حذّر مفتي الممكلة العربية السعودية سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الفتوى بلا علم، مشدداً على أن القول على الله بلا علم من أعظم الكبائر. وحذر المفتي كذلك من اتباع الناس للأقوال والمسائل الشاذة والانسياق لها واتباع الهوى بدعوى تغير الزمان والأحوال.
وقد افتتحت الندوة العالمية الدولية بعنوان (الإفتاء بين التأثير والتأثر بالمتغيرات) التي يقيمها كرسي الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوابطها بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 6_7 / 2/ 1437ه بقاعة الملك سعود بالجامعة.
وقال مفتي المملكة: "الإفتاء منصب عظيم وعمل جليل فالعالم المفتي يرشد العامة إلى أمور دينهم ويوجههم لكل مافيه خيرهم وصلاحهم بالعقيدة الصحيحة السليمة ، فالعلماء ورثة الأنبياء وهم أهل العلم فمن أخذ به أخذ بالحظ الوفير والخير العميم".
ونصح المفتين بتقوى الله في السراء والضراء ومراقبة الله عز وجل في أمور دينهم ودنياهم والاستزادة من العلم الشرعي والعمل بالدليل والحث على الواجبات والتحذير من المحرمات.
وطالب المفتين والعلماء بالرد على الأفكار الضالة المنحرفة التي تدعو إلى التفريق بين أبناء المسلمين والتحذير من دعاة الشر وتسجيل ما يقولون وتدارسها وتصحيح خطئها والرد على شبهها الضالة التي طالما غيرت الشباب في عقولهم والتغرير بهم وإيقاعهم في المهالك سائلا الله أن ينصر دينه ويوفق ولاة أمره لما يحبه ويرضاه.
من جهته؛ قال مدير الجامعة الإسلامية المكلف أ.د إبراهيم بن علي العبيد: "رسالة الجامعة رسالة عالمية، وهي هدية هذه الدولة المباركة للعالم الإسلامي وقد تخرج منها أكثر من 70 ألف طالب ويدرس فيها أكثر من 23 ألف طالب من 200 جنسية ينهلون من المنبع الصافي ويدعون إلى الله بالمنهج الوسطي المعتدل وقد تخرج منها العلماء والوزراء والرؤساء".
وأضاف: "الجامعة تحظى بعناية هذه الدولة المباركة وما تفضل به خادم الحرمين الشريفين في رمضان المبارك بتدشين المدينة الجامعة الجديدة على مساحة تقدر مائة مليون متر لبناء المدينة الجامعية المتكاملة إلا دليل على دعم هذه الدولة لهذه الجامعة.
وأردف: "جاءت فكرة هذه الندوة العلمية التي تنظمها الجامعة من خلال كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوابطها حيث المتغيرات المعاصرة نلاحظها اليوم تستجد وتتسارع وتحتاج إلى حزم وضبط وعناية من أصحاب العلم من العلماء الربانيين لاسيما ومانراه اليوم من التسلق على أعتاب الفتوى ممن ليسوا من أهلها من المتعالمين ومن غير المختصين فضلوا وأضلوا فالمسؤولية كبيرة على العلماء وعلى المجامع العلمية والجهات المتخصصة في هذا المجال حمى الله أمتنا ووفق ولاة أمرنا".
وقال رئيس كرسي سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم للفتوى وضوبطها فضيلة أ.د. سليمان الرحيلي: "العلماء يسيرون على منهج سلفي أصيل يعلّمون العلم والكتاب والسنة وينشرون الخير، والكرسي يهتم بتأصيل الفتوى لأن الفتوى إذا انضبطت كانت من مفاتيح الخير والإصلاح والأمن والاستقرار".
وأضاف: "هذا الكرسي وجه أعماله إلى خدمة الإسلام والمسلمين من ناحية الفتوى وبيان ماجاء فيها وشروطها ونشر البحوث والوعي بها في المجتمع، وقد وصل الكرسي عدد كبير من البحوث في هذه الندوة انتهت بعد تحكيمها إلى 97 بحثا محكما نشرت في ملخصاتها في هذه الندوة العالمية الدولية.
وقال أ . د . محمد إبراهيم الحمداوي من جامعة الأزهر: "يجب على العلماء مهمة كبيرة في ضوابط الفتوى، فهم مصابيح الأمة وعليهم أن يعلموا الجاهل ويبينوا للناس أحكام الدين".
وقال رئيس الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أ.د. عبدالرحمن بن عبدالله السند: "خطورة الفتوى بغير علم والتصدي للفتوى من غير أهلها مضرة بالعباد والبلاد، وأمتنا في هذا الوقت تتعرض لهجمة شرسة من أرباب الفكر الضال فهم دعاة على أبواب جهنم يفتون بغير علم فيضلون مع ضلالهم".
وأضاف: "تأتي هذه الندوة لمواجهة مثل هذه الهجمة الشرسة لكونها تحمل عنوان التأثير والتأثر في المتغيرات فتتضاعف المسؤولية على أهل العلم من العلماء الراسخين في تبيان العلم".