هناك عدة تصنيفات في علم الأورام لتحديد مرحلة السرطان أكثرها قبولاً وانتشارا هو تصنيف (TNM) الذي يقسم مرحلة المرض بناء على مرحلة المرض الأولى ثم مدى انتشاره الى العقد الليمفاوية وأخيرا، ما إذا كان المرض منتشرا الى أعضاء أخرى. - اذا نظرنا الى هذا التقسيم من ناحية فرص الشفاء فإنه في الغالب يقسم المرضى الى طرفين لا وسط لهما، القسم الأول هو الأورام المحدودة التي يمكن شفاؤها بإذن الله، والثاني هو المرض المنتشر الذي لا يمكن شفاؤه سواء كان هذا الانتشار واسعا او في منطقة واحدة، وسواء كان هذا الانتشار صغير الحجم او كبيرا. السؤال هو، ما مدى دقة هذا التقسيم؟ وهل يستثنى من هذه المجموعة حالات معينة يمكن شفاؤها بإذن الله؟ خصوصا مع تقدم الطب في مجال العلاج والتشخيص حيث اصبح من الممكن اكتشاف حالات الانتشار المحدود في وقت مبكر وفي حجم صغير. - قبل الاجابة عن هذا السؤال فانه من المناسب الاستشهاد باحالة المريض التي نشرت في مجلة علم الاورام اليابانية Japanese Journal of Clinical Oncology وهي حالة مريض عولج من سرطان الكلى بالاستئصال الجراحي وشفي بإذن الله ولكنه وبعد مرور 25 سنة أجريت له أشعة مقطعية للصدر وبينت ان هناك ورما في الرئة اليمنى غلب على ظن الاطباء ان المريض أصيب بورم جديد غير حميد في الرئة، ولذلك أجريت له عملية جراحية ولكن بعد استئصال الورم حصلت المفاجأة وهي أن هذا الورم ما هو الا عبارة عن انتشار متاخر لسرطان الكلى ظهر بعد 25 عاما ومع ذلك فقد تماثل هذا المريض للشفاء مع العلم انه لو علم الاطباء ان الورم الذي في رئة المريض عبارة عن انتشار من سرطان الكلى لترددوا في اجراء العملية خصوصا قبل فترة التسعينات الميلادية حيث كان يعتقد أن الورم منتشر حسب تصنيف الأورام السابق ذكره، وأنه لا فائدة من تعريض المريض لمخاطرالعملية مع العلم انه لا يمكن شفاؤه. هذه الحالة وقبلها حالات كثيرة دفعت اطباء الأورام الى اعادة النظر في تصنيف وتقسيم الاورام المنتشرة وهذا ما حدث في عام 5 199م حيث قام الدكتور هيلمان والدكتور وايكسلبم بوصف مرحلة جديدة تعرف بالانتشار المحدود oligometastasis وهي مرحلة متوسطة بين السرطان الموضعي غير المنتشر الذي في الغالب يسهل شفاؤه وبين السرطان المنتشر الذي لا يرجى برؤه. على الرغم من ان هذا التصنيف لم يعتمد في تصنيف الاورام السابق ذكره او غيره الا انه اصبح يلقى قبولا واسعا حيث انه من الممكن شفاء قرابة الربع من هؤلاء المرضى بالعلاج الموضعي إما بالجراحة وإما بالعلاج الاشعاعي الجراحي او بالعلاج الترددي او غيرها. تكمن أهمية التعرف إلى هؤلاء المرضى واكتشافهم مبكرا الى كثرة عددهم حيث وصلت نسبتهم الى 55% من مجموع مرضى سرطان الرئة المنتشر في دول مختلفة مثل اليابان والولايات المتحدةالامريكيه. لاشك ان العلاج بهدف الشفاء هو العلاج الامثل لمعظم هذه الحالات وهو موضوع كثير من الابحاث التي تهدف الى اختيار العلاج الامثل لزيادة فرص الشفاء. * استشاري ألأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سرطان البلعوم الانفي مع انتشار في الضلع الايمن عولج المريض بتقنية الاشعاعي الجراحي بجهاز سايبر نايف الا اشعة البزوترونية بينت استجابه المريض واختفاء الورم