شهدت سوق أجهزة الحاسوب الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا انخفاضاً بنسبة 9.6% في الربع الأول من العام 2015 مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي إذ بلغت الشحنات للمنطقة 4.3 ملايين وحدة. وتأتي هذه النتيجة وفقاً لأحدث رؤى من IDC للسوق والتي أرجعت ضعف أداء السوق إلى تقلبات العملة في عدد من الأسواق الرئيسية في المنطقة فضلاً عن استمرار تقلب أسعار النفط العالمية. وأظهر بحث المؤسسة تراجع شحنات أجهزة الحاسوب المحمول بنسبة 9.4% إلى 2.7 مليون وحدة وتراجع شحنات أجهزة الحاسوب المكتبية بنسبة 10.0% إلى 1.6 مليون وحدة. ولم تشهد المراكز الثلاثة الأولى لأكبر شركات بيع أجهزة الحاسوب تغيراً يذكر مرة أخرى، حيث شهدت الشركات الثلاثة الأولى نمواً سنوياً على الرغم من التراجع العام الكبير في السوق. وواصلت هوليت-باكارد (اتش بي) تصدرها من حيث الحصة السوقية إذ حققت نمواً نسبته 6.5% على أساس سنوي، في حين حافظت لينوفو على المركز الثاني بنسبة نمو بلغت 5.3%. وارتفعت شحنات شركة ديل صاحبة المركز الثالث 3.5% خلال ذات الفترة، في الوقت الذي تراجعت فيه توشيبا صاحبة المركز الرابع تراجعاً كبيراً بنسبة 34.3%. وأكملت شركة آسوس المراكز الخمسة الأولى مسجلة انخفاض بلغت نسبته 7.2%. وجدير بالذكر أن شريحة الشركات التي تعاني على نحو أكبر هي الشركات المحلية لتجميع أجهزة الحاسوب المكتبية، إذ شهدت منافسة حادة من العلامات التجارية المتعددة الجنسيات، والأكثر أهمية من ذلك تغيرات سوق أجهزة الحاسوب الشخصية في العديد من بلدان المنطقة. وقال فؤاد شراكلا، مدير البحوث لحلول الحوسبة الشخصية والأنظمة والبنية التحتية في مؤسسة البيانات الدولية "كانت تقلبات العملة أحد الأسباب الرئيسية لتباطؤ السوق مع تضرر أسواق رئيسية مثل نيجيرياوتركيا ومصر والجزائر." وأضاف شراكلا "أحدث تراجع أسعار النفط أيضاً تأثيراً سلبياً أيضاً على جميع بلدان المنطقة تقريباً مع تفاوت حد التأثير من بلد لآخر. كما تسببت تراكمات المخزون من الربع السابق أيضاً في تراجع السوق التركية بوتيرة أسرع على أساس سنوي في ظل استمرار التقلب السياسي والاجتماعي في "باقي المنطقة الفرعية في الشرق الأوسط*" فضلاً عن تراجع منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ككل." وتتوقعIDC تراجع سوق أجهزة الحاسوب الشخصية بنسبة 4.8% على أساس سنوي إلى 17.3 مليون وحدة في عام 2015 ككل. ويقول شراكلا "بصرف النظر عن تقلبات العملة، سيكون ارتفاع مستويات المخزون في قنوات المنطقة هو أحد أهم موانع السوق." وأضاف شراكلا "بينما كانت تركيا هي البلد الوحيد الذي تأثر بهذا المانع في الأساس خلال الربع الأول من العام 2015، فمن المتوقع أن يكون التأثير قد امتد الآن إلى العديد من البلدان في المنطقة بما في ذلك الإمارات و"باقي مناطق الشرق الأوسط الفرعية مثل إيران والعراق وسوريا واليمن وأفغانستان وفلسطين. وبالإضافة إلى ذلك، سيواصل انخفاض قيمة بعض العملات الدولية الرئيسية مثل اليورو والروبل تأثيره السلبي أيضاً على طلب أجهزة الحاسوب الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال تراجع التجارة الدولية والسياحة من المناطق المتأثرة." ويتوقع استمرار استقرار سوق أجهزة الحاسب الآلي الشخصية على المدى الطويل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في الفترة بين 2015 و2019. غير أنه سيكون هناك تحول تدريجي في وزن الطلب من جانب شريحة العملاء الأفراد إلى الشريحة التجارية مع تنامي نسبة تحول المستخدمين في المنازل من أجهزة الحاسب الآلي الشخصي إلى الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وإبقاء المستخدمين التجاريين على استخدامهم للحواسب الشخصية.