الأسر فسنجد أن كل أسرة دفعت 300 ريال. فهو مبلغ لا يذكر في سبيل الترفية»، مشيراً إلى أن هناك تلفيات تحدث في الاستراحات بعد انقضاء مدة التأجير من قبل بعض المستأجرين، «ونحن نطلب مبلغ تأمين من المستأجر، وأحياناً نتغاضى عنه، هذا بخلاف أن هناك عاملاً لكل استراحة يحتاج راتباً شهرياً، أضف إلى ذلك مصاريف الكهرباء وتنظيف مسبح المياه ، إلى غير ذلك».