سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عملية إنهاء اعتصام اللاجئين السودانيين تفجر أزمة بين القاهرة والمفوضية العليا الخارجية المصرية والسفارة السودانية تؤكدان تعنت اللاجئين ورفض كافة العروض
استدعت وزارة الخارجية المصرية مساء أمس الأحد مدير مكتب المفوضية السامية للاجئين بالقاهرة وطالبته بإيضاحات حول التصريح الذي أدلى به المفوض السامي لشؤون اللاجئين لوكالات الأنباء في جنيف وحمل مصر مسؤولية نتائج فض اعتصام اللاجئين السودانيين التي راح ضحيتها 25 سودانياً. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الوزارة عبرت عن دهشتها لعدم تضمين ذلك التصريح حقائق موضوع الاعتصام والتي يعرفها مكتب المفوضية بالقاهرة.. حيث لم يشر إلى التعنت الذي أبداه المعتصمون حيال المقترحات العديدة التي قدمت لهم لفض الاعتصام سلمياً كما لم يشر لحقيقة أن السلطات المصرية قد تصرفت خلال الشهور الثلاثة للاعتصام بحكمة وصبر حرصاً منها على مصالح اللاجئين وهو ما اعترفت به المفوضية نفسها في إشاداتها المتكررة بالمعاملة الطيبة التي تقدمها مصر للاجئين الذين يعيشون على أراضيها عامة وللأشقاء السودانيين منهم خاصة. وقد طلبت وزارة الخارجية من مدير مكتب المفوضية بالقاهرة نقل ما تقدم إلى رئاسته وايضاح جميع الحقائق والملابسات المرتبطة بهذا الموضوع. وأبدت الخارجية المصرية دهشتها للبيان الصحافي الصادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف بشأن الاحداث التي شهدتها منطقة المهندسين في القاهرة (الجمعة) لفض اعتصام للاجئين السودانيين بلغ عدد ضحاياه 25 شخصا . وإصابة 76 من الشرطة. وتود الخارجية المصرية أن توضح ما يلي : 1 - بدأت المشكلة يوم 29 سبتمبر 2005 بتجمع عدد من المواطنين السودانيين في المنطقة القريبة من مكتب المفوضية الذي يقع في منطقة مكتظة بالسكان في القاهرة وذلك لمطالبة مفوضية اللاجئين بحل مشاكلهم. 2 - استمر العدد في التزايد وتقدم مكتب المفوضية باكثر من نداء واستغاثة للسلطات المصرية بضرورة فض الاعتصام وحماية المكتب . 3 - رغم الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية والمفوضية ومنظمات المجتمع المدني المصرية والسودانية على مدى ثلاثة أشهر الا أن المعتصمين بتحريض واضح من بعض المتطرفين رفضوا كافة الحلول التي قدمت لهم . 4 - أرسل مكتب المفوضية عدة خطابات إلى السلطات المصرية آخرها يوم 22 ديسمبر 2005 يطلب التدخل العاجل لحمايته ومع ذلك فقد واصلت السلطات المصرية محاولاتها لفض الاعتصام بشكل سلمي وكانت آخر هذه المحاولات مساء يوم 29 ديسمبر 2005 والتي استمرت حتى الساعات الاولى من فجر 30 ديسمبر 2005 حيث اتضح أن المحرضين يمنعون باقي المعتصمين من مغادرة المكان بالقوة . 5 - وجهت قوات الامن انذارا نهائيا باخلاء المكان وذكرت المعتصمين بواجبات اللاجىء في احترام قوانين ولوائح البلد المضيف الا أن بعض المحرضين قاموا بالتهيج والاعتداء على بعض عناصر الشرطة التي اضطرت إلى الشروع في اخلائهم . 6 - أدى التدافع والفوضى التي ترتبت على ذلك إلى وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المعتصمين وقوات الشرطة حيث تم نقلهم على الفور إلى المستشفيات للعلاج. واذ تعرب وزارة الخارجية المصرية عن الحزن والأسى لسقوط عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين، فإنها تؤكد احترامها الكامل لالتزاماتها القانونية تجاه اللاجئين المقيمن على أرض مصر وتحث هؤلاء اللاجئين على الالتزام بواجباتهم القانونية واحترام القانون واللوائح في البلد المضيف . من جانبه قال السفير حسن عبد الباقي القائم بأعمال السفارة السودانية بالقاهرة بأن قضية اللاجئين السودانيين المعتصمين بالقاهرة تم استغلالها من قبل جهات معينة ضد السودان . وأوضح أن السفارة السودانية بالقاهرة أكدت أن السودان يرحب مجددا بعودة ابنائه وأن أبوابه اصبحت مفتوحة وأكد ان مشكلة اللاجئين هي مسؤولية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ولكن السودان تحدث مع المفوضية لتقديم المساعدة لحل تلك المشكلة، وأن تلك القضية تم استغلالها في السابق من قبل جهات معروفة لاظهار عدم الاستقرار في السودان، وأنه بعد توقيع اتفاق السلام، انتهت جميع مبررات اللجوء السياسي، والآن السودان مستقر وبه سلام دائم، ولاتوجد لهم مشاكل أو اي مصاعب في السودان . وأوضح السفير السوداني أن السلطات المصرية صبرت كثيرا على تلك الأوضاع وقامت بجهود مخلصة، لحل مشكلة المعتصمين سلميا، بالتنسيق التام مع السفارة السودانية بالقاهرة، وبذلت جهودا كبيرة مع المفوضية لتأمين حقوقهم القانونية، لكن المعتصمين رفضوا كل العروض التي قدمت لهم ويبدو ان هناك جهات معينة ساعدت على تعنتهم، ورفضهم لكل تلك الحلول . الى ذلك بدأت محافظة الجيزة دراسة خطة لتطوير ميدان مصطفى محمود بالمهندسين وإعادة تخطيطه باعتباره أحد أهم الميادين بالمحافظة وبطريقة تتناسب مع مكانته السياحية والتجارية. وقال الدكتور فتحي سعد محافظ الجيزة أثناء تفقده موقع الميدان بعد انهاء اعتصام اللاجئين السودانيين ان وضع الميدان قبل فض اعتصام أكثر من ألفي سوداني عن طريق قوات الأمن كان قد وصل إلى مرحلة تمثل خطورة داهمة على سكان المنطقة من الناحيتين الصحية والبيئية وذلك من جراء إقامة السودانيين بالميدان حيث انهم كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية بهذا المكان بما يسيء للمظهر العام للمنطقة. وأكد المحافظ على العلاقات الجيدة والوطيدة التي تربط الشعبين المصري والسوداني وأن أجهزة الأمن بذلت جهودا كبيرة قبل فض الاعتصام للوصول إلى حل سلمي إلا أن السودانيين رفضوا كل المحاولات مما استدعى تدخل رجال الأمن بعد أن دام اعتصامهم أكثر من ثلاثة أشهر قاموا خلالها بتشويه الميدان وإظهاره بطريقة غير حضارية . وكلف المحافظ رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة الذي رافقه خلال الجولة بإعادة الميدان إلى الحالة التي كان عليها قبل بدء الاعتصام وتكثيف حملات النظافة ورفع كافة المخلفات والأمتعة الخاصة بالسودانيين وتحريزها بمعرفة النيابة كما كلفه أيضا بالتنسيق مع مديرية الصحة بالجيزة برش وتطهير الميدان قبل وبعد رفع الأمتعة والمخلفات. إلى ذلك دان اخوان مصر الأسلوب الذي استخدمته قوات الأمن المصرية في إخلاء مخيمات اللاجئين السودانيين من أبناء الجنوب والذي أدى إلى وفاة أكثر من 23 شخصاً من الرجال والأطفال. وطالب المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف في بيانٍ أصدره بإجراء تحقيقات عاجلة ومحاسبة المسئولين عن هذه المأساة الإنسانية. وأكد عاكف أن الوشائج القوية التي تربط أهل وادي النيل من أقصى جنوب السودان إلى شاطئ المتوسط كانت تقتضي تعاملاً أكثر حكمة وبذل مزيد من الجهد والإقناع للاجئين بالحلول السلمية أو فض المخيمات بطرق حضارية.