أدت التطورات المتسارعة في أساليب المعيشة ودورة الحياة المتغيرة، إلى تحديث كثير من الممارسات عمّا كنا نشهده قديماً، وتعدى التجديد سطحية الأشياء أو التعاملات حتى تغلغل في طيات المشاعر ليضفي على كل إحساس لوناً مختلفاً يظل الصدق في الوفاء به هو العنوان الحقيقي لسلامة الضمير ورقة العاطفة. في الآراء التالية تناولنا معنى الهدية بمناسبة العيد من خلال أشخاص عبَّروا لنا عن وجهات رأي مختلفة تلتقي في نقطة أهمية المصداقية حتى مع الهدايا. في البداية عبَّر الأستاذ أيمن رزق عن الهدية بأنها عنوان المحبة وقال: الناس عموماً يفضلون الهدايا في المناسبات وأصبحوا يتفننون في تقديمها، ونظراً لما ألحظه في عالم المجوهرات والمقتنيات الثمينة فإنني أحكم على السيدات من رواد محلات الصيغة هن سيدات بينما الرجال لا يتعدى الثلاثين بالمائة وعادة يقصد الرجل محلاً يحتوي مجوهرات وذهبيات مع قرب العيد وتقتصر هداياه على زوجته أو قريبته، لكن مع كل هذا تظل الهدية بمعناها الذي أخشى أن تفتقده مع الزمن، فعيدية السابق التي كانت تقدم لنا صغاراً لها طعم مختلف جداً عن اليوم لازالت الذاكرة تحمل فرحة بريئة عن العيدية النقدية رغم بساطتها. وأما الأستاذ تركي الغامدي فقال: إن العبرة من الهدية هي التواصل والمحبة الصادقة، وأن العيدية تشده وتشعره بذكريات جميلة صادقة لأنها كانت في السابق رمزاً للمودة، أما الآن فهي تفتقد لصدق الأوقات الماضية حين كانت الطفولة. وأضاف الغامدي: الهدية أصبحت أقرب للواجب الاجتماعي من التعبير العاطفي لذا أجد أن العيدية البريئة البسيطة في السابق أفضل بكثير. وذكرت السيدة رضوى، وهي أم لثلاث بنات، أفضل أن أقدم العيدية لبناتي وبنات أخواتي على شكل مبالغ نقدية لسببين، السبب الأول حتى يمكنهن شراء ما يردن بحرية والسبب الثاني أن للعيدية ذكرى جميلة عندي لأنني كل عيد أحصل على عيدية نقدية ولا أريد أن تنقطع هذه العادة التي تربيت وأنا أشاهدها تتجدد في منزل أسرتي عيداً بعد عيد. وأما الأطفال عموماً كانت آراؤهم البريئة تنصب في مجرى السعادة بالعيد وبما يوفره لهم من هدايا تبهجهم، وعند سؤالنا للطفل عمر عبدالرحمن معلوي طالب بالصف الأول الابتدائي عن رغبته بهدية العيد أجاب: أحب العيدية فلوس أكثر من أي شيء.