يعتبر العمل التطوعي أحد أهم الأعمال والمبادرات الشخصية، ومع التطور المجتمعي وتعدد مناشط الحياة تبرز الحاجة وبشكل مُلح إلى تفعيل دور العمل التطوعي بشكله وبصورته الحضارية المؤطرة بالرعاية والتنظيم لتلك المبادرات الشخصية وتحويلها إلى فرص عمل تطوعي مدفوع الأجر بشكل رمزي أو بشكل مجز، يعمل على استقطاب الشباب وقضاء وقت فراغهم بشكل يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة، ومن جانب آخر يكسر حالة العزلة والفراغ التي يعيشها بعض الشباب والتي قد يستغلها دعاة الغلو والتطرف لاستقطابهم لصالح أهدافهم الإجرامية، أو ما قد ينجم عن الفراغ من أعمال وسلوكيات عبثية، ولذا نجد أن تفعيل العمل التطوعي يمثل جانباً أمنياً يعمل على حفظ شبابنا ودمجهم في النشاط التطوعي النافع. ثقافة التطوع تعزّز تماسك المجتمع.. وزرع حب العطاء يجب أن يبدأ من المدرسة ولعل من أبرز تلك الأعمال التي من الممكن أن تستوعب طموح الشباب وقضاء وقت فراغهم في الوقت الحاضر ويحقق لهم مردودا ماديا إلى جانب استيعاب فورة المبادرات الشخصية التطوعية لديهم هو تفعيل نشاط الجمعيات الاستهلاكية التعاونية، التي تعتبر أهم مشروع يحقق عددا من الأغراض وفي مقدمتها الاستحواذ على وقت الشباب في الجوانب النافعة والشراكة المجتمعية عبر استثمار هذا الجانب المهم في قطاع التجزئة، والثاني إحلال شباب الوطن محل العمالة التي تستغل وتستثمر اقتصاديات هذا القطاع الثري وموارده المالية الضخمة لصالحها، وفي هذا جانب "أمني" آخر يسهم في التخلص من نسبة كبيرة من العمالة التي تستنزف موارد البلد ولا مبرر لوجودها بهذا القدر في ظل وجود طاقات وطنية قادرة على تشغيل هذا القطاع، وهنا يتطلب الوضع مبادرة مجلس الجمعيات التعاونية لتقديم خطة عملية لتفعيل هذا النشاط الاقتصادي المجتمعي. واستثمار أوقات الشباب في الأعمال التطوعية المرتبطة بالجوانب السلوكية للحفاظ على البيئة من خلال جمعيات الإصحاح البيئي وغيرها من الجمعيات وصرف مكافآت لهم إلى جانب دمج الشباب في جميع الخدمات الاجتماعية العامة بشكل يومي لمدة 4 ساعات مع صرف مكافأة رمزية. مفاهيم متعددة وأشار م. حمود الحربي - أمين عام مجلس الجمعيات التعاونية - بأن العمل التطوعي ظاهرة من مظاهر تقدم ورقي الجنس البشري وجانب مهم من جوانب تأكيد الانتماء ودعم الهوية الوطنية وتخفيف العبء عن الجهود الحكومية في معالجة الكثير من مشاكل المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وإدراكا من المجتمع العالمي بأهمية العمل التطوعي فقد اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تخصيص اليوم الخامس من ديسمبر من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للتطوع، وفي البعد والمنظور الإسلامي جوهر التطوع أصيل في تكوين المسلم وإيمانه فميدان التزكية وتعديل السلوك والإعداد الوظيفي لخدمة الأمة مخرج أصيل من مخرجات العقيدة مشيراً أنه في منظومة الفكر الإسلامي يتصل التطوع بالفرض إلى حد انتقال العمل الواحد من موقع التطوع إلى موقع الفريضة الملزمة، وذلك في الحالات التي عبر عنها الفقهاء بمفهوم (فروض الكفاية) مضيفا بأن العمل التطوعي في مجمله بذل جهد بدني أو فكري قائم على المهارة أو الخبرة يأتي به الفرد بشكل انفرادي أو من خلال منظمة عمل تطوعي لتقديم خدمة للمجتمع أو لفئة منه بإرادة لا تستهدف الربح، وللتطوع صور وميادين ووسائل وأساليب متعددة وفي المملكة اتجهت الجهود التطوعية كمنشط من مناشط المجتمع المدني نحو العمل الخيري فقط الذي بالرغم من ضخامة ما تقدم له الدولة من دعم معنوي ومادي فنتائج أعماله وانتشاره ليست كبيرةً بالمقارنة مع ما وصلت إليه الجهود التطوعية التي قطعت شوطاً كبيراً في مضمار الحضارة والرقي الإنساني فتظل البيروقراطية الحكومية كما بالعالم الثالث سببا في تحجيم دور مؤسسات المجتمع المدني ففي حين لم تتجاوز الجمعيات لدينا 800 جمعية خيرية و200 جمعية تعاونية نجدها في الدول المتقدمة (أميركا 1،5 مليون جمعية وفي بريطانيا 350 ألفا وفي فرنسا 600 ألف وفي كندا 175 ألفا. م. حمود الحربي د. معلوي الشهراني نقاط الخلل وأشار الحربي إلى أن من أهم نقاط الخلل لدينا في القطاع التعاوني هو التركيز الحكومي على الدعم المالي والافتقار إلى إستراتيجية شاملة لرأس المال الاجتماعي، مؤكداً أن الدراسات تشير إلى ان القطاع التطوعي لا يكون مبدعاً وتقدمياً إلا إذا كان مستقلاً مالياً، وتقل هذه الميزة كلما قلّت الاستقلالية المالية" لافتاً إلى أن الأمر أحياناً يؤثر على جودة ونوعية الخدمة المقدمة حيث أن العاملين بالمؤسسة الممولة من قبل الحكومة سيكونون مشغولين بإظهار أنهم يقدمون خدمة أكثر من اهتمامهم بنوعية الخدمة المقدمة ويطرحون مثالا جيدا حول هذا الأمر دون النظر لنوعية الخدمات المقدمة لهذه الحالات وهذا ما يرصد من التقارير السنوية لبعض الجمعيات. وقال: إن الأمل معقود على مساعي وزير الشؤون الاجتماعية للتحويل من الرعوية إلى التنمية والتوجه إلى إنشاء الجمعيات الخيرية المتخصصة في مجالات معينة مثل: جمعيات (المعوقين ورعاية الأيتام والإعاقة السمعية والبصرية وجمعية مرضى الفشل الكلوي). هيئة وطنية للطوارئ وقال الحربي إذا تطرقنا للعمل التطوعي بمفهومه خارج عباءة الجمعيات الخيرية التقليدية فقد أثبتت الأحداث (سيولجدة وزلزال الشاقة بمحافظة العيص) عدم وجود إستراتيجية وطنية للعمل التطوعي في مجال إدارة الكوارث وتواضع مستوى العمل التطوعي في مواجهة الكوارث والأزمات على مستوى المؤسسات الحكومية والأهلية حيث ان مئات المتطوعين باشروا العمل الإغاثي بمبادرات فردية مما جعلها في بعض الحالات تتسم بالعشوائية مما يستدعي تطوير نظم الاستجابة عن طريق إنشاء هيئة وطنية عليا دائمة للطوارئ والأزمات ترعى شؤون المتطوعين وقواعد المعلومات عن خبراتهم وتخصصاتهم وتأهيلهم للتعامل مع المواقف الحرجة والتوسع في إنشاء ودعم الجمعيات التعاونية على مستوى الأحياء وتأسيس الفرق التطوعية المحلية تحت مظلتها وربط الدعم الحكومي لها بسياسة اجتماعية وفكرية معتمدة و بما تقدمه من تدريب وتأهيل للمتطوعين فمن أهم أسباب نجاح العمل التطوعي أن يوكل بكل متطوع العمل الذي يتناسب مع إمكاناته وقدراته وخبرات والوقت المطلوب منه قضاؤه في عمله التطوعي بالجمعية على مستوى الحي أو المدينة أو على المستوى الوطني. محمد بن الشيخ أميرة الفهيد منطلقات العمل التطوعي من جهته قال د. معلوي الشهراني - رئيس قسم اللقاءات بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية -: لقد أنعم الله عز وجل على المملكة بأن جعلها مهد الرسالة الخالدة ومنطلقها ففيها الحرمان الشريفان ومنذ أن تأسست على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز وهي تولي العمل الخيري جل اهتمامها وفائق عطائها ليس في الداخل فحسب ولكن في الخارج أيضاً وبذلك أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في المجتمع السعودي تطبيقاً لأوامر الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأصبح له دور أمثل في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين، مشيراً إلى أن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل بالرغم من الاختلاف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى ومع تعدد حاجات المجتمع وتنوعها استمر العمل التطوعي بالتطور والتقدم والانتشار حتى نشأت المؤسسات والجمعيات الخيرية والدعوية التي فاض عطاؤها ليغمر كل أنحاء المعمورة. تحديات العمل وأضاف الشهراني بأنه مع مرور الوقت أصبح العمل التطوعي يواجه تحديات كبيرة ذات تأثير مختلف حتى باتت تحد من قدرته على القيام بدوره في العمليات التي تؤدي إلى الأمن الاقتصادي والاجتماعي تلك العمليات التي يستفيد منها الجميع رفاهاً في الحياة وأمناً وأماناً يسود المجتمع، مشيراً إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه العمل التطوعي تناقص عدد أعضاء الجمعيات لأسباب مختلفة منها الحياتية ومنها الاعتماد على المؤسسات الرسمية في تقديم الخدمات الاجتماعية وكذلك ضعف إقبال الشباب على هذا النوع من الأعمال وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن 60% تقريباً من المجتمع السعودي هم من الشباب، لافتاً إلى أن ازدواجية عضوية الأفراد وتعددها في عدد من الجمعيات يحد من الدور الايجابي الذي يفترض على الفرد تقديمه أثناء الالتحاق بالعمل التطوعي، إلى جانب غياب التنسيق بين الجهات الرسمية فيما يخدم العمل التطوعي وإنجاز مهامه والذي يعد عقبة أخرى في وجه العمل التطوعي ومن ذلك أيضاً نقص الإمكانات المادية وما ينتج عنه من تقديم خدمات تطوعية منقوصة، يضاف إلى ذلك نقص الخبرة المطلوبة لدى المتطوعين والمؤسسات الخيرية، فمعلوم لدى الجميع أن الخبرة في العمل التطوعي تلعب دوراً بارزاً في تذليل المعوقات التي تربك العمل التطوعي. وجود مظلة للتطوع ينظم العمل ويرفع كفاءته كفاءة العمل وقال: لكي نستطيع مواجهة الصعوبات والعقبات التي تعرقل العمل التطوعي والخيري فإنه لا بد من رفع كفاءة العمل التطوعي عن طريق إعادة تجميع الموارد البشرية وتوجيهها في العمل التطوعي نحو الأهداف الخيرية والتطوعية وبإدارة علمية فعالة تستخدم وسائل التقنية الحديثة ما يؤدي إلى حسن استغلال الموارد المتاحة منها لكي تعم فائدتها أكبر عدد ممكن من المستفيدين والتوجه نحو العمل التطوعي الجماعي ضروري جداً حيث يتميز هذا العمل بخاصية التأثير والانتشار ما يحقق وفورات اقتصادية لا تتحقق في العمل الفردي ومن ثم تميل النفقات إلى التناقص وتزيد الإنتاجية لتحقيق المنفعة القصوى من خلال إنتاج الخدمة التطوعية على أسس اقتصادية سليمة. وأضاف أن توفر عناصر الكفاءة في الأعمال الخيرية من شأنه زيادة حيوية هذه الأعمال وترشيدها، فيقبل الأفراد والجماعات على دعمها، والمشاركة الفعالة في أنشطتها، مضيفاً بأنه ينبغي أن يفعل العمل التطوعي بوسائل تضمن له إنجاز أهدافه من خلال ربطه بمبادئ الشريعة الإسلامية في عقول الآخرين، وإيضاح ذلك لهم، لمزيد من التجارب مع العمل التطوعي. وأشار الشهراني إلى أن التربية تؤدي دوراً كبيراً في تنشئة الأطفال على ثقافة حب العمل التطوعي، وتقع على الإعلام مسؤولية كبيرة في تفعيل العمل التطوعي بما يقدمه من مواد إعلامية، ومن الوسائل المهمة المعينة على تفعيل العمل التطوعي وجود حوافز مادية - ولو بسيطة - قد تساعد بالتعريف بالعمل التطوعي، إلى جانب تفاعل الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية والاجتماعية مع المؤسسات الدينية التي تبنى على العمل التطوعي، حرصاً على نجاح العمل التطوعي وتحقيق أهدافه، لافتاً إلى أنه من الأهمية بمكان في إطار تفعيل منظومة العمل التطوعي الاستفادة من الثورة المعلوماتية عموماً، ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً، نظراً لقربها من مختلف شرائح المجتمع، وخاصة شريحة الشباب الذين يشكلون عماد العمل التطوعي، مما يتيح سهولة التواصل والاتصال معهم ونشر ثقافة العمل التطوعي بينهم، وتشكيل فرق عمل تطوعية ذات خبرات مختلفة، وخدمات اجتماعية وثقافية متنوعة، وقال إنه بالرغم من أهمية تلك الوسائل كلها في تفعيل العمل التطوعي والارتقاء به، إلا أن غياب الإطار المؤسساتي المحدد والمسؤول يجعل منظومة العمل التطوعي في حالة من التبعثر والشتات، ومن هنا تأتي أهمية اقتراح إدارة فنية وذات مهنية عالية كجهة مسؤولة عن سيرورة العمل التطوعي في المملكة، وناظمة لمختلف مجالاته، وضابطة لأسسه وقواعده، ومحركة لأشخاصه وداعميه، وكاشفة لمستحقيه والمستفيدين منه. المبادرات النبيلة سمة من سمات أبناء المجتمع مفهوم ثقافة التطوع وقال محمد بن الشيخ - مستشار في الشؤون الاجتماعية والوطنية: ان ثقافة التطوع تمثل مجموعة من القيم والمعتقدات والاتجاهات التي تشكل وعي الإنسان وسلوكه إزاء الآخرين وإزاء المجتمع ككل لكي يخصص الوقت والجهد دون توقع عائد مادي لتحقيق منفعة للمجتمع ككل أو لبعض الفئات المحتاجة المهمشة وذلك بشكل إرادي ودون إجبار، مضيفاً بأن ثقافة التطوع تعني منظومة الأفكار والقيم والاتجاهات والمعارف والتي تشكل الوعي والسلوك إزاء المجتمع والآخرين، وأن ثقافة التطوع بيئة مهيأة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وتشمل أيضا بيئة تشريعية وسياسية مواتية، كما أشار إلى أن ثقافة التطوع تتحدد بأدوار ومسؤوليات تلعبها مؤسسات التنشئة الاجتماعية خاصة الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلام، حيث تتحدد ثقافة التطوع بأدوار تلعبها منظمات المجتمع المدني ذاتها في اتجاه التأثير الإيجابي على وعي المجتمع ككل نحو العمل التطوعي. برنامج حافز وفي محاولة لربط برنامج حافز بالعمل التطوعي قال ابن الشيخ: برنامج حافز وهو صرف إعانة مالية للعاطلين لحين الحصول على وظيفة، وتشرف عليه وزارة العمل هذا البرنامج قُدم للعاطلين عن العمل كحافز ووُضع له شروط وبرامج يتم تفعيلها أسبوعيا من قبل المستفيد لكن النتائج لهذا البرنامج بطيئة جدا وأقترح أن يكون برنامج حافز بمسماه وذلك بربط المستفيد وإلزامه بساعات عمل تطوعية في جهات يختارها حسب تخصصه وتكون الإعانة مرتبطة بتفعيل ساعات العمل التطوعية وفي نفس الوقت تكون تدريبية، بهذا يكون المستفيد حقق عدة أمور منها انه تدرب في مجال تخصصه وقدم نفسه للجهة التي يعمل بها فلربما كانت سببا في توظيفه ومارس تخصصا وتكون له خبرة عندما تتاح له وظيفة مناسبة. وأكد ابن الشيخ أنه بهذا المقترح يتم تحقيق حافز فالعمل التطوعي يجب أن يكون تحت مظلة جهة تمارس فيه الحقوق والواجبات لان دافعية العمل التطوعي هو دافع إنساني ويجب احترامه من قبل الجهات المستفيدة واحترام المتطوعين بتقديم مكافأة رمزية لهم وكذلك الاستفادة من قدراتهم وإشراك المتميزين منهم بالعمل الرسمي وذلك بالاستفادة منهم وتوظيفهم، بهذا يمكن استقطابهم لدى الجهات التي تدربوا لديها وحققنا العمل التطوعي ببرنامج حافز وبالتالي تبادر بقية القطاعات لعمل برامج تطوعية تدريبية منتهية بالتوظيف نحقق من خلالها العمل الطوعي بأهدف كثيرة كالتدريب والتوظيف والخبرة. البداية من المدرسة وأشارت أميرة الفهيد - مشرفة فريق لنا بصمة التطوعي - بمنطقة الأحساء إلى تثقيف المجتمع بأهمية التطوع ودوره في نشر ثقافة العمل التطوعي لدى المجتمع من خلال رسالة تهدف إلى تعميق روح العمل التطوعي، باعتباره قيمة إيجابية لبناء المواطن الصالح، ودعامة بارزة لتنمية المجتمع، وفق رؤية تُوفر بيئة مناسبة لتقديم خدمات تطوعية متعددة الأهداف يتم من خلالها استثمار طاقات أفراد المجتمع، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع وفق نظام معلوماتي متكامل، مؤكدة بأنه يجب التركيز على طرح موضوع التطوع في جميع المراحل التعليمية وخصوصاً مرحلة الابتدائي لزرع حب العطاء والعمل التطوعي في نفوس (الطلاب -الطالبات) بهدف بناء جيل صاعد يؤمن بأن بناء الوطن حق للجميع، إلى جانب غرس قيم فاضلة في نفوس الناس منذ الصغر لحب العمل والمبادرة. عقبات تواجه الفريق وألمحت الفهيد إلى وجود عدد من العقبات التي تواجه الفريق الذي تقوده، ومنها عدم وجود مظلة رسمية للفريق، وعدم وجود جهة رسمية للتطوع بالأحساء كما هو موجود على سبيل المثال في الدمام، إلى جانب صعوبة الحصول على بعض التصاريح لإقامة الحملات التوعوية، وعدم وجود لوائح وتنظيمات واضحة تنظم العمل التطوعي وتحميه، مؤكدة أن العمل لا بد له من مقومات وأسباب تأخذ به نحو النجاح، لافتةً إلى أن من الأهمية بمكان معرفة أسباب النجاح ليتم الحرص عليها وتفعيلها وتثبيتها، وفي المقابل معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الفشل والإخفاق ليتم البعد عنها وعلاجها في حال الوقوع فيها أو في بعضها، مؤكدة أن معالجة المعوقات تعد من العوامل المهمة المساعدة على نجاح العمل التطوعي، موضحة أن من أسباب نجاح العمل التطوعي تجاوز مثل هذه العقبات، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن يتفهم المتطوع بوضوح رسالة المنظمة وأهدافها، مع الاهتمام بتدريب المتطوعين على الأعمال التي سيكلفون بها حتى يمكن أن يؤدوها بالطريقة الأفضل. نشر ثقافة التطوع وكشفت أميرة الفهيد أن هناك تحديات تقف أمام نشر ثقافة التطوع، منها وجود فكرة خاطئة عن التطوع، واستغلال المتطوعات أو المتطوعين خارج عمل التطوع، مع عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشؤونهم وتعينهم على الاختيار المناسب حسب رغبتهم، وكذلك عدم تحديد دور واضح للمتطوع وإتاحة الفرصة للمتطوع لاختيار ما يناسبه بحرية، هذا إلى جانب عدم توافر برامج خاصة لتدريب المتطوعين قبل تكليفهم بالعمل، عدم التقدير المناسب للجهد الذي يبذله المتطوع، إلى جانب إرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية، كما ألمحت لوجود محاباة في إسناد الأعمال، وتعيين العاملين من الأقارب من غير ذوي الكفاءة، معتبرة ذلك من الشللية التي تعرقل سير العمل. ثقافة العطاء وقالت رزان العقيل - ناشطة بفريق تطوعي -: يجب على فريق العمل التطوعي أن يكون تحت مظلة منظمة أو جمعية معينة حتى تكون أعماله مقرّة من جهة رسمية، وهذا قد يكون تحديا للفرق الجديدة في ساحة التطوع، وأضافت بأن وطننا قبل سنوات قليلة شهد فكرا جديدا لدى الشباب في مجال التطوع، مما أتاح لهم فرصة خدمة المجتمع وأصبحنا نرى ما يطلق عليه "ثقافة العطاء"، وأصبح لدى الشباب حب وهواية تجمعهم، وأصبحنا نغرد بالخير، ونتكلم بالمعروف، ونسمو بالإحسان، لافتة إلى أن ثقافة التطوع شبه جديدة لدى الكثير، فهناك من يستغرب من مشاهدة المتطوعين سواءً شباباً أو شابات في البعض من الفعاليات التطوعية، الأمر ليس بالسيىء، لأن المجتمع لم يعتد كثيراً على مبادرات شبابية بحكم أن هناك الكثير من الجمعيات الخيرية التي تقدم مساهمات مجتمعية، فمشاهدة شبابنا وبناتنا ميدانياً قد يحتاج القليل من الوقت لكي يتم الاعتياد عليه، ومن خلال خبرتي في كذا فعالية ميدانية، بدأت برؤية الكثير من الدعم من قبل أفراد المجتمع المستفيدين، مما يبشر بالخير، مشيرة إلى هناك جمعيات عدة يمكن للكثير الانضمام لها مثل جمعية العمل التطوعي التي لها دعم إيجابي عظيم من قبل الأستاذ نجيب الزامل فقد أثبتت الجمعية دعمها القوي لجميع فرقها التطوعية التي ساهمت في ترقية التطوع لمستوى أعلى وأفضل. تجربة خارجية وأوضحت رزان العقيل أنها تطوعت في الخارج كطالبة تبادل ثقافي سعودية للولايات المتحدة الأميركية خلال السنة الماضية، وقالت: أتذكر مقارنتي الشخصية بين التطوع في المملكة والولايات المتحدة، فقد لاحظت موجة تطوعية حماسية للشباب في الوطن، بينما كان التطوع في مكان إقامتي مُهمّشا إلى حد ما، فعندها علمت أن للتطوع في المملكة مستقبلا باهرا، إذا بادرنا جميعاً بالتفاعل معه، ملمحة إلى أن مسيرتها في العمل التطوعي كانت بدعم الأهل، وحبها لفعل الخير الذي أتى منهم.