أكدت مصادر يمنية قبلية ان مصير السائحين النمساويين المختطفين لازال مجهولا وان الخاطفين يطالبون بالافراج عن معتقلين لدى الامن السياسي (المخابرات) بتهمة القتال ضد القوات الامريكية في العراق. وكان مسلحون قبليون ينتمون الى قبيلة آل حتيك التابعة لقبيلة عبيدة بمحافظة مأرب 173 كم شرق العاصمة صنعاء اختطفوا مساء الاربعاء سائحين نمساويين اثناء توجههما في رحلة سياحية الى محافظة حضرموت . وقالت المصادر ان المعتقلين الثلاثة موقوفون منذ قرابة العام بعد عودتهم من سوريا للاشتباه في انهم كانوا يقاتلون في العراق. بينما يزعم اهالي المعتقلين أنهم أثبتوا للأمن أنهم كانوا يتلقون العلاج، وأنهم لاعلاقة لهم بما يدور في أرض العراق. وفيما لم تعلق السلطات الامنية والحكومية في صنعاء عن الحادث قالت مصادر محلية في مأرب ان السلطة المحلية هناك تعقد اجتماعا طارئا وتجري اتصالات مكثفة مع شيوخ قبيلة عبيدة بعد الفشل في التعرف على الجهة التي تم اخذ الرهينتين اليها. وتعد هذه الحادثة الثانية خلال شهرين حيث كان السويسري برونو باير وزوجته كاترينا اختطفا اواخر فبراير الماضي اثناء خروجهما من فندق بلقيس في مدينة مأرب في طريقهما إلى حضرموت في رحلة سياحية. وكان الخاطف يطالب بالإفراج عن شقيقة صالح الضمن المعتقل منذ أواخر رمضان الماضي بتهمة سرقة إحدى السيارات.وفي أغسطس الماضي اختطف ثلاثة سياح اسبان في محافظة شبوة جنوب اليمن وتم الافراج عنهم بعد ساعات. وتوقفت حالة الاختطافات عام 2001 التي انتشرت بشكل واسع مطلع التسعينات من القرن الماضي بعد ان انشأت السلطات اليمنية محكمة امن الدولة المتخصصة في قضايا الارهاب والاختطافات. وعادة ما كان رجال القبائل يمارسون الخطف للضغط على السلطات لتحقيق مصالح شخصية للخاطفين او للمطالبة بخدمات لمناطقهم. يشار إلى أن عدد السياح الأجانب الذين تعرضوا للخطف في اليمن يقدر عددهم بأكثر من مائتي أجنبي بينهم عشرون ألمانيا منذ 1993 . وشهدت جميع عمليات الخطف تقريبا نهاية سلمية باستثناء حادث خطف سياح غربيين في ديسمبر 1998 على يد جماعة تطلق على نفسها اسم ( جيش عدن أبين الإسلامي ) حيث انتهت العملية بمقتل ثلاثة بريطانيين وأسترالي. وبحسب إحصائيات رسمية فإن قطاع السياحة في اليمن يخسر سنوياً بحدود مائتي مليون دولار كعائدات من حركة السياحة التي ازدهرت خلال الأعوام 96 - 97 و 98م لكن هذا القطاع أصيب بضربة قوية بعد مقتل السياح الغربيين الأربعة في أبين في 28 ديسمبر 1998 ، حيث توقف تدفق السياح الغربيين إلى اليمن تماماً عام 1999م وعام 2000م وربما كان الهدوء الذي شهده اليمن خلال النصف الأول من 2001 وحتى العام الجاري قد شجع بعض الوكالات السياحية الأوروبية على إرسال بعض الأفواج المحدودة العدد خلال الأشهر الماضية وأعلنت وزارة السياحة اليمنية قبل أسبوعين أن العائدات السياحية في اليمن حققت خلال عام 2004م أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أعوام سابقة ، وذكر تقرير رسمي يمني أن العائدات السياحية وصلت العام الماضي إلى 214 مليون دولار مقارنة بنحو 139، و29 مليون دولار في عامي 2003، و2002م. على صعيد آخر وجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح دعوة رسمية لقادة دول تجمع صنعاء للتعاون التي تضم بالاضافة الى اليمن كلا من السودان واثيوبيا لحضور قمة التجمع التي تستضيفها مدينة عدن يومي ال 27-28 من ديسمبر الجاري . وقالت مصادر رسمية ان صالح وجه الدعوة الى الرئيس السوداني عمر حسن البشير و رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي والرئيس الصومالي عبدالله يوسف احمد لحضور الدورة الرابعة لقمة دول التجمع المقرر عقدها خلال يومي 27 و28ديبسمبر الجاري. وستناقش اجتماعات الدورة الرابعة لقمة تجمع صنعاء عددا من المواضيع المتعلقة بتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي لدول التجمع والاوضاع الأمنية في منطقة القرن الأفريقي ومسيرة المصالحة الصومالية ودعم الحكومة الصومالية المنتخبة بما يمكنها من القيام بدورها في بناء مؤسسات الدولة وجهود إعادة الاعمار بالاضافة الى الأوضاع في السودان في أعقاب مؤتمر المصالحة إلى جانب تداعيات «دارفور». وكان تجمع صنعاء اعلن عن انشائه قبل سنوات بهدف تعزيز التعاون بين الدول المنضوية فيه.