هل حققت المرأة العاملة ما كانت تأمله من عبادة بكل صورها في شهر رمضان الكريم؟ هل قدر صانعو قرار استمرارية الدراسة في رمضان الأثر السلبي على العبادة في رمضان على طلاب العلم وطالباته؟ رغم قرار الدراسة في رمضان والذي مضى عليه ما يقارب العشرين عاماً وخلالها طالب الكثيرون النظر في هذا القرار إلا أن كل الآراء والمقترحات ظلت حبيسة الأدراج هذا إذا لم يكن مصيرها الإهمال؟ والغريب أن الناس لم تمل من طرح الموضوع على صفحات الجرائد وفي أماكن العمل وفي المجالس وغيرها.. حتى أصبحنا في كل عام نسمع من الإشاعات الشيء الكثير عن عطلة مترقبة في رمضان؟ وهذا دليل كبير على حجم المعاناة التي لا يعيشها إلا الموظفات وطلاب العلم صغاراً وكباراً. فالمرأة العاملة تعيش معاناة نفسية وبدنية لا يمكن تصورها لعجزها عن تحقيق المعادلة الصعبة بين متطلبات الأسرة وإعداد مائدة الإفطار حسب رغبات أفرادها وبين أقصى درجات العبادة من صلاة التراويح وقراءة قرآن وغيرها.. وأكاد أجزم بأن الموازنة بينهما ضرب من المستحيل خاصة في ظل أنانية بعض الرجال وعدم تنازلهم عن مائدة عامرة وسحور دسم وأحياناً عزائم وولائم!! ناهيكم عن المواصلات ومشكلاتها ومتطلبات العمل الأخرى. والطلاب ليسوا بأحسن حالاً فهم مذبذبون بين الدراسة وعدمها وبين الغياب والحضور وبين النوم وعدمه فالكبار منهم يصومون وقد لا يصلون إلا الفروض، والصغار لا يصومون وقد لا يصلون.. والآباء والأمهات عاجزون عن إصلاحهم لقناعتهم بأن الوضع العام مرهق جداً لهم. قد يقول قائل ان رمضان شهر عبادة ونشاط وليس شهر نوم وان الرسول عليه الصلاة والسلام مع المسلمين غزا وحارب وأن السلف الصالح وسعوا رقعة الإسلام في رمضان.. وهذا بلاشك أمر صحيح، ولكن قوة الدين وتماسك أفراده به في ذلك الوقت ليست كما هي عليه الآن وأكاد أجزم وللمرة الثانية أن بلادنا بحمد الله هي البلد الوحيد الذي نشعر فيه بروحانية رمضان علماً وعملاً وتشاركنا في هذا الشعور كثير من المجتمعات الإسلامية. فنحن علينا مسؤولية عظيمة تجاه مجتمعنا وأفراده ومنهم النساء العاملات والطلاب، نريد للمرأة بشكل عام والمرأة العاملة بوجه خاص استثمار الوقت بالعبادة من محافظة على الصلاة وأداء صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن.. كما نريد تعويد أبنائنا وبناتنا الصغار على الصوم والكبار منهم على المحافظة على صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن ودروب الخير كلها والدراسة وظروفها من واجبات ومذاكرة اختبارات تحول دون ذلك فلا نريد أن نكون عوناً مع الفضائيات على ابعادهم عن الدين. نحن بحاجة إلى دراسة علمية عاجلة لنعرف من نتائجها ما حققناه ايجابياً أو سلبياً على صعيد عمل المرأة أو الدراسة في شهر رمضان. وبلاشك هناك حلول كثيرة ولكنها تحتاج إلى من يفكر ويهتم لأن الإسلام دين مرن وسهل ويحمل في مضمونه جميع الحلول لزماننا هذا ولكل الأزمنة القادمة بجميع مشكلاتها مهما صعبت. وأحب أن أذكر بأن صوم رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام وفريضة أساسية ينتظره المسلمون بكل لهفة ويحمدون الله على أن بلغهم إياه لذلك على صانعي القرار في التعليم أن يكونوا عوناً للأجيال على التمسك بشعائر الدين وأركانه. الرياض 25513 الرياض 11476 [email protected]