في أدبنا الشعبي فن جميل منذ القدم يتمثل في الغناء الشعبي الذي كان له فنانون أبدعوا فيه وتركوا لنا إرثاً غنائياً رائعاً لازال متداولاً حتى وقتنا الحاضر إذ أنه يمثل فترة جمال الفن وزمنه الذي كان. وبالرغم من أن العرب قديماً عرفوا الموسيقى والغناء بمختلف الآلات الموسيقية، إلا أنهم تأثروا بموسيقى الحضارات التي سبقتهم كالحضارة المصرية، واليونانية، والفارسية، وأخذوا منها مايناسب موسيقاهم ليستخدموا بذلك بعضاً من الآلات الموسيقية. في فترة الفن الشعبي الجميل الذي يتمثل في الغناء الشعبي كان الفنانون الشعبيون في سباق لتقدم الأفضل من الكلمة واللحن ولعل اللافت للنظر هنا هو أن الفنان الشعبي آنذاك كان يختار الكلمة الشعبية القوية التي تمتاز بقوة المفردات وسلاستها وعذوبتها وكنا في تلك الفترة نلاحظ أن أغلب الكلمات المغناه كانت عاطفية بشكلٍ كبير وبالتالي جذبت الكثير من الجمهور بالرغم من قلة الفنانين الشعبيين . ولعل الجميل في تلك الفترة هو أنها كانت فترة التأسيس الحقيقي للطرب الشعبي لأن الشعراء في تلك الفترة هم من كانوا يمدون الفنانين بالكلمة المغناه وبالقصائد الجميلة التي أعتمد عليها الفنانون كلياً في ظهورهم وبروزهم آنذاك ومن هنا كانت تلك الفترة هي الفترة الحقيقة لظهور الطرب الشعبي أو الأغنية الشعبية بالرغم من قلة الإمكانيات التقنية في تلك الفترة. بالرغم من كل تلك الأشياء وبساطتها إلا أننا كنا نعيش مرحلة عذبة من مراحل الأدب الشعبي الجميل لأن الطرب في تلك الفترة كان شيئاً جديداً نسمعه بل نتلهف على سماعه من خلال أولئك الفنانين الذين كان لهم صدى كبير في الوسط الفني الشعبي. هي بالطبع مرحلة وأنقضت بظهور الطرب الحديث الذي أصبح بتقنيات حديثة واستخدم فيه آلات موسيقية حديثه ومن هنا وجدنا تلاشي أولئك الفنانين واختفاءهم ليحل محلهم الجيل الجديد الذي يحمل مفاهيم جديد في الفن والطرب ولكن تبقى لنا ذكرى أغنيات الطرب القديم بعذوبة كلماته ولحنه. أخيراً : كان ليل وكان صمت يزرع بصدر الملامح كل لحظة صد أعديها وأسامح والملامح نفس الملامح هم جامح لحظه : أبا أسألك وشفيك متغير علي؟