استغل أصحاب الاستراحات في منطقتي الرياض والشرقية إحجام الكثيرين عن السفر خلال فترة الصيف بسبب أنفلونزا الخنازير، ورفعوا الأسعار بنسب تصل إلى 150 في المئة، متوقعين أن تصل نسبة الإشغال في الاستراحات لهذا العام إلى نحو 90 في المئة، وهو رقم لم تصله منذ سنوات طويلة. ويقول فهد التركي (صاحب مكتب عقاري) إن لديهم نحو 120 استراحة يديرونها في الرياض، جميعها محجوزة منذ بداية الصيف، وقبل الاختبارات الدراسية بشهر تقريباً، مشيراً إلى أن معظم المستأجرين من العائلات التي تهتم بالاستراحات المجهزة بأدوات الترفيه المتنوعة. وأوضح أنه بعد انتشار المخاوف من أنفلونزا الخنازير ازداد الإقبال على حجز الاستراحات، وأن الكثير من العائلات غيّرت خططها من قضاء الإجازة في الخارج إلى الداخل، وستكون الاستراحات خيارهم الأول في ظل عدم وجود أماكن سياحية وترفيهية منافسة. وأشار إلى أنه بعد الإقبال الكبير على استئجار الاستراحات، تم وضع مواقع في الإنترنت متخصصة تعرض الاستراحات بمختلف مواصفاتها وأنواعها ومواقعها، في مختلف مناطق السعودية، لافتاً إلى أن عدد زوار المواقع في الفترة الأخيرة من الباحثين عن استراحات سجل زيادة كبيرة، بعد انتعاش سوق الاستراحات، كما أن هذه المواقع يزورها يومياً أكثر من ألف شخص، يبحثون عما يناسبهم من الاستراحات. ولفت التركي إلى أن الاستراحات تستعد في كل صيف بتجهيزات جديدة وهي المتنفس الرئيسي والوحيد لسكان العاصمة. وعن قيمة تأجير الاستراحات لمدة طويلة قال: «غالبية الزبائن يحجزون الاستراحات عادة بالأشهر، خصوصاً خلال الصيف، إذ تتراوح الأسعار بين 4 آلاف و15 ألف ريال خلال فترة الصيف فقط، وهذا السعر يرجع إلى مواصفات كل استراحة والإمكانات الموجودة فيها. وأشار إلى أن الطلب حالياً أكبر من العرض، ما يسهم في ارتفاع الأسعار، وكذلك التنافس على الحصول على الأفضل بينها، مشيراً إلى أن الكثير من زبائن الاستراحات يعملون على استئجار يوم واحد من كل أسبوع يحدد مسبقاً لمدة سنة بواقع 52 يوماً في السنة، ويفضلون (الخميس) كونه يوم إجازة، ويصل سعر إيجاره السنوي إلى 25 ألف ريال، مقارنة بيوم (السبت) الذي يصل سعره إلى نصف سعر يوم (الخميس)، إذ يبلغ سعر إيجار الاستراحة ليوم (السبت) من كل أسبوع لمدة سنة إلى 12 ألف ريال، للاستراحات الفاخرة جداً. من جانبه، قال سعود المنصور (صاحب عدد من الاستراحات) إن تخوف الكثيرين من السفر خلال الصيف بسبب أنفلونزا الخنازير دفعهم إلى تطوير استراحاتهم لتنال حصة كبيرة من الباحثين عن تغيير الجو داخلياً من دون سفر، مشيراً إلى إجرائه بعض التحسينات التي تلطف من سخونة الجو داخل الاستراحة. وأشار إلى أنه منذ سمع بإلغاء بعض أقاربه وأصدقائه سفرهم أجرى تحسينات كبيرة على استراحاته، ومنها وضع ملطفات للجو تنشر رذاذ المياه في مختلف أرجاء الاستراحة، لإغراء الزبائن ومساعدة المستأجرين على الاستمتاع بالطبيعة في الخارج، بدلاً من الاقتصار على الغرف. ووصف الحجوزات بأنها كبيرة جداً، خصوصاً بعد التحسينات التي أجراها، وزادت الحجوزات بنسبة 150 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيراً إلى إضافته ألعاباً مائية أخرى من خلال برك السباحة والملاعب الصابون، ما أسهم في رفع قيمة الإيجار بنسبة تصل إلى 50 في المئة، وبعد أن كانت قيمة إيجار الاستراحة في اليوم 500 ريال، أصبحت 750 ريالاً، مع إضافة 25 في المئة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأكد أن هناك توجهاً كبيراً من ملاك الاستراحات لتطويرها ودعمها بتحسينات تلطف الجو، إذ إنها تستحوذ على اهتمام المستأجرين، ومنها برادات المياه، وبرك السباحة، التي تكون مقسمة للنساء والأطفال والرجال.من جهته، أوضح غلام شهيد (مشرف إحدى الاستراحات في الرياض) أن فترة الصيف من كل عام تشهد إقبالاً من سكان الرياض، وكذلك بعض المقبلين على الزواج ممن لا يملكون المال الكافي لاستئجار صالة للأفراح، خصوصاً الواقعة في وسط الأحياء. وأشار إلى أن حجوزات الاستراحات في فترة الصيف تبدأ قبل الاختبارات بشهر، من أجل اختيار الاستراحة المناسبة وموقعها، والتأكد من صلاحية مرافقها، مع اتجاههم إلى الفترة الأولى من الصيف، لحرصهم على أخذ الاستراحة مع بداية صيانتها، إذ إنه مع نهاية الموسم تحتاج الاستراحات إلى صيانة جراء تلف الأثاث بسبب الزوار. إلى ذلك، قال إبراهيم الحجي (صاحب استراحة في الأحساء)، إنه من الصعب الحصول على حجوزات في استراحات خلال الفترة الأولى من الصيف، مشيراً إلى أن معظم الاستراحات محجوزة خلال شهري رجب وشعبان. وأضاف أن الأسعار ارتفعت بأكثر من 150 في المئة بسبب الطلب المتزايد، مؤكداً أن الكثيرين ألغوا سفرهم إلى الخارج بسبب الخوف من مرض أنفلونزا الخنازير، ما جعلهم يتوجهون إلى الاستراحات كخيار وحيد لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة.