هو من أكثر السرطانات شيوعا (Non-small cell lung cancer سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة) في العالم وعلى الرغم من انه هو المسبب الاكثر للوفاة بامراض السرطان عالميا الا انه مرض يسهل شفاءه اذاشخص مبكرا وهو ما يعرف ب (سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة في المرحلة المبكرة) (Early stage non-small cell lung cancer). ومن المؤسف ان ما نسبته 20٪ فقط من جميع حالات سرطان الرئة هو الذي يتم اكتشافه مبكرا اما الغالبية الكبرى فلا تكتشف الا في حالات متأخرة. تمثل الجراحة العلاج الاولي والاساسي لهذا المرض حيث تكون نسبة التحكم الموضعي لهذه الحالات بعد الاستئصال الجراحي 80-90%, ونسبة الشفاء 70% ولكن في حالة رفض المريض التدخل الجراحي او اذا كانت حالة المريض الصحية لا تسمح له باجراء عملية ففي هذه الحالة يبحث الاطباء عن بدائل وفي السابق كانت هذه البدائل محدودة حيث كان البديل الوحيد هو العلاج الاشعاعي التقليدي (conventional radiation therapy) وللاسف الشديد فان نتائج هدا العلاج غير مشجعة اطلاقا حيث قلت نسبه الشفاء من 70% الى 20%!! هذه النتائج المتردية أدت الى الشك في جدوى هذا العلاج خصوصا أنه مصاحب باعراض جانبية كثيرة حتى ان بعض الاطباء صار يوصي كبارالسن من المرضى بعدم العلاج. في الفترة الاخيرة شهد العلاج الاشعاعي تقدما ملحوظا في مجالات متنوعة ومن ذلك التقدم في تصوير المريض على المحاكي المقطعي باستخدام الاشعة المقطعية رباعية الابعاد 4D CT Simulation والتقدم في اجهزة تثبيت المريض ((Immobilization device والتقدم في استخدام التصوير الاشعاعي قبل العلاج IGRT واحياانا التصوير المستمراثناء العلاج كما في بعض الاجهزة مما ادى الى تفادي الأخطاء الناتجة عن تغير وضع او حركة المريض أثناء العلاج. كل ذلك مع عوامل اخرى ادت الى القدرة على العلاج باستخدام تقنية الاشعاعي المجسم فائق الدقة (Stereotactic body radiotherapy) مما ادى الى زياده نسبة الشفاء باذن الله من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة في المراحل المبكرة حيث اصبح التحكم الموضعي لهذه الاورام 90% بدلا من 20% مما مثل املا جديد للشفاء من مرض ىسرطان الرئة حيث اصبحت نتائجها مقاربة للعلاج بالجراحة والسؤال هو هل يمكن للاشعاعي المجسم فائق الدقة ان يكون بديلا للجراحة خصوصا ان اضراره الجانبية قليلة مقارنة بالجراحة؟ للاجابة على هذا السؤال فانه كمجموعة دراسات وابحاث تجرى للمقارنة بين العلاجين لاختيار العلاج الامثل. التقدم في علاج سرطان الرئة مثال على التوسع في استخدام هده التقنية العلاجية والتي تستخدم لعلاج اورام الاخرى سنتحدث عنها بالتفصيل مثل: سرطان الكبد: تكثر الاصابة به في المملكة العربية السعودية نظرا لكثرة الاصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي. أسباب سرطان الكبد: يعد تشمع الكبد Liver cirosis من اهم اسباب الاصابة بسرطان الكبد. اسباب تشمع الكبد كثيرة لكن يعد التهاب الكبد الفيروسي (ب) و(ج) والادمان على الكحول من المسببات الرئيسية لتشمع الكبد. أعراض سرطان الكبد: غالبا لا تظهر الاعراض الا في المراحل المتقدمة وهذه الاعراض تشمل: غثيان وقيء. فقدان الشهية. التعب والضعف العام. ألم في الناحية اليمنى من اعلى البطن. اليرقان (اصفرار الجلد والعينين). دور الاشعاعي المجسم فائق الدقة في علاج سرطان الكبد: يعتبر العلاج الجراحي هو العلاج الاساسي لهذة الاورام في حالات معينة قد يوصي الطبيب بالعلاج الاشعاعي الجراحي ويتراوح عدد الجلسات في هذه الحالات ما بين 3-6 جلسات علاجية. نظرا لقرب الكبد من عضلة الحجاب الحاجز فانها تتأثر بالحركة المستمرة أثناء التنفس مما قد يقلل من الدقة في توجيه الجرعة العلاجية ولذلك فان الطبيب غالبا ما يلجأ الى زرع مواد معدنية (حبيبات ذهبية) لمساعدة الجهاز على التصوير المستمر للورم اثناء العلاج مما يساعد على تركيز الاشعة على منطقة الورم. سرطان البنكرياس: يمثل سرطان البنكرياس 2% فقط من جميع انواع السرطانات ويعد السرطان الغدي (السرطان الناشئ من قنوات البنكرياس) (Adenocarcinoma) من اكثر سرطانات البنكرياس شيوعا. احتمالات الشفاء منه ضئيلة جدا حتى لو تم تشخيصه في مرحلة مبكرة ولذلك فهو يمثل رابع سبب رئيسي للوفيات من الامراض السرطانية. غالبا ما يصيب كبار السن (متوسط عمر المريض بسرطان البنكرياس 70 سنة). الأسباب: هناك اسباب وراثية حيث يكون سرطان البنكرياس مصاحبا لطفرات جينية كما يحصل في متلازمة متعددة الغدد الصماء (Multiple endocrine neoplasia type1) وداء فون هيببل لندو (Von Hippel–Lindau) وغيرها. تمثل الاسباب الوراثية نسبة بسيطة جدا من اسباب سرطان البنكرياس (%8-5) اما الاسباب غير الوراثية فعلى الرغم من عدم وجود سبب واضح لمعظم حالات سرطان البنكرياس الا ان الابحاث اظهرت ان الافراد الذين يعانون من عوامل الخطورة معرضون بنسبة اكبر للاصابه بسرطان البنكرياس. عوامل الخطورة كثيرة ومنها التدخين والتهاب البنكرياس المزمن وامراض السكري وغيرها. الأعراض: غالبا ما يجتمع في سرطان البنكرياس ثلاثة اعراض وهي آلام في اعلى البطن من الجهه اليمنى وفقدان الشهية الذي غالبا ما ينتج عنه فقدان الوزن واليرقان. قد تظهر اعراض اخرى مثل الغثيان والقيء والتعب العام. التشخيص: عند وجود الاعراض السابقة يقوم الطبيب عادة باجراء فحوصات مختبرية متعددة منها: تحليل وظائف الكبد وقياس مستوى CA19.9 في الدم. التشخيص الدقيق يتم عن طريق التصوير بالاشعة المقطعية او اشعة الرنين المغناطيسي والتنظير الداخلي للقنوات الصفراوية والبنكرياس. دور الاشعاعي في علاج سرطان البنكرياس: تمثل الجراحة العلاج الاساسي لهذا المرض ولكن وللاسف عشرون بالمئة فقط من المرضى يمكن علاجهم جراحيا حيث يكتشف المرض في مراحل متأخرة في 80% من الحالات. في هذه الحالات يكون العلاج الكيميائي مع العلاج الاشعاعي هو البديل. نتائج هذا العلاج غير مشجعة ولذلك فائدة العلاج الاشعاعي الجراحي قد يكون بديلا للعلاج الاشعاعي التقليدي حيث يمكن اعطاء جرعات عالية ومركزة على موضع الورم مما قد يزيد من فرص الشفاء باذن الله. اورام المخ الثانوية (brain metastasis) اكثر امراض المخ شيوعا هي امراض المخ الثانوية حيث تفوق اورام المخ الاولية بعشرة اضعاف وتقدر نسبة المصابين بسرطان المخ الثانوي 20,000 مريض سنويا سرطان المخ الثانوي هو عبارة عن انتشار الورم من منطقة اخرى في الجسم (الورم الاولي) الى منطقة المخ (ورم المخ الثانوي).اكثر الاورام الاولية انتشارا للمخ هي اورام الرئة واورام الثدي. اعراضه: امراض المخ الثانوية سريعة النمو وغالبا ما يكون الورم محاطا بسوائل (وذمة)((Edema تختلف الاعراض باختلاف مكان الورم في الدماغ وتكون الاعراض اما بسبب الورم او بسبب السوائل المحيطة به ومن هذه الاعراض: * صداع وغثيان وقيء ناتج عن ارتفاع الضغط داخل الدماغ/* دوخة ودوار. * تشنجات. * ضعف في اليدين او القدمين. * اضطراب في الوعي والادراك. * فقد الذاكرة. * تغيرات سلوكية. التشخيص: يتم تشخيص هذه الحالات بإجراء اشعة مقطعية او التصوير بالرنين المغناطيسي. العلاج: يبتدأ بعلاج الاعراض فكما تقدم فإن سرطان المخ الثانوي غالبا ما يكون مصحوبا بسوائل محيطة للورم مما يؤدي الى الضغط على مناطق حساسة في الدماغ ولذلك فإن معظم المصابين بهذا المرض يعالجون بااستخدام دواء الكورتيزون وفي حالات التشنج فإن الطبيب غالبا مايصف مضادات للتشنج مثل دواء فينيتوين Phenytoin أو دواء تيقريتول Tegretol أو غيرها. اما لعلاج الورم فقد كان يكتفى بالسابق بالعلاج الاشعاعي لجميع الرأس (Whole brain Radiotherapy) حيث يتم ذلك باعطاء جرعة منخفضة من العلاج الاشعاعي مجزأة على خمس او عشر جلسات حيث كان يعتقد ان جميع مرضى سرطان المخ الثانوي حالتهم متقدمة وانهم يعيشون لفترة قصيرة (غالبا ثلاثة اشهر فقط) ولكن مع التقدم في علاج الاورام والتوسع في استخدام الجراحة والعلاج الاشعاعي الجراحي لهده الحالات ثبت ان المريض يعيش لفترات اطول بكثير بإذن الله خصوصا في الحالات التالية: - انتشار المرض في منطقة واحدة في المخ. - عمر المريض اقل من 65سنة. - المرض الاولي متحكم فيه. - عدم انتشار المرض الى منطقة اخرى في الجسم او في حالة مااذا كان الانتشار محدودا (3 مناطق او اقل). - أن تكون حالة المريض الصحية جيدة. * استشاري أورام سرطان الرئة د. أمين العمير