فاصلة: «الآراء المسبقة هي ذريعة المجانين» - حكمة فرنسية - من وظائف الإعلام السلبية تأكيد الأعراف الاجتماعية بحيث تمارس ضغوط اجتماعية لتجعل سلوك المجتمع متفقا مع الأعراف السائدة وتقوم تلك الوسائل بالدعاية السلبية ضد من يخالف ذلك، هذا ما يمارسه البعض من كتّاب الزوايا والأعمدة لاستثارة الجمهور تجاه قضايا هي بالأصل ليست قضايا! ولكي تمرر الاستثارة على الجمهور يغلفها البعض بغلاف الدين ولا مانع من استحضار مقومات نظرية المؤامرة لتكون أمريكا وراء كل ذلك . هناك بعض القراء تنطلي عليهم هذه الأساليب وينجرفون خلف الكتّاب الذين يستعملون أعمدتهم وزواياهم كالأبواق لمجرد فهمهم الخاطئ لموضوع ما هذا إن أحسنا النية، كثير من المؤتمرات والمنتديات والندوات والأمسيات الثقافية تعقد لدينا وكثير منها يمر مرور الكرام وبعضها يكون مثيرا فيتوقف البعض عنده من مسؤوليتنا ككتّاب ألا نكتب إلا ما نحن متأكدون من حدوثه وما لدينا مستندات تؤكد رأينا خاصة لو وجهنا الاتهامات إلى منظمي هذه المؤتمرات أو المنتديات كمثال لدى البعض تحسس ساذج حول اختيار المشاركين والمشاركات في هذه المؤتمرات وقد لاحظت في متابعتي للحوار الوطني عبر التلفاز أن سؤالا مثل ماهي المعايير لاختيار المشاركين والمشاركات يطرح أكثر من مرة، طبعا في محاولة لإفهام المتلقي أن هناك تحيزا في اختيار المشاركين . دعونا نتحدث بعملية... في التنظيم لأي محفل عام لا بد من وضع قائمة بالشخصيات المناسبة لإنجاح الحدث سواء من حيث المشاركة وكذلك الحضور كما أن هناك دوما قائمة بدائل فهناك من يعتذر ومن لا يلتزم، كما أن لدينا أحيانا ضعفا في التنظيم فلا تصل الدعوات رغم أننا من المدعوين. والأفضل أن يشارك المرء في المحفل الذي يريد دون انتظار للدعوة حينما تكون الدعوة عامة أما إن كانت خاصة فلا داعي لان يزبد ويرغد ويعتقد بسذاجة وتمركز حول الذات أن أصحاب المؤتمر تعمدوا عدم دعوته لأنه لن يقبل بما يطرح فيه من موضوعات. كيف يمكن لشخص عاقل أن يفكر بمثل هذا التفكير وينشره على الملأ ليستثير الناس بينما من المعروف أن المنظمين في كل مناسبة يحرصون على توثيق الموضوعات سواء كانت محاضرة أو ندوة أو أمسية إذ لا أسرار في مناسبات تحضرها وسائل الإعلام وتكتب عنها . فضلا عن أن بعض الجهات تطرح كل ما يدور في مناسباتها عبر موقعها على الانترنت وبدلا من أن يكلف الكاتب أو الكاتبة نفسها بتصفح الموقع يعتمد على من نقل إليه الخبر دون توثيق ،ويبني عليه رأيا يبثه إلى القراء مستغلا زاويته. الذي أود قوله لهؤلاء الكتابّ إن حكمة قديمة تقول يمكن خداع بعض الناس كل الوقت وخداع كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكن أبدا خداع كل الناس كل الوقت. [email protected]