أوضح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، أن مقام الإفتاء مقام عظيم ومنصب جليل والمفتُون موقعون عن رب العالمين، ولذا كانت خطورة الفتوى بغير علم والتصدي للفتوى من غير أهلها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). وأضاف معاليه: واليوم أمتنا تواجه مصاباً جللاً بتصدُّر من ليس من أهل العلم بالفتوى في قضايا جسام في الدماء وقضايا التكفير والحكم على المجتمعات مما أدى إلى جر الويلات على أمة الإسلام، وما تعانيه أمتنا في هذا الوقت وبلادنا على وجه الخصوص من هجمة شرسة من أرباب الفكر الضال إنما وقود ذلك دعاة على أبواب جهنم يفتون بغير علم فيضلون مع ضلالهم. وقال معاليه: ولا شك أن متغيرات الأمة كثيرة لكننا اليوم في مواجهة هذه الهجمة الشرسة من الجماعات الضالة والأحزاب المنحرفة في استباحة الدماء والأموال والأعراض والاعتداء على مجتمعات المسلمين وعلى المعصومين بدعاوى ضالة جرت البلاء والويل على أمتنا، وذلك يضاعف المسؤولية على أهل العلم من العلماء الراسخين للتصدي لهذه الفتنة الدهماء بحزم وقوة وصدق وعزم في مواجهة الفكر الضال وأربابه الذين تصدوا لهذا المقام من غير أهلية بل كانوا من أعظم أسباب البلاء. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه في حفل افتتاح ندوة الفتوى بين التأثير والتأثر بالمتغيرات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة اليوم الأربعاء. وبين معاليه أن كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى الذي نظم هذه الندوة يحمل اسم علم من أعلام المسلمين ومن أعلام الفتوى في هذه البلاد المباركة، وهو العالم الفقيه القاضي الإمام محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن ابن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً هذا العالم الذي كان له الأثر البالغ والكبير والعظيم في إنشاء الجامعة المباركة الجامعة الاسلامية يوم أشار على الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- بإنشاء جامعة تعنى بتعليم أبناء المسلمين في كل العالم فلاقت هذه الفكرة الترحيب والتأييد من الملك سعود حيث أنشئت هذه الجامعة في عام 1381ه برعاية ومتابعة حثيثة واهتمام بالغ من سماحته.