أشارت أمس الأربعاء تعاليق المراقبين في الجزائر أن البيان الذي أصدره عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الاثنين، وما تلاه من تصريحات متفرقة للصحافة المحلية والدولية بما في ذلك وكالة الأنباء الفرنسية، جاءت في وقتها المناسب، بعدما تزايدت الشكوك حول الحالة الصحية الدقيقة للرئيس بوتفليقة الموجود بالمستشفى العسكري الفرنسي فال دوغراس منذ 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي . وكان رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي صرح مراراً للصحافة والإذاعة بأن الرئيس بوتفليقة في صحة جيدة لكن تصريحاته لم يهضمها الكثيرون، وظل القلق يعتري أوساط شعبية كثيرة بما فيها الأوساط الإعلامية. ولعل ما زاد في تنامي الإشاعات أو ما ينعت في الجزائر ب«إذاعة الأرصفة» (راديو تروتوار) «تداخل المصادر في الوطن وخارجه وتناقضه بشأن التطورات الصحية للرئيس بوتفليقة، ولعبت الصحف الفرنسية دورا كبيرا في خلخلة التعاطي الرسمي مع مرض الرئيس الجزائري والتشويش عليه، بل دفعت الجزائريين، الذين يثق جزء كبير منهم في المعلومات التي تتداولها الصحف الباريسية بحكم علاقات تقليدية تاريخية واجتماعية لا يفقهها إلاّ الجزائري، رغم مجانبة هذه الصحف للصواب والحقيقة في كثير من الأحيان، دفعتهم إلى الشك في التصريحات الرسمية التي كانت تدعو إلى عدم القلق على الرئيس، بل دفعت إلى تشاؤم بعضهم، بعدما ذهبت إحدى الصحف الفرنسية المعروفة بمعالجتها وإطلاعها القريب على الملفات الطبية لعدد كبير من رؤساء الدول والملوك الذين دخلوا نفس المستشفى الذي يتعافى فيه الرئيس بوتفليقة، لتؤكد أن فترة نقاهة بوتفليقة ستدوم أكثر مما تشير إليه المصادر الرسمية الجزائرية نظرا لسوء حالته الصحية . وفي محاولة منه التأكيد أن صيرورة العمل في أعلى هرم السلطة تسير بوتيرة منتظمة، أكد عبد العزيز أمس في اتصال هاتفي مع «الرياض» ان المرحلة التي دخل فيها الرئيس بعد إجرائه لعملية جراحية «لم تمنعه من متابعة الشؤون الداخلية للجزائر ومن التسيير»، مضيفا أنه يقدم التوجيهات ويوزع المهام على الوزراء والمسؤولين بما يسمح بمتابعة القضايا سواء تلك التي تتم في الجزائر أو في الخارج، وهذا يعني أنه «يؤدي دوره كرئيس يتابع شؤون بلده». وكان بلخادم أول أمس جدد في بيان وصل مكتب «الرياض» أن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة تتحسن باستمرار وهو يشرف بانتظام على تسيير شؤون الجزائر، معاودا التأكيد أنه لا يعلم مدة فترة النقاهة، وأن هذا الأمر من مهام الفريق الطبي الذي يتابع صحة الرئيس، «الذي شدّد على ضرورة أن يكمل رئيس الجمهورية علاجه»، قبل أن يختتم قائلا «ان ما بحوزته من معلومات تؤكد أن الرئيس يتعافى وسيعود في القريب العاجل».