حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض مركزاً عالمياً متقدماً حين جاء ضمن أربعة مراكز دولية هي الأعلى في إجراء عمليات زراعة النخاع العظمي غير الذاتية إثر تسجيله 147 حالة زراعة من متبرع قريب للعام 2004. وأوضح الدكتور قاسم بن عثمان القصبي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن المستشفى تلقى مذكرة من المركز العالمي لأبحاث الدم وزراعة نخاع العظم بالولاياتالمتحدةالأمريكية تفيد بتحقيق هذا المركز المتقدم في وقت كان التخصصي قد حقق أعلى سجل إحصائي عالمي عام 2003 بتسجيله 129 حالة زراعة نخاع عظم غير ذاتية. وكان المستشفى التخصصي قد أنشأ برنامج زراعة نخاع العظم في عام 1984م وبلغت عدد العمليات منذ إنشائه نحو 2177 عملية للأطفال والكبار. ويجري المستشفى التخصصي أربعة أنواع من زراعة نخاع العظم، وهي الزراعة من متبرع قريب حيث تجرى للمرضى الذين يعانون من كثير من الأمراض السرطانية المستعصية على العلاج التقليدي، وحالات فقر الدم الولادي، ونقص المناعة الولادي، وبعض الأمراض الوراثية عبر أخذ النخاع من قريب غير مصاب ثم إعطائه للمريض. وأجرى المستشفى العام الماضي 147 حالة للأطفال والبالغين لهذا النوع من العمليات محققاً بذلك زيادة قدرها 18 عملية عن العام السابق. ويقوم المستشفى بإجراء عمليات زراعة نخاع العظم الذاتية للمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض السرطانية المستعصية على العلاج التقليدي حيث يؤخذ النخاع من المريض ثم يعاد إليه بعد تلقي المريض الأدوية الكيماوية بجرعات عالية ويتم سنوياً زراعة نحو 50 إلى 60 حالة من هذا النوع. وشرع المستشفى التخصصي منذ عام 2003 بزراعة الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري بعد الحصول على وحدات الدم من بنوك عالمية ونجح في إجراء ما يزيد على 32 حالة فيما انخرط المستشفى في التعاون مع البرنامج العالمي لمتبرعي نخاع العظم ومقره في الولاياتالمتحدة للحصول على عينات من متبرعين مطابقة للمرضى السعوديين الذين لم يتمكنوا من الحصول على عينات مطابقة من أقربائهم. وتعتبر عمليات زراعة النخاع العظمي طريقة حديثة نسبيا لعلاج بعض الأمراض المستعصية والتي كان ميئوساً من شفائها مثل ابيضاض الدم )فقر الدم اللانسجي( والأورام الليمفاوية، وسرطان نقي العظام المتعدد، وأمراض نقص المناعة الوراثية. وعمليات زراعة النخاع العظمي عبارة عن تحصيل خلايا جذعية سليمة وخالية من المرض يتم حقنها في وريد المريض. وتسبح هذه الخلايا في الدم قبل أن تستقر في النخاع العظمي وتأخذ في النمو والتكاثر منتجة خلايا الدم وهي كريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء والصفائح الدموية . ويحتوي المستشفى التخصصي على 5 عيادات تخصصية وعشر أسرة لقسم الأطفال فيما أكد الدكتور حسان الصلح رئيس قسم أورام الأطفال وأمراض الدم أنه يجري حالياً العمل على توسعة وحدة زراعة النخاع للأطفال لترتفع طاقتها الاستيعابية إلى 18 سريراً لمواجهة المزيد من حالات الزراعة في وقت وجيز. كما يشتمل قسم زراعة نخاع العظم للكبار على 9 عيادات تخصصية وتبلغ طاقته الاستيعابية 15 سريراً. وقد انتشرت مراكز زراعة نخاع العظم في العديد من دول العالم المتقدم وقامت مؤسسات عالمية بتنظيم هذا الأمر واخضاعه لقوانين متعارف عليها عالمياً لدراسة نتائج مختلف المراكز . ويعتبر السجل العالمي لزراعة نخاع العظم ومقره الولاياتالمتحدةالأمريكية من أهم وأكبر هذه المنظمات العالمية وتقوم مختلف المراكز في أنحاء العالم بتقديم المعلومات عن الحالات التي زرعت لديها إلى هذه المؤسسة.