كلما مر أحمد بسوق العارضة في منطقة جازان يتذكر سوق الخوبة في محافظة الحرث التي أغلقت إبان الحرب على المتسللين قبل نحو 10 أشهر، فتلك السوق كانت متميزة بتنوع منتجاتها وندرتها. وقال أحمد ل «الحياة»: «في سوق الخوبة كنت تجد كل شيء من الطيور النادرة إلى الحيوانات البرية وأنواع البضاعة السعودية واليمنية كالأواني والحصير والملبوسات الشعبية التي كانت تجذب أبناء المناطق الأخرى وزواراً من دول الخليج العربي، أما في العارضة فتقتصر السوق على الأشياء المتداولة»، مشيراً إلى أن أهالي منطقة جازان بصفة خاصة كانوا معتادين على شراء حاجيات شهر رمضان من «الخوبة» لأن الأسعار فيها منخفضة ومتنوعة، مطالباً بإعادة افتتاح السوق. ونتيجة استمرار إقفال سوق الخوبة توجه الكثير من المتسوقين إلى سوق بديلة في محافظة العارضة التي تقع في المرتفعات الشرقية لمنطقة جازان، واستطاع الباعة هناك استقطاب الكثير من المتسوقين خصوصاً أن المحافظة تعتبر منطقة سياحية. وذكر علي معبر القادم من محافظة أبي عريش أن سوق العارضة تتمتع بمميزات كثيرة تجعلها بديلاً لسوق الخوبة في بعض النواحي، لكنها تفتقد إلى الطيور والحيوانات التي كان تلك السوق تتميز بها كطيور الحجل والديوك الرومية والقطا والعقب، إضافة إلى الغزلان والقرود والسباع والذئاب والضباع والثعالب والوشق وبعض الزواحف والثعابين. وتابع: «سوق الخوبة لا بديل لها ولا أظن أننا سنجد مثيلاً لها». ومن أكثر ما يميز سوق العارضة ركن النباتات العطرية الذي تختلط فيه روائح الكادي والبعيثران والفل البلدي بأنواعه، ووفرة الفواكه الجبلية مثل الموز البلدي والعنب والمانجو والفركس والسفرجل والبابايا، إضافة إلى ركن الأزياء الشعبية كالمصانف والمقاطب والألحفة، والأواني الفخارية والمصنوعات الخزفية ذات التطريزات والأشكال الهندسية الجميلة، كالمظلات والكوفيات.