يطرح نشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك تحديدا عريضة باسم المجتمع المدني اتخذت شكل شكوى مقرر إحالتها الى محكمة العدل الدولية المتهم فيها مدني مزراق، الرئيس السابق لما يسمّى "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، على خلفية إعلانه تأسيس حزب سياسي بعد سنوات قضاها في بيته بعد وضعه السلاح العام 1997 بموجب اتفاق الهدنة مع النظام (جهاز المخابرات تحديدا)، قادت إلى حلّ التنظيم واستفادة 6 آلاف إرهابي تائب من قانون الوئام المدني لاحقا. ويعتزم الموقعون على العريضة المنشورة حاليا تحت عنوان "دعوة لإيداع شكوى ضد مدني مزراق لدى محكمة العدل الدولية " لاهاي لارتكابه جرائم ضد الإنسانية" المفتوحة على الإعلاميين و السياسيين و الحقوقيين و باقي شرائح المجتمع، الوصول إلى 200 ألف توقيع يعادل كما نقرأ في ديباجة العريضة عدد ضحايا العشرية السوداء وتتوعد مزراق ب"الزجّ به في زنزانة بدل دخول عالم السياسة". ويصنع مدني مزراق الجدل منذ إعلانه في 27 أغسطس الماضي تأسيس حزب سياسي، وأجّج ذلك النقاش السياسي في عز موسم الصيف و لم يفوت الصحفيون من جهتهم فرصة نزول الوزير الأول الجزائر عبد المالك سلال إلى البرلمان بمناسبة افتتاح دورته الخريفية لمعرفة موقف الحكومة من إعلان مزراق تأسيس حزب سياسي، و عكس وزير الداخلية نور الدين بدوي الذي دعا الصحفيين إلى "عدم استباق الأحداث" عندما استفسروه بشأن اعتزام مزراق إيداع ملف تأسيس حزبه لدى مصالحه، أحال سلال سريعا الصحفيين على المادة 26 من ميثاق السلم والمصالحة التي تمنع نشطاء الحزب المحل " الجبهة الإسلامية للإنقاذ " (الفيس) من العودة إلى الساحة السياسية قائلا: "نؤكد بقوة، أننا لن نسمح لأي شخص متورط في المأساة الوطنية بتأسيس حزب سياسي. سنطبّق القانون بصرامة" قبل أن يضيف بنبرة تنطلي على التهديد: "بعض الأشخاص استفادوا من حقوق في إطار ميثاق المصالحة الوطنية لكنهم لا يريدون احترام واجبتهم". ويمتعض النشطاء داخل أكبر هيئة للدفاع عن ضحايا العشرية السوداء "منظمة عائلات ضحايا الإرهاب" من الخرجات المتكررة لمدني مزراق، و دعا أحد أهم وجوه المنظمة خالد بوطابة، و رئيسها بمنطقة تيزي وزو (بلاد القبائل) حيث أهم معاقل فلول الإرهاب حاليا، بإحالة مزراق على المحكمة الدولية على خلفية ما وصفه ب" الصمت الخطير للسلطات العمومية " تجاه تصريحات الزعيم السابق ل"الجيش الإسلامي للإنقاذ" ويدعوه إلى "الاعتذار للشعب الجزائري بدل تقديم نفسه كمنقذ للجمهورية "في إشارة إلى التسمية التي منحها مزراق لحزبه" الجبهة الجزائرية للمصالحة و الإنقاذ". وعاد مزراق قبل ايام فقط ليطلق شريط فيديو على (اليوتيوب) يمتد لأكثر من ساعة ردا على جملة ردود الأفعال التي استهجنت إعلانه تأسيس حزب سياسي وعوض أن يطمئن الشارع الجزائري، الذي لم يشف بعد من أحداث العشرية السوداء، راح يعلن رغبته في "بناء دولة إسلامية لتطبيق الشريعة " بل ويتحدى الذين يرفضون عودته قائلا لهم: "كنت أوّد لو فتحوا أمامي الأبواب لأدخل عالم السياسة بسهولة لكنهم أغلقوها كلها، و بفعلتهم تلك، يدفعونني إلى تحطيمها لأمارس السياسة لقد انتظرت 15 سنة و آن الأوان للمرور إلى الفعل "واتهم مزراق من أسماهم " الفرنكفوليين الذين تحركهم فرنسا بجرّ البلاد نحو العنف " ويقول لهم إنه "لن يعود إلى حمل السلاح " و أنه سيواجههم بالسياسة "قبل أن استعرض في الفيديو نفسه وقائع المؤتمر الذي نشطه في 27 أوت الماضي بإحدى معاقل الإرهاب سابقا، بولاية جيجل (300 كلم شرق العاصمة) و جمع فيه زهاء 1000 مندوب من عناصره السابقة لإعلان تأسيس حزبه و تسميته. ونشطّ خبر تأسيس مزراق حزبا سياسيا، صيف الجزائريين هذا العام، وانشغلت الصحافة بالموضوع في غياب السياسيين والبرلمانيين وأعضاء الحكومة المنشغلون بالاستجمام، وكان مزراق شغل الراي العام المحلي ومعه وسائل الإعلام أيضا عندما تم استقباله كشخصية وطنية من قبل أحمد أويحي، مدير الديوان برئاسة الجمهورية ضمن اللقاءات التي نظمها قصر المرادية مع فعاليات المجتمع المدني للتشاور حول الدستور (التوافقي) الذين لم ير النور بعد.