هذه الكلمة المعبرة والجميلة في نفس الوقت كنت في طفولتي لا أحب سماعها أو ترديدها! ولا أعلم لماذا؟! وأحب ترديد عبارة «كل عام وأنتم بخير» بدلاً عنها! ربما لأنها أطول وأعمق من وجهة نظري في ذلك الوقت. ومرّت الأيام وأنا على هذا المنوال رغم أن والدي رحمه الله كان يستقبلنا في أول أيام العيد بعبارة «من العايدين». وجاء اليوم الذي تغيرت فيه تلك النظرة القاصرة عندما توفي والدي وافتقدت سماعها منه ولأول مرة في حياتي أتأمل معناها واكتشف أنها تعطي نفس المعنى ولكنها أجمل وأعذب وأبلغ. ولست بذكر هذه المقدمة الخاصة أريد إقحام القارئ العزيز في أمور شخصية، وإنما التذكير بأن هذه العبارة الجميلة التي تحمل عبق تراثنا تذكر بأجمل الأمنيات في أن يعود العيد على الجميع بالخير والعافية وصلاح العمل. والتذكير بأن من عاد عليه العيد فعليه أن يستشعر هذه النعمة العظيمة وأن يكبر الله كثيراً ويحمده على بلوغ عدة الشهر كاملة، ولا ينسى أن هناك أناساً لهم في العيد مساحات للحزن كبيرة فقدوا بها عزيزاً كان بالأمس معهم.. كما يدعونا لسؤال الله جل وعلا أن يعيد علينا عيد الفطر أعواماً عديدة. وليتنا مع العيد نجدد الصفح مع أنفسنا لنبدأ صفحة جديدة من الاخلاص في العمل وحب الخير للناس والتعاون والتعاضد والتسامح والتيسير على المسلمين جاهدين في حل مشكلات مجتمعنا والنظر بعين المسؤولية الفردية والجماعية كلٌ في موقعه وعلى قدر استطاعته، وتخفيف جراح المصابين بابتلاءات شتى بين الموت والترمل واليتم والمرض والفقرحتى يعم السلام النفسي مع ذاتنا أولاً لينعكس على الجميع.. من حولنا. [email protected] ص.ب 25513 الرياض 11476