اعتبر البعض أن تحديد يوم الثلاثاء لاستئناف عمل الأجهزة الحكومية بعد عطلة العيد لم يكن مناسباً لأن العودة إلى العمل من أجل يومين فقط يعقبهما خميسٌ وجمعة تنغص متعة الإجازة دون أن تضيف شيئاً كثيراً، وخصوصاً بالنسبة إلى أولئك الذين قضوا عطلهم خارج مناطق عملهم.. يضاف إلى ذلك أن الدراسة لا تستأنف إلا يوم السبت مما يعني أن الأسر التي لديها طلبة وطالبات ستضطر إما إلى تمديد إجازاتها - بشكل أو بآخر ! - أو إلى حرمان الأبناء والبنات من التمتع ببقية أيام العطلة.. لهذه الأسباب ظل البعض ينتظر حتى اللحظة الأخيرة على أمل أن تصدر الحكومة بياناً تمدد فيه العطلة! هذا الطرح يتفهمه، بل وربما يتعاطف معه معظم الموظفين.. فمن لا يود أن تطول إجازته؟ ومن لا يرغب أن يقضي مزيداً من الوقت بعيداً عن ضغوط العمل؟ غير أن هناك وجهة نظر أخرى تقوم على تغليب المصلحة العامة.. فإذا كان البعض يرى أن تمديد العطلة يومين إضافيين لن يُحدث أي ضرر ولن يؤخر أعمال الحكومة، فإن مراجعي الأجهزة الحكومية ممن لهم معاملات مهمة تنتظر البت يعرفون قبل غيرهم أن تمديد العطلة يسبب لهم أضراراً قد تكون فادحة في بعض الحالات. أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية عمّا سبق فهو أن تمديد العطلة بهذا الشكل الأقرب إلى العشوائية هو أمرٌ مربك.. وأكثر الناس تضرراً منه هم الناس الجادون الذين رتبوا حجوزاتهم وارتباطاتهم على أساس المواعيد التي سبق أن أعلنتها الحكومة.. وعندما يتم الإعلان بشكل مفاجئ عن تمديد العطلة فهم لا يستفيدون من هذا التمديد بل قد يتضررون لأنهم لم يخططوا لهذه الأيام الإضافية وما يصاحبها من تغيير في الحجوزات والارتباطات.. إن تحديد مواعيد العطل الرسمية ومُددها يجب أن يكون معروفاً للناس سلفاً.. فإذا كانت الحاجة تدعو إلى أن تكون إجازة عيد الفطر ستة عشر يوماً لا اثني عشر، فمن المفروض أن مَنْ حدد هذه المواعيد - ابتداء - يدرك هذا الأمر فيعطي الناس منذ البداية الفرصة الكاملة كي يخططوا لإجازاتهم بشكل جيد لا أن يأتي التمديد لاحقاً وبشكل مفاجئ.. بالإضافة إلى ذلك فإن تعويد الناس على التمديد العشوائي يخلق حالة من عدم التأكد وربما التسيب.. على أي حال، وبالرغم من كل شيء، هناك من الموظفين من قرر أن يمدد لنفسه - ومن عنده! - إجازة العيد على أمل إيجاد المخرج النظامي أو غير النظامي لاحقاً على طريقة «اليومُ خمرٌ وغداً أمر»! هؤلاء أرادوا أن يستمتعوا بعطلة طويلة لا تنغصها منغصات ولسان حالهم يقول إن زملاءهم الذين سيحضرون «فيهم الخير والبركة».