استقبل دولة رئيس وزراء باكستان نواز شريف أمس معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي والوفد المرافق له الذي يزور باكستان حالياً وذلك في ديوان رئاسة الوزراء بإسلام آباد. ونوه دولته في بداية الاستقبال بعمق العلاقات الأخوية التي تربط المملكة وباكستان، مؤكداً أن العلاقة بين باكستان والمملكة تمتد جذورها تاريخياً وإسلامياً وكلتا الدولتان لهما ثقلهما المشاهد في العالم الإسلامي، وأيضاً في كل المجالات على الصعيد العالمي. وبين شريف أن باكستان تولي اهتماماً بالغاً لعلاقاتها مع المملكة وأن حكومته حريصة على تعزيز وتطوير هذه العلاقة إلى آفاق جديدة من التعاون.كما أشاد دولته بجهود رابطة العالم الإسلامي وحرصها على كل ما ينفع الأمة الإسلامية وما يسهم بحل مشكلاتهم في المجال الديني والإنساني ومختلف القضايا, داعياً إلى توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب والتطرف وتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام, مبدئيا استعداد الحكومة الباكستانية في التعاون مع رابطة العالم الإسلامي في كل ما يخدم الإسلام والمسلمين.من جانبه، أعرب معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن شكره وتقديره لدولة رئيس وزراء باكستان على حسن الاستقبال وعلى اهتمام دولته بالشأن الإسلامي، مؤكداً أن رابطة العالم الإسلامي تركز على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم والابتعاد عن الطائفية البغيضة التي بدأت تنتشر في المجتمعات الإسلامية.وبين د.التركي أن الرابطة تسعى من خلال زيارته لجمهورية باكستان إلى توسيع آفاق التعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والشعبية فيما يخدم الإسلام ويحقق الأمن والاستقرار سواء في باكستان أو في الدول الإسلامية كلها. من جهة أخرى، التقى د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي برئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي، وأعضاء المجلس، بحضور عددٍ من العلماء والمشايخ وسفراء عدد من الدول العربية المعتمدين لدى باكستان. وفي بداية اللقاء رحب الشيخ طاهر الأشرفي بمعالي الأمين العام للرابطة، موضحاً أن مجلس علماء باكستان سيعمل بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي على مكافحة الإرهاب والتطرف، ونبذ الطائفية وتوعية العلماء والمفكرين والشباب ضد الأفكار الضالة التي تروّج لها بعض العناصر المنتسبة إلى الإسلام. وأعلن عن تأييد علماء باكستان لمواقف المملكة إزاء حلّ قضايا الأمة الإسلامية، مشيدًا بما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من جهود جليلة في الاهتمام بالحرمين الشريفين، وما توليه من اهتمام ورعاية خاصة بالحجاج والمعتمرين والزوار. وأشار الأشرفي إلى أن احتواء ظاهرة الإرهاب والتطرف ومعالجة قضايا الأمة الإسلامية، يكمن في تضافر جهود المملكة وباكستان، مبينًا أن الأمة الإسلامية تنظر إلى المملكة وقيادتها الرشيدة لأداء دور قيادي لحل قضايا الأمة الإسلامية وجمع شملها والحفاظ على كيانها من التشتت. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام للرابطة كلمة أكد فيها أن مجلس علماء باكستان مهتم بالقضايا الإسلامية وجمع كلمة المسلمين، وأن يكون المسلمين في باكستان وفي غيرها مع المملكة فيما يتعلق بمواجهة الفرقة والنزاع والطائفية والفتن. وقال: "إن رسالة الرابطة للأخوة في باكستان وخاصة في مجلس علماء باكستان أن يحرصوا كل الحرص على اجتماع كلمتهم في باكستان أولًا ثم مع المسلمين في البلاد العربية والإسلامية الأخرى وبخاصة المملكة، وأن يبتعدوا كل البعد عن الفرقة والنزاع والخلاف". وأكد استعداد الرابطة للتعاون مع مجلس علماء باكستان من خلال برامج محددة ومقننة، موضحا أن المجلس يحرص كل الحرص على الشأن الإسلامي وما ينفع المسلمين سواء في باكستان أو أي دولة من دول العالم. وأشار د.التركي إلى أن رابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية إسلامية تمثل الشعوب والأقليات المسلمة، وستنقل هذه الرؤية التي شاهدتها في باكستان إلى المسلمين أينما كانوا وإلى المملكة بشكل خاص لأن المملكة هي الدولة المركزية للأمة الإسلامية.