مع ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة، باتت شبكات التواصل الاجتماعي أرضاً خصبة للشائعات وأصبحت في متناول الجميع الصغير والكبير والواعي والجاهل وهي بمثابة النعمة التي حولها البعض إلى نقمة من خلال إساءة الاستخدام بأشكال عدة ومنها بث الشائعات ونشرها بين الناس، وهذه السهولة في نشر الأخبار والمعلومات أدت إلى ظهور بعض السلبيات في تداول الأخبار غير المؤكدة ونشر الصور المفبركة والتلاعب بها بالفوتوشوب رغبة في النيل من أفراد ومؤسسات في المجتمع ومن قبل أشخاص بأسماء مجهولة أو غير حقيقية تجردوا من الأمانة والمصداقية ومارسوا تزييفهم عبر هواتف ذكية تحركها عقول غبية!. هؤلاء مرضى نفسيون ويعانون من عقد نفسية وفراغ قاتل محبطون وناقمون على المجتمع وأفراده ومؤسساته يعملون جاهدين -وبئس العمل- على اختلاق الأخبار المكذوبة والسب والتشهير أحياناً ونشر الصور السيئة دون رادع ديني ولا قانوني مستغلين البيئة الإعلامية المفتوحة ووسائل التواصل الحديثة بلا حسيب ولا رقيب وفي حرية غير مقننة لنشر الغث والسمين ليتلقاه الآخرون بحسن نية وفي فضاء رحب وواسع يصدقها البعض من السذج ويتناقلونها بشكل سريع فيما بينهم وعبر مجموعاتهم في شبكة التواصل الخاصة بهم دون التأكد والتحقق من مصدرها، وللأسف أن هذه الشائعات تجد الرواج والتصديق بل يرسلها البعض إلى أكبر مجموعة من الناس وقد يذيلها بعبارة "انشر تؤجر" ليقع الإثم والعقاب عليه وعلى من ينشرها في حال كانت غير صحيحة أو بها إساءة لشخص ما من طعن وقذف وتشهير ونشر الفتنة والمساس بكرامة الناس. لابد من مواجهة هذه الشائعات والأخبار المكذوبة بالوعي والبيان من قبل أفراد المجتمع أولاً عملاً بالآية القرآنية "يا أيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" وكذلك القضاء عليها في مهدها والمسارعة إلى نفيها وتكذيبها وبيان الخبر الصحيح من قبل القنوات الرسمية وعبر وسائل الإعلام الموثوقة وعدم التأخير كي لا تنتشر بصورة كبيرة ومن ثم يصعب السيطرة عليها.