اعلن الدكتور قاسم بن عثمان القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث نجاح المستشفى في اجراء اول عملية زراعة خلايا جذعية من متبرع غير قريب وذلك في عملية اجريت فجر يوم الأربعاء الماضي بعد ان تمت بالتنسيق مع السجل العالمي لمتبرعي نخاع العظم ومقره الرئيس في مدينة ملواكي بولاية وسكنسن بالولاياتالمتحدةالأمريكية والحصول على الخلايا مباشرة من المتبرع هناك ونقلها عبر خطوط الطيران الى المملكة، مؤكدا ان هذا الإنجاز الطبي العالمي ما كان ليتحقق لولا الدعم الكبير والمتواصل من الدولة ايدها الله للمستشفى. واعتبر الدكتور القصبي في مؤتمر صحافي عقد أمس بحضور مسؤولين في المستشفى والبرنامج العملية انها الأولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي كما تعتبر اطول رحلة قطعتها خلايا جذعية تزرع لمريض من متبرع غير قريب، مشيراً الى ان عمليات زراعة النخاع العظمي عبارة عن تحصيل خلايا جذعية مطابقة وخالية من المرض يتم حقنها في وريد المريض. وشدد على اهمية تضافر الجهود في مثل هذه الحالات، حيث يتطلب الأمر التنسيق مع جهات داخل وخارج المملكة العربية السعودية بشكل دقيق للحصول على خلايا جذعية مطابقة وخالية من الأمراض. من جهته اكد الدكتور عدنان عزت المدير التنفيذي للتشغيل الطبي والسريري بالمستشفى ان الفريق الطبي حرص على اهمية سرعة وصول الخلايا حتى لا تتعرض الخلايا للضرر، مشيرا الى ان نسبة حيوية الخلايا التي جرى نقلها من المتبرع في الولاياتالمتحدةالأمريكية الى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تبلغ 99٪ حين اعطائها للمريض الذي تجاوز عمره 22 عاما. من ناحية اخرى أوضح الدكتور محمود الجرف نائب رئيس مركز الملك فيصل للأورام ومدير برنامج زراعة نخاع العظم بالمستشفى ان المتبرعة هي امريكية والمريض شاب سعودي يعاني من سرطان دم مزمن (اللوكيميا) اكتشف لديه منذ خمسة اعوام، ولم تُجد معه الأدوية المختلفة التي اعطيت له طوال تلك الفترة، اضافة الى عدم تطابق انسجة اي من افراد اسرته معه الأمر الذي تطلب ضرورة البحث عن متبرع عبر السجل العالمي. ويحتاج هذا النوع من العمليات الى وجود فريق متكامل ومؤهل من اطباء وفنيين وصيادلة وممرضين وإداريين اضافة الى توفر احدث الإمكانات والأجهزة الطبية وهو ما يحظى به مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض. الى ذلك عد الدكتور داحش عجارم رئيس مركز الملك فيصل للأورام برنامج زراعة النخاع العظمي والخلايا الجذعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض واحداً من اكبر برامج الزراعة المماثلة في العالم، حيث قام المستشفى بإجراء نحو 2200 عملية منذ تأسيس البرنامج عام 1984. وقال ان زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية والحبل السري تستخدم لعلاج عدد من الأمراض السرطانية من ابرزها ابيضاض الدم الحاد والمزمن، والأورام اللمفاوية، كما تستخدم لعلاج عدد آخر من الأمراض غير السرطانية مثل فشل النخاع العظمي، وأمراض الدم الوراثية، وأمراض نقص المناعة الوراثية، ويتم سنوياً عمل نحو 150 حالة زراعة للنخاع العظمي من متبرع قريب، بالإضافة الى 70 حالة زراعة نخاع عظم ذاتية (من نفس المريض) ونحو 20 حالة زراعة خلايا جذعية مستخرجة من دم الحبل السري مؤكدا ان نتائج عمليات زراعة النخاع العظمي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من افضل النتائج العالمية المسجلة في هذا الميدان. وذكر الدكتور حسان الصلح نائب المدير التنفيذي للتشغيل الطبي والسريري ان المستشفى حقق اعلى معدل احصائي عالمي لسجل زراعة نخاع العظم من متبرع قريب عام 2003 بعد ان اجرى 129 عملية في حين كان من ضمن المراكز الأربعة الأولى لعام 2004غير انه حقق سجلاً مرتفعاً عن العام السابق اثر اجرائه 147 عملية بناءً على مذكرات تسلمها المستشفى من المركز العالمي لأبحاث الدم وزراعة نخاع العظم بولايات منيسوتا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويعتبر المركز العالمي لزراعة نخاع العظم ومقره الولاياتالمتحدةالأمريكية من اهم وأكبر هذه المنظمات العالمية وتقوم مختلف المراكز في انحاء العالم بتقديم المعلومات عن الحالات التي زرعت لديها الى هذه المؤسسة.