تحدى مدني مزراق القائد السابق لما يعرف ب «الجيش الإسلامي للإنقاذ» المنحل في الجزائر، السلطات التي ترفض السماح له بإطلاق حزب سياسي، وقال في كلمة لم تخلُ من التحدي: «كنت أود أن تفتحوا لي الأبواب لكي أدخل عالم السياسة بسهولة ويسر، لكن أجبرتموني الآن على كسر الباب والدخول مباشرةً في السياسة». ونشر مزراق تسجيلاً مصوراً للقاء مع عدد كبير من مناصريه في منطقة غير معروفة في بلدة قاوس في جيجل (350 كيلومتراً شرق العاصمة)، وتحدث مزراق أمام مئات من مناصريه في تسجيل أرسل نسخة منه إلى «الحياة»، عن حزبه العتيد وأشاد في شكل كبير ب «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلة التي فازت بالانتخابات البرلمانية عام 1991 لكن السلطات أوقفت المسار الانتخابي حينها. وقال مزراق: «صبرنا 15 سنة كاملة، كنا نملك الحقوق المدنية كاملة غير منقوصة، لكن رغم ذلك قيل لنا أننا لسنا كغيرنا من أحزاب ورجال الدولة وصحافة، ولا يحق لنا ممارسة السياسة أو الحديث في الشأن العام». وتابع: «كان من حقنا وبمقدورنا أن ننتفض وندخل في صدامات لكن نحن لما قبلنا أن ندخل في مشروع المصالحة كنا نعرف يقيناً العقبات التي تنتظرنا والمؤامرات التي تُحاك ضدنا لدفعنا إلى الجبال والاقتتال مرة أخرى. لقد كنتم نِعم الرجال لأنكم فوتّم الفرصة على الكاذبين والذين يحاولون أن يعودوا بالجزائر للدماء والخصام والعداوة». وجاء كلام مزراق بعد تصريح رئيس الحكومة عبدالمالك سلال أن الدولة لن تسمح «للمتورطين في المأساة الوطنية» التي عرفتها الجزائر في التسعينيات بخرق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وإنشاء أحزاب سياسية، في إشارة إلى حزب مزراق الذي ينوي تأسيسه تحت اسم «جبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ». وتابع زعيم «جيش الإنقاذ» سابقاً: «أيها الإخوة، هذا الصبر آن الأوان له لأن ينتقل إلى صبر آخر، لا يمكن أن نظل هكذا في الماضي، نحن نعيش منذ 15 سنة كتنظيم فئوي، اليوم آن الأوان لهذا التنظيم أن ينتقل إلى تنظيم عام يهم كل الجزائريين ويفتح أبوابه لكل من قاسمه المشروع». وقال: «هذا التنظيم فرع من أصل، هو وسيلة نسعى من خلالها إلى تقوية مكانة الدعوة في بلادنا ونشر الفضيلة على حساب الرذيلة ونشر المعروف على حساب المنكر».