في العادة -وكما هو معهود- فإن الأمور تسير رتيبة كما هو مخطط لها، وفي أحيان أخرى تسير عكس ذلك، فعندما تسير الأمور برأيها متكبرة متغطرسة كان لزاما إطلاق صافرات التنبيه للحذر من القادم، فإن أدارت ظهرها وأظهرت تبلّدها واستهتارها، من هنا فقد تعقدت الأمور واستنفذت الحلول. عندها يكون حتما لابدّ من اتحاذ القرار المناسب وبدون تردد لثبات تفشي المنكر واعتلال الفكر فكان لابد من بتر هذه الشرذمة، وتركها عظة وعبره لغيرها، كالإصرار على قطع عضو أهلك الجسد بالألم واستحال علاجه فكان لابد من بتره والحزم على ذلك وبدون تردد. شهد الشارع السعودي في الآونة الأخيرة حدثا ضجّ بمسمعه العالم وتزلزلت لحزمه قلوب الخونة واهتزّت لعدته وعتاده أرض اليمن، هو حدث أطفأ لهيب القلوب المستضعفة، وأثلج صدور الغيورين الذين أسقط في أيديهم فلا حول لهم ولا قوة، تتمثل فيه السرعة في تلبية استنجاد الصديق وطلب العون من الجار الرفيق، فكان من كمال التقدير ضخ عبارات الشكر والامتنان المبطنّة بالدعاء الصادق لحكومتنا الرشيدة، فقد كان قرار قد انتظرته القلوب، وأبهر في عدته وعتاده الخصوم، فهو قرار صارم وحاد كحدة السيف، وكما هو معلوم فقد مرت علينا الكثير من العواصف، ولكن عاصفة الحزم قد كان لها من اسمها النصيب الأوفر، فقد كانت مثالا للحكمة والحزم مغلفا بالعزم بالله، اتضحت من خلالها سدادة الرأي، وسطوع الفكرة، وبلاغة المنطق، ونفاذ صبر الحكيم، فالحزم هو الشّد في الشيء وضبطه وإتقانه وظهور العزيمة فيه واضحة للعيان. في الحقيقة طالت معاناة الشعب اليمني الشقيق، وتطاول الفرس الحاقدين، وطمع بهم الباغون، فالفرس طغوا وتجبروا وتغطرسوا فكان لكل بداية نهاية، ولكل نهاية بداية مشرقة جديدة، فآن الآوان باتخاذ القرار المناسب في المكان المناسب في الزمن المناسب ليعيدوا لتاريخ هذه الدولة مجدها وقوتها، فكانت عاصفة الحزم خيارا اضطراريا؛ لإخماد القوى الظالمة في اليمن، فهي عاصفة تفتك بالقلوب الحاقدة، وتدمر عدهم وعتادهم، فحكومتنا حكومة رشيدة عزمت على الأمر فحزمت وانتصرت. ففي فترة وجيزة من تولّي الحكم أبهرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنجازات وانتصارات سيشهدها له التاريخ منها جمع شتات الأمة الإسلامية بوقف مشروع الزحف الفارسي. وفي الختام، نسأل الله الكريم أن يوحد صفوف المسلمين، ويجمع كلمتهم، ويتقبل شهداءهم في مستقر رحمته.