التقى الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة مساء أمس برئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي وأعضاء المجلس بحضور عدد من العلماء والمشايخ وسفراء عدد من الدول العربية المعتمدين لدى باكستان. وفي بداية اللقاء رحب الشيخ طاهر الأشرفي بمعالي الأمين العام للرابطة، موضحاً أن زيارته إلى باكستان هي مبعث فخر واعتزاز لشعب باكستان وعلمائها الذين ينظرون إلى المملكة العربية السعودية وعلمائها بتقدير واحترام. وأوضح أن مجلس علماء باكستان سيقوم بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي على مكافحة الإرهاب والتطرف ونبذ الطائفية وتوعية العلماء والمفكرين والشباب ضد الأفكار الضالة التي تروج لها بعض العناصر المنتسبة إلى الإسلام. وأعلن عن تأييد علماء باكستان لمواقف المملكة العربية السعودية إزاء حل قضايا الأمة الإسلامية لاسيما الأزمة السورية والوضع في العراق وموقفها من القضية الفلسطينية بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، والدفاع عن الشرعية باليمن، والإشادة بما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - من جهود جليلة في الاهتمام بالحرمين الشريفين وما توليه من رعاية خاصة للحجاج والمعتمرين والزوار. وأضاف الأشرفي: "أن احتواء ظاهرة الإرهاب والتطرف ومعالجة قضايا الأمة الإسلامية يكمن في تضافر جهود المملكة العربية السعودية وباكستان", مبيناً أن الأمة الإسلامية تنظر إلى المملكة وقيادتها الرشيدة لأداء دور قيادي لحل قضايا الأمة الإسلامية وجمع شملها والحفاظ على كيانها من التشتت والصراعات الإقليمية والتنظيمات الإرهابية. بعدها ألقى معالي الأمين العام للرابطة كلمة أكد فيها أن مجلس علماء باكستان مهتم بالقضايا الإسلامية وجمع كلمة المسلمين, وأن المسلمين في باكستان وفي غيرها مع المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بمواجهة الفرقة والنزاع والطائفية والفتن. وقال "أن رسالة الرابطة للأخوة في باكستان وخاصة في مجلس علماء باكستان أن يحرصوا كل الحرص على اجتماع كلمتهم في بلدهم أولاً ثم مع المسلمين في البلاد العربية والإسلامية الأخرى وبخاصة المملكة العربية السعودية، وأن يبعدوا كل البعد عن الفرقة والنزاع والخلاف". وأكد أن الرابطة على استعداد للتعاون مع مجلس علماء باكستان من خلال برامج محددة ومقننة, لأن المجلس يحرص كل الحرص على الشأن الإسلامي وما ينفع المسلمين سواء في باكستان أو أي دولة من دول العالم. وأشارالتركي إلى أن رابطة العالم الإسلامي منظمة عالمية إسلامية تمثل الشعوب والأقليات المسلمة وسوف تنقل هذه الرؤية التي شاهدتها في باكستان إلى المسلمين أينما كانوا وإلى المملكة بشكل خاص لأن المملكة هي الدولة المركزية للأمة الإسلامية. من جانبه رحب الممثل الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني عضو الجمعية الوطنية الكابتن محمد صفدر بمعاليه ونقل إليه تحيات دولة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، مبيناً أن باكستان حكومةً وشعباً تولي اهتماماً بالغاً لعلاقاتها الأخوية مع المملكة العربية السعودية، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يحظى بمكانة خاصة في قلوب الشعب الباكستاني. وقد تخلل الحفل كلمات لعدد من العلماء الباكستانيين سلطوا فيها الضوء على متانة العلاقات التاريخية التي تربط باكستان وشعبها مع المملكة، وعلى الدور الهام الذي تؤديه رابطة العالم الإسلامي في الاهتمام بالإسلام والمسلمين حول العالم، مؤكدين تأييدهم لقرارات ومواقف المملكة العربية السعودية تجاه حل القضايا والتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية. بعد ذلك قدم رئيس مجلس علماء باكستان هدية تذكارية لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. د. التركي يزور الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد اسلام آباد: قام معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة، يوم أمس بزيارة للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد, وكان في استقباله رئيس الجامعة الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وراعي الجامعة الدكتور معصوم ياسين وعمداء ووكلاء وأساتذة الجامعة. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بالقران الكريم ثم ألقى الدكتور الدريويش كلمة رحب فيها بزيارة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للجامعة الإسلامية في إسلام آباد والذي تحتضن أكثر من "30" ألف طالب وطالبة من نحو "50" جنسية في تسع كليات. وأشار إلى أن الجامعة تقدم أكثر من "40" برنامجا في تخصصات شرعية ولغوية وتقنية وفنية مختلفة, إضافة إلى أكاديميتين شرعية ودعوية ومعهد عالي للفتوى ومركزا لخدمة المجتمع ومركزاً للتكنولوجيا. وقال الدريويش: "كل ذلك يمثل إسهاما في إثراء المعرفة الإنسانية بكافة فروعها وإيمانا من الجامعة بأن التعليم والبحث العلمي يعدان من أهم الركائز والمنطلقات التي تنطلق من خلالها عجلات التنمية والتقدم والرقي الحضاري", مضيفاً أن الجامعة لا تقتصر مهمتها على أداء وظائفها الدراسية والبحثية وإنما تسخر إمكاناتها لخدمة المجتمع. بعدها ألقى الدكتور التركي كلمة أعرب فيها عن سعادته بزيارة الجامعة الإسلامية العالمية مبيناً أنها محل اهتمام كل من له اهتمام بالشأن الإسلامي في مختلف أنحاء العالم وبخاصة في المملكة العربية السعودية وباكستان. وقال معاليه: "إن الجامعة محضن للعلماء ولطلاب العلم وإذا نجحت في رسالتها سواء في الجانب الأكاديمي أو خدمة المجتمع أو الأبحاث ارتبطت بالواقع الذي يعيشه الناس وأسهمت إسهاما كبير في حل المشكلات التي تواجههم", متطلعاً أن تكون الجامعة نموذجا متميزا بين الجامعات الإسلامية وإلى المزيد من البرامج والعلاقات مع الجامعات العربية والإسلامية وبخاصة الجامعات في دول جنوب شرق آسيا وفي الجمهوريات الإسلامية المستقلة. وأضاف الدكتور التركي: "إن المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر تعاني من مشكلات كبيرة منها الجهل بالإسلام وعدم معرفته الحقيقية ولذلك حصل التطرف والإرهاب الذي ينسب للإسلام وهو بريء منه، وعلى الجامعات أن تركز على هذا الأمر لإيضاح حقائق الإسلام وتأهيل الكوادر المتميزة لتواجه هذه التحديات حتى تشوه صورة الإسلام الصحيحة أمام العالم". وأكد معاليه أن رابطة العالم الإسلامي على أتم الاستعداد للتعاون مع الجامعة سواء في المجالات التعليمية أو البحثية أو بترشيح الطلاب وكفالتهم سواء عن طريقها أو أن تكون وسيط لدى الجهات المعنية, داعياً إلى أن تكون هناك برامج جديدة وفيها ابتكار وأن تواجه المشكلات الحالية التي يواجها المسلمين. وقال معاليه: "إن باكستان على المستوى الرسمي والشعبي وهي داعمة للجامعة ستسهم ببرامجها حينما ترى أن هذه البرامج متميزة وأيضا المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود – حفظه الله – ستسهم إسهاما كبيرا في دعم هذه البرامج إضافة إلى الدول الإسلامية الأخرى". بعد ذلك دشن معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ثلاثة مباني سكنية للطالبات بالجامعة تتسع لحوالي "1350" طالبه وتحتوي على غرف سكنية وقاعات ومصلى, وتجول بداخلها. كما افتتح معاليه خلال الزيارة "دورة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها" للطلاب والطالبات الصينيين والتي تنظمها الجامعة بالتعاون مع مكتب الدعوة بسفارة خادم الحرمين الشريفين, ومشروعاً لتحفيظ القرآن الكريم الذي تدعمه رابطة العالم الإسلامي لطلاب وطالبات الجامعة الإسلامية العالمية في باكستان .