أعلنت شركة المياه الوطنية الانتهاء من تنفيذ "توسعة" محطة المعالجة البيئية لمياه الصرف الصحي ثلاثياً في وادي العرج شمال محافظة الطائف بتكلفة إجمالية بلغت 167 مليون ريال، وبطاقة استيعابية 80 ألف متر مكعب يوماً، لترتفع الطاقة الاستيعابية لمحطات المعالجة البيئية بمدينة الطائف من 67 ألف متر مكعب إلى 147 ألف متر مكعب يومياً. وأوضح مدير أعلى خدمات الأصول والمشروعات بشركة المياه الوطنية بمكة المكرمةوالطائف م. سعيد بن محمد العمري بأن الرئيس التنفيذي د. لؤي بن أحمد المسلم قد دشن مؤخرا توسعة المحطة والتي تدخل ضمن منظومة الخدمات البيئية لحماية البيئة من المياه الآسنة ومعالجتها، والحصول على منتج تطابق مواصفاته المواصفات السعودية لمياه الزراعة غير المقيدة، وتزويد شبكات توزيع المياه المعالجة "المياه غير الصالحة للشرب" بكميات المياه المطلوبة لتلبية الاحتياجات البلدية والزراعية والصناعية بمحافظة الطائف، بالإضافة إلى تزويد شبكات إطفاء الحريق بكميات المياه اللازمة، مبيناً أن المشروع تم تنفيذه ليواكب الزيادة المطردة في كميات مياه الصرف الصحي القادمة للمحطة من مدينة الطائف نتيجة زيادة التوسعات العمرانية التي تشهدها المدينة، والزيادة المطردة في عدد السكان، حيث تم إنجاز مشروع التوسعة لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة تصميمية تقدر ب80.000 متر مكعب يومياً. وكشف العمري أن مرحلة التشغيل التجريبية للمحطة الجديدة بدأت في نهاية شهر أغسطس من عام 2014، ضمن مرحلة التشغيل الابتدائي، ومتابعة كفاءة وفعالية المحطة، حيث تم تزويدها بمياه الصرف الصحي الخام تدريجياً لتصل لكامل طاقتها التشغيلية بجميع وحداتها، مبيناً أن محطة المعالجة بوادي العرج تستخدم أحدث التقنيات في تشغيل محطات الخدمات البيئية، وأن هذا النوع المتقدم من المحطات يعتبر من الحلول الصديقة للبيئة، وله إيجابيات في تقليل التأثيرات السلبية من المخلفات على البيئة. وأضاف العمري بأن شركة المياه الوطنية حرصت على انتقاء الشركات المنفذة للمحطة، وكذلك الموردة للمعدات، مشيراً إلى أن هذا المشروع يؤكد على اهتمام الشركة في استغلال الطاقة المتجددة والكامنة في مياه الصرف الصحي بما يضمن تقليل الآثار السلبية على البيئة؛ إذ إن المحطة تعمل عن طريق معالجة بيولوجية ثلاثية متقدمة بنظام أحواض التهوية الممتدة بنوعين، في حين تعمل المحطة الحالية بنظام التهوية السطحية، أما محطة التوسعة فتعمل بنظام تهوية من قاع حوض التهوية بما يعرف بنظام ناشرات الهواء، كما يستخدم كذلك في تعقيم المياه المعالجة نظام الأشعة فوق البنفسجية. وأكد أن الشركة تقوم حالياً بتنفيذ عدد من المشروعات في الطائف لتوسيع نطاق خدمات المياه والصرف الصحي لتشمل المناطق المأهولة بالسكان بقيمة إجمالية تجاوزت مليار ريال، تواكباً مع التوسع والنهوض العمراني الذي تشهده محافظة الطائف، وذلك من خلال ربط توصيلات منزلية لأعداد كبيره من منازل العملاء والمخططات السكنية، ووضع التخطيط المستقبلي الذي تهدف له شركة المياه برفع معدل تنفيذ التوصيلات المنزلية إلى أكثر من 9000 توصيلة صرف صحي سنوياً. وأبان العمري أنه يتم توريد كميات من المياه المعالجة لعدد من القطاعات الحكومية والصناعية كأمانة محافظة الطائف، والتي يتم استغلالها في ري الحدائق العامة والمنتزهات، كما تم الاتفاق مع شركة معادن بمد أنبوب يصل طوله إلى 500 كيلو متر للاستفادة من كميات المياه المعالجة من محطة وادي العرج لمشروعات شركة معادن. وذكر العمري أن المشروع تم الاستفادة منه قبل الموعد المحدد له، وذلك بتشغيله جزئياً في موسم صيف عام 2013 لكي يتم معالجة التدفقات الكبيرة التي لا تستوعبها المحطة القائمة، وأكد أن نتائج المعالجة النهائية تتطابق وأعلى المواصفات العالمية، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز لشركة المياه الوطنية بمدينة الطائف يعد أحد الروافد الاقتصادية للشركة حيث سيتم الاستفادة من المياه المعالجة في العديد من الأغراض وأهمها الاستخدامات الصناعية والزراعية. وأكد العمري التزام الشركة بتطبيق أعلى المعايير اللازمة لحماية العاملين في المحطة من خلال استخدام أدوات الوقاية الشخصية، وضرورة الحصول على تصاريح لأعمال الصيانة من قبل فريق التشغيل وفريق السلامة وإطلاع غرفة التحكم بذلك، لافتاً إلى توفر دليل لإجراءات السلامة خاص بالتعامل مع المواد الكيمائية في المختبر، أما بخصوص الفائض من المياه بعد معالجتها فيتم التأكد أنها ضمن القيم المحددة حسب اللائحة التنفيذية لمياه الصرف الصحي التابعة لوزارة المياه والكهرباء قبل تصريفها لوادي العرج، أو للعملاء المستفيدين. من جانبه أشار مدير المشروعات الرأسمالية بشركة المياه الوطنية بمدينة الطائف م. محمد الربيعي إلى أن شركة المياه الوطنية منذ توليها القيام بأعمال المياه والخدمات البيئية بمدينة الطائف عام 2011 واصلت العمل لتوسيع خدماتها في مجال المياه والخدمات البيئية من خلال زيادة عدد التوصيلات المنزلية بشبكاتها الحالية، واستهداف المناطق غير المخدومة بالصرف؛ لخدمتها ضمن برامجها الاستثمارية، ورفع الأضرار البيئية الناجمة عن طفوحات مياه الصرف الصحي بالأحياء المتضررة، مشيراً إلى أن عدد عملاء الشركة المخدومين بشبكة الصرف الصحي بمدينة الطائف قد وصل لأكثر من 36 ألف منزل. وأكد الربيعي حرص شركة المياه الوطنية على تقديم خدماتها لعملائها الكرام وفق أفضل المعايير العالمية التي تحقق رؤية وتطلعات ولاة أمرنا في خدمة المواطن والمقيم، مؤكداً أن مشروع التوسعة جاء لمواكبة حجم مشروعات الصرف الصحي الجاري تنفيذها بمدينة الطائف، والتي تجاوزت تكلفة إنشائها 900 مليون ريال، حيث سيتم ربط تلك العقود بمحطة المعالجة، ليتم استقبال الفيض القادم من شبكات الصرف الصحي ومعالجته بأعلى المعايير المطلوبة، وبما يتوافق مع الاستخدامات الزراعية والصناعية. بدوره كشف المشرف على تنفيذ توسعة المحطة م. سلطان الخديدي أن عملية المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي بالمحطة تمر بأربع مراحل: الأولى هي معالجة أولية عن طريق المصافي الميكانيكية الخشنة وخزان إزالة الرمال والزيوت والشحوم، بينما المرحلة الثانية هي مرحلة المعالجة البيولوجية عن طريق أحواض التهوية بنظام الناشرات "Diffuser" وأحواض الترسيب النهائية، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الفلاتر الرملية ومرحلة التطهير عن طريق الأشعة فوق البنفسجية، وأخيراً مرحلة المعالجة عن طريق أحواض تركيز الحمأة ووحدات تجفيف الحمأة والتخلص منها. وأضاف الخديدي أنه تم تنفيذ المشروع طبقاً للمواصفات الفنية العالية، والتي نتج عنها معالجة نهائية طبقاً لما هو مخطط له، وقد تم ربط توسعة المحطة بنظام التحكم عن بعد "اسكادا"، والذي بدوره أعطى الجودة العالية للمراقبة والتحكم في عملية المعالجة. غرفة العمليات بالمحطة تضم أحدث التقنيات 900 مليون ريال تكلفة مشروعات الصرف الصحي الجاري تنفيذها بالطائف