قرر منظمو المعرض الدولي للقرآن الكريم المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران منح المستشرق الروسي يفيم رضوان نائب مدير معهد الانتروبولوجيا والاثنوغرافيا في سانت بطرسبورغ جائزة (أمور الإسلام) وذلك تقديراً لإسهامه في الدراسات الإسلامية الخاصة بالقرآن، وقام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتسليم الجائزة له. من جانبه قال يفيم رضوان: إن مصحف عثمان الموجود في روسيا يعد من أقدم المخطوطات التي تحتوي على الآيات القرآنية. وأكد أن أقدم وأكمل نسخة للقرآن الكريم موجودة في روسيا، مضيفاً أنه انتهى من دراسة جمع المخطوطات ورقة ورقة، ووصفها بأنها أحد أهم الآثار العالمية. حيث يقول: إن نسخة القرآن المشار إليها والتي أصدرها تعرف باسم قرآن عثمان والتي تعتبر أول نسخة للقرآن التي استندت إليها جميع نسخ القرآن الكريم اللاحقة فيما بعد، مشيراً إلى أنه قد عمل على التوصل لنتائج تفيد بوجود أقدم وأكمل نسخة للقرآن الكريم في روسيا كتبت على أوراق الرق وهي جلد الضأن وقد عولج بشكل خاص وورق الرق كبير الحجم لأن الورقة الواحدة من جلد شاة واحدة. وأشار الباحث إلى أن التحليل الإشعاعي الكربوني الذي أجري في هولندا يدل على أن هذه المخطوطة تعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلاديين أي القرن الثاني الهجري، وتعتبر نسخة القرآن هذه أكمل وأقدم نسخة مؤكداً أن نسخة القرآن التي أصدرها تسمى (قرآن عثمان) وهي من وجهة نظر المسلمين أول نسخة للقرآن تم على أساسها فيما بعد عمل كل النسخ اللاحقة حيث يثق المسلمون بأن هذا القرآن قد سجل في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وتشير الروايات إلى أن المتآمرين قد قتلوه على هذه النسخة بالذات وأريق دمه على صفحاتها وتوجد على صفحات المخطوطات بقع سوداء عليها آثار دم. وفي عام 1937 حصل المستشرق الروسي الأكاديمي اغناتي كراتشكوفسكي على هذه النسخة وهي موجودة في المجموعة الأكاديمية في بطرسبورغ وبدأ الباحث بدراستها واتضح أن الجزء الآخر لهذه المخطوطة موجود في قرية صغيرة في جنوب أوزبكستان بالقرب من الحدود الأفغانية وفي عام 1983 بدأت حملة كبيرة صادرت العديد من الكتب والمخطوطات القديمة ومنها هذه المخطوطة إلا أنه بعد تولي جورباتشوف في عام 1992 أعادت السلطات للمسلمين 13 ورقة بدلاً من 63 وتوجد الخمسون المتبقية لدى بعض الناس علماً بأن الجمارك الأوزبكية صادرت مؤخراً ثلاث أوراق وتمكنت من ادراجها في الكتاب ووجدت ورقتين في مكتبة سمرقند وورقة واحدة في طشقند. وتمكن رضوان وبمساعدة الأصدقاء الذين يعيشون في أوزبكستان وفرنسا والمانيا من تحديد تاريخ هذه النسخة وإعدادها للنشر وصدر الكتاب باللغتين الروسية والعربية وأصبح أحسن كتاب في العام الحالي. هذا وقد حظي كتاب مصحف عثمان بتقدير منظمة اليونسكو، ومن المقرر أن يغادر إلى طشقنذ لينضم إلى البعثة التي أرسلها متحف الانتروبولوجيا والاثنوغرافيا في سانت بطرسبورغ إلى أوزبكستان لتواصل الدراسات في الموقع الذي عثر فيه على صفحات من مصحف عثمان.