سوق الخوبة الشعبي بمحافظة الحرث بمنطقة جازان واحد من أشهر الأسواق الشعبية في الجنوب، فهو سوق وملتقى سياحي أسبوعي يجد مرتادوه العجائب والغرائب في أشياء نادرة من طيور وحيوانات بأشكالها وأنواعها المختلفة، والتي يمتلىء بها السوق منذ بدايته في الصباح الباكر إلى نهايته في وقت الظهيرة، ويشهد السوق ازدحاماً كبيراً خاصة أنه يُقام في يوم عطلة رسمية. وسوق الخوبة من الأسواق الشعبية الجميلة ويقع في الخوبة حاضرة محافظة الحرث ويقام كل يوم خميس من كل أسبوع، ويأتي إليه عشاقه وزائريه من جميع محافظات جازان، بل من مناطق المملكة القريبة من منطقة جازان، وقد اكتسب سوق الخوبة شهرته من موقعه في جنوب شرق منطقة جازان وقربه من الحدود السعودية اليمنية ويتميز هذا السوق بمعروضاته النادرة والفريدة والتي ربما لا توجد في جميع الأسواق الشعبية في المملكة ومن هذه المعروضات بيع الطيور النادرة مثل: الحجل، والديوك الرومية، والحمام، والصقور بجميع أشكالها وأنواعها، حيث يوجد لها زبائنها الذين يأتون كل أسبوع لشرائها وبيعها في مدن المملكة الأخرى. كذلك تُباع عدد من الحيوانات النادرة مثل الغزلان والقرود والسباع والذئاب والضباع وهي تباع بأسعار متفاوتة حسب الحجم، بالإضافة إلى ذلك توجد في هذا السوق الشعبي عدد من النباتات العطرية الشهيرة مثل الكادي والبعيثران والفل البلدي بأنواعه والشيح والزعتر والشذا وهذه النباتات عطرية جميلة الرائحة تستقبلك بروائحها الجميلة عند دخولك للسوق، كذلك تباع عدد من الفواكه الجبلية النادرة مثل الموز البلدي والعنب والمانجو والفركس. كذلك هناك الأزياء الشعبية التي تشتهر بها منطقة جازان مثل: (المصانف والمقاطب والألحفة) وأيضاً المصنوعات الخزفية ذات التطريزات والأشكال الهندسية الجميلة كالمظلات والكوافي، وهناك تُباع أيضاً الأواني الفخارية مثل الصحفه والمغش والجبنة والحياسي مما يجعل هذا السوق ملتقى لتراث الماضي الجميل. «الرياض» التقت بأحد باعة هذا السوق وهو العم أحمد الكعبي، الذي قال: أنا من رواد هذا السوق منذ أكثر من 30 سنة حيث آتي إلى هذا السوق لبيع عدد من المصنوعات اليدوية مثل (الفاس والمجرفة والمساح والمخرش والمصابع) وهي أدوات تستخدم في حراثة وتنظيف الأراضي الزراعية والحمد لله الدخل جيد حيث السوق دائماً في ازدحام وخاصة أنه يُقام في يوم عطلة الأسبوع حيث يكثر زوار ومرتادي السوق، كذلك التقينا بالعم علي الهزازي وهو أحد الباعة المشهورين ببيع الحيوانات النادرة والطيور الثمينة، فقال: اتجهت لهذا العمل وهو بيع الحيوانات والطيور بعد تقاعدي من الخدمة العسكرية، وذلك بسبب هوايتي لها منذ الصغر، وقال الهزازي: نقوم بشراء الحيوانات والطيور النادرة ونأتي بها من الأماكن الجبلية ولنا عملاء يأخذونها منا ويذهبون بها إلى مناطق أخرى من المملكة، فنحن لدينا الغزلان والفهود والنمور والأرانب والضباع وغيرها، وأكد العم هزازي بأن البيع والشراء للحيوانات والطيور هي عملية مربحة جداً. كذلك التقت «الرياض» بأحد المتسوقين في السوق الذي قام بشراء سلة بها عدد من الطيور النادرة وهو عبدالله الخبراني، وعندما سألناه عن ما يوجد داخل هذه السلة قال بأنه جاء إلى سوق الخوبة الشعبي لشراء عدد من الطيور النادرة لكي يقوم بتربيتها، فهو يحب الطيور النادرة، وقال بأن هذه السلة بها حوالي أربع من الطيور النادرة اشتراها بحوالي 600 ريال وينوي تربيتها والاحتفاظ بها في حديقة منزله.