لأن العطلة الدراسية في الصيف تكيف جميع الموظفين بمختلف المهن معها وصارت مواعيد إجازاتهم صيفا! بالرغم أن الموظف الحكومي سواء كان يعمل في وزارة أو مستشفى أو إدارة أو أو .. له إجازة شهر في العام ولم يحدد النظام أن هذا الشهر يكون صيفا، لكن لأن معظم الموظفين «آباء» ولديهم أسرهم المسؤولون عنها حددوا إجازاتهم مع إجازات الأبناء أي في العطلة الصيفية، كي تكون موعد (اللمة) .. لم الشمل والاستمتاع بالتقارب وبجو الأسرة! أما الأمهات الموظفات فلأن الغالبية العظمى من السيدات العاملات في المملكة ينتمين إلى سلك التعليم كان من الطبيعي أن تأتي إجازاتهن صيفا مع توقف الدراسة، أثناء العطلة الصيفية! فإذا الظروف صنعت من الصيف عطلة في حين أن عددا غير قليل من الناس يفضلون لو كانت العطلة في الشتاء وأنا واحدة منهم! لكن المألوف عندنا والمتعارف عليه يصبح مع العادة أمرا يستحيل اختراقه! حتى الذين يعملون في وظائفهم أطباء مثلا أو مهندسون أو أصحاب شركات تأقلموا مع اعتبار الإجازة صيفا وإن لم يكن لديهم أبناء في المدارس إنما السائد غلب وأصبحوا متكيفين ومنسجمين مع فكرة أن الصيف عطلة ونظموا حياتهم رغم عدم ارتباطهم بأبناء طلاب أو طالبات على أن يكون الصيف إجازتهم! ولا تقولوا اختيار الصيف إجازة يعود إلى قسوة الجو الصيفي الحار في بلادنا مما يضطرنا إلى تحديد الإجازة صيفا! لأن الشتاء عندنا كذلك قاس وما أقساه! بل الشتاء في بعض مدن المملكة يتحول إلى كتل ثلجية متجمدة عند الأبواب صباحا مما يعطل المرور في الشوارع أو الخروج من باب البيت ومع ذلك ندرس في الشتاء ويذهب أبناؤنا في جو قارس البرودة شديد الخطر إلى مدارسهم! كذلك بعض مدن المملكة يبدأ نهارها أيام الشتاء والظلام لا يزال يخيم من الغيم الكاسح .. ولأن التوقيت الشتوي فيها يبدأ مبكرا مما يجعل الأبناء يخرجون في الظلام قبل أن يسطع النور في جو شديد البرودة إلى مدارسهم! بمعنى أن الأخطار شتاء لا تقل عنها صيفا بل قد تزيد ومع ذلك العطلة صيفية! والجميع وافق على ذلك وأقيمت بهذه المناسبات المهرجانات «الصيفية» في مختلف مدن المملكة وبالذات التي جوها حار ساخن نهارا وليلا، إلا أن هذا لم يمنع أن تكون مدناً سياحية تستقطب الأنظار. ويقصدها المصطافون شبابا وشيبانا! لتظهر الحقيقة أن الجو والمناخ لا علاقة له في قضاء الإجازة فقد يذهب «الحرانون» من الحر جمع مفرد إلى مكان أشد حرارة من المكان الذي كانوا فيه كي يقضوا عطلتهم الصيفية! والمشكلة الأخرى أننا هنا .. نفهم أن الإجازة يعني سفرا! فإذا لم يتحقق السفر كأننا لم نمر بالإجازة بل وبعض الأفراد يزعلون لو لم يسافروا صيفا خاصة النساء. فهل حقا الإجازة تعني سفرا! هذه أحد المفاهيم الخاطئة التي نعيشها هنا .. وما أكثر ما عندنا من المفاهيم الخاطئة!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة