فيما تحتفل دول العالم اليوم الجمعة باليوم العالمي للتطوع، أكد ل «عكاظ» عدد من المختصين أن نشر ثقافة العمل التطوعي تتطلب الدعم والرعاية والتحفيز ومشاركة المؤسسات التعليمية وإنشاء معهد أو أكاديمية ليكون منصة حكومية لتنظيم خطط وآليات التطوع، مطالبين بإطلاق المزيد من المهرجانات لتحفيز التطوع في الجامعات والمؤسسات التعليمية وشركات القطاع الخاص. تنظيم التطوع وقال بندر عرب مدير مركز جدة للمسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة «إذا لم يكن هناك نظام فلن تستديم الأمور بشكل جيد فيما يتعلق بالتطوع، فعلى سبيل المثال عندما حدثت سيولجدة عام 2009 و2010 هب خمسة آلاف متطوع لتقديم خدماتهم وكانت ذات أثر جيد، ونتساءل أين هم الآن؟»، مؤكداً أنه في ظل عدم وجود نظام للتطوع لم يبق منهم إلا قلة يقدمون أعمالاً قد لا يسمع أو يعرف عنها الكثير من المجتمع، مضيفاً أن إدارة العمل التطوعي بمركز المسؤولية الاجتماعية بالغرفة تعمل الآن على مبادرة لإنشاء موقع وتطبيق للجوال يعمل على تنظيم التطوع وحصر الفرق والأفراد وإحصاء أعمالهم ومبادراتهم وتسويق ونشر هذه المبادرات، وزاد «هذا الجهد سيتم بتضافر الجهود مع عدة جهات حكومية وخاصة وخيرية، بحيث يمكن أن تحسب الساعات التطوعية للأفراد سواء في الجامعات والمدارس التي يدرسون فيها أو في جهات العمل التي يعملون بها ويحصلون مقابل ساعات التطوع على ميزات تعد من قبل الجامعة أو جهة العمل، ما يشجع القطاع الخاص والمدارس والجامعات على منح الموظفين والطلاب أوقات فراغ للتطوع، كما يشجع الأفراد على التوجه لهذه الأعمال الخيرية». وبين أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة المؤسس الدكتور حسان بصفر، أن العمل التطوعي النوعي الذي يقدمه الشباب والشابات يثبت السمة الإيجابية لهم، الأمر الذي يتيح فرصة لتبنّي الأفكار الإيجابية وكل ما يتعلق بالتطوع وتحويله إلى خدمة اجتماعية، مؤكداً أن العمل التطوعي يعد من أسمى معاني التكافل الاجتماعي التي حث عليها ديننا الحنيف، وقال «كل هذه النشاطات التي يقدمها شبابنا تدل على سمو ورقي أخلاقهم وفكرهم، ومن الضروري أن تُسخّر الجهود في خدمة الإنسانية ولاستمرار هذا العمل يجب إيجاد الكثير من التحفيز والدعم والرعاية والاستفادة من تجارب الآخرين واقتباس الإيجابيات وتلافي السلبيات». الخبرات الأكاديمية لترجمة التطوع وقال أحمد حمزي مدير ترجم أفكارك ومدير وحدة العمل التطوعي بجامعة طيبة عندما تكون المؤسسات التعليمية هي البنية الأساسية للعمل التطوعي ستكون هناك انطلاقة عالية لجميع المشاريع التطوعية لأن هذه المؤسسات تضم الخبرات الأكاديمية التي تساهم في انطلاقة المشاريع بشكلها الصحيح حتى تكون أكثر عمقاً في الأثر، مضيفاً في جامعة طيبة أطلقنا قبل ثلاث سنوات مشروعا بعنوان «ترجم أفكارك» بهدف نشر ثقافة العطاء بين طلاب وطالبات الجامعة ولعكس مفهوم الأنشطة الطلابية والعمل التطوعي بشكله الخاطئ لدى الطلاب والطالبات، فكان الشعار باختيارهم وفيه دلالة على أن (العطاء هو من صنع أفكارك فترجمها لواقع حتى تخدم نفسك والجامعة والمجتمع) وانطلق المشروع من ثلاث نقاط هي الفكرة، التمكين والتطوير، نستقبل الفكرة وصاحبها ونمكنه من العمل في بيئة صحية ونطور الفكرة ومقدمها حتى لا يطغى البناء على العطاء، واستطرد: انطلق البرنامج من خلال تسعة أندية تطوعية وسط إقبال كبير من الطلاب والطالبات وفي السنة الثانية أصبح هناك 13 ناديا، وفي السنة الثالثة 43 ناديا، وحاليا 76 ناديا، وهذه الانطلاقة ما كانت لتحصل لو لم تكن هناك بيئة تعليمية مهيأة تجعل الطالب يشعر بالتقدير عند عرض أفكاره وما كانت لتتزايد إذا لم يكن هناك بناء يغلب العطاء حتى لا يشعر الطالب والطالبة بأنهم استنزفوا في العطاء. سفراء للعمل التطوعي وأوضح المهندس معتمد باقيس المسؤول عن برنامج «سواعد وطن» أن البرنامج يعد إحدى المبادرات والبرامج التي صممت بناء على أفضل الممارسات العالمية ليكمل دور مؤسسات التعليم والمؤسسات الشبابية في تفعيل دورهم للتطوع لخدمة مجتمعهم، مشيراً إلى أن الفكرة تتمثل في تهيئة سفراء للعمل التطوعي من طلاب المرحلة الثانوية وذلك عبر برنامج يحتوي على الجانب المعرفي والتدريب المهاري والتطبيق العملي، متبعاً منهج تحفيز المشاركين على اكتشاف النمط القيادي واكتساب مهارات العمل الجماعي وتحديد الاحتياج المجتمعي وتصميم وتنفيذ مشروع تطوعي لخدمة المجتمع من خلال ثلاث ورش عمل تفاعلية ترفيهية، تتخللها بعض المهام والأنشطة الخارجية، مبيناً أن البرنامج تم تنفيذه في كلٍ من جدة والمدينة المنورة والرياض ومكة المكرمة وأبها وتم تأهيل أكثر من 440 شابا وشابة وتنفيذ أكثر من 36 مشروعاً تطوعياً تميزت بالجدية والإبداع وروح الفريق الواحد. احتلال المواقع القيادية يبدأ من التطوع وأوضح الدكتور سالم الديني مدير وحدة العمل التطوعي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن خدمة المجتمع تعد أحد الأدوار الثلاثة الرئيسية التي تضطلع بها الجامعات العالمية والمتميزة، إضافة لدورها في التعليم والبحث العلمي، مؤكدا على دور الجامعات في مساندة الشباب الجامعي في تنفيذ أدوراهم المتوقعة للتطوع والمساهمة في تنمية مجتمعهم ووطنهم، لافتاً إلى أن جامعة الملك فهد كان لها السبق في إنشاء وحدة العمل التطوعي على مستوى المملكة منذ ما يزيد عن 7 سنوات، موضحاً أن هذه الوحدة تنفذ عدة برامج منها مهرجان العمل التطوعي ضمن مبادرات الجامعة لنشر ثقافة العمل التطوعي التي بدأتها بتأسيس وحدة خاصة بالعمل التطوعي، وتشهد النسخ المتلاحقة للمهرجان زيادة في أعداد المتطوعين والجهات المستفيدة بعد النجاح الذي حققه المهرجان، وزاد «إن الأنشطة التطوعية ينفذها شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً يمثلون 25 في المائة من طلاب الجامعة من خلال 30 موقعا في مدن الخبر، الدمام، القطيف، صفوى، الظهران، تتنوع بين الإسكانات التنموية والمرافق العامة ودور الأيتام والمسنين والمعاقين والسجون والمستشفيات والواجهات البحرية، ويقول طلابنا لديهم القدرة على احتلال مناصب وظيفية مهمة ذات مستوى قيادي في المؤسسات والشركات التي يعملون بها بعد تخرجهم، ومن هنا فإنا نتطلع إلى أن يحملوا ثقافة التطوع إلى مؤسساتهم وأماكن عملهم المستقبلية، لافتا إلى أن نشر ثقافة العمل التطوعي عن طريق المهرجانات التطوعية المختلفة يشكّل أحد الروافد الأساسية الداعمة للتطوع في الجامعة». يُذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للتطوع غداً يهدف لتثمين دور المتطوعين جهودهم وزيادة وعي المجتمعات حول المساهمات التي يقدمونها لخدمتها، ويسعى متطوعو الأممالمتحدة، لإنشاء برامج للمتطوعين وتعزيز العمل التطوعي في البلدان، وفي كل يوم يتطوع آلاف الأفراد، على الإنترنت أو في الميدان، للمساهمة في السلام والتنمية، فيما استحدثت الأممالمتحدة جائزة لمتطوعي الأممالمتحدة على الشبكة الإلكترونية تهدف لزيادة ثقافة التطوع واستمراريته، ويتناقل مغردون وفرق تطوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الصور والتحفيزات والدعوات للاحتفال والمساهمة بهذا اليوم من خلال وسم «اليوم العالمي للتطوع» في تويتر والذي يلقى رواجاً وإقبالا من المغردين.