قدم التشكيلي محمد الشهدي معرضه الشخصي أكثر من (50) عملاً فنياً مختلفة المقاسات موظفاً فيها الحرف بتناغم فريد مع اللون في تجربة حروفية جديدة وذلك بصالة الأديب عبدالله القصبي للثقافة والفنون بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بمدينة جدة. عن أعماله الفنية الجديدة يتحدث التشكيلي محمد الشهدي: "في أعمالي الأخيرة ومن خلال الرمز الفسيولوجي أردت إنطاق الذات الإنسانية بأصوات مركبة هي في المجمل فسيفساء من وحي الحرف ومن اللغة كحكي محاولاً في خجل تجسيد ثرثرة هذه الذات بعديد الخطابات من وراء إيقاعات متجاوزاً فيها أي أبجدية وأي نصية". الشكل والمضمون يقول عن أعماله د. سعد العبد أستاذ مشارك بكلية التربية بأبها الأقسام العلمية: "التشكيلي محمد الشهدي قدم لذائقة التشكيل العربي الأصيل تجربة إبداعية جمالية قوامها توظيف الخط العربي في أعمال تشكيلية تصويرية إبداعية تجسد مفهوم الجمال، من خلال جملة من الإمكانات التقنية والأسلوبية التي يمتلكها، حيث وظف الحرف العربي بتقنياته التي تتوافق وخصائصه التشكيلية فهناك الاستطالة والتطاير في أفق العمل محققاً حساً حركياً جمالياً متوافقاً، كذلك يرى المتأمل تراكباً جمالياً وتكبيراً وتصغيراً في حركة تبدو درامية تارة وتارة أخرى تعبر عن التحرر والعفوية والتناسب الجمالي". ويضيف: لقد حقق حساً جمالياً يجمع بين مجموعة من التوافقات التي تتحقق بين الشكل والمضمون كذلك بين التوظيف اللوني بجمالياته ودفئه، وكذا بين تناسبية الحروف المستخدمة من حيث تقوسها واتساعها واحتوائها لجملة العناصر الإيحائية والإيهامية المستخدمة". محمد الشهدي مشاعر الإنسان أما الناقدة والتشكيلية فوزية الصاعدي فتقول عن تجربة المشهدي: "ينطلق الفنان في غالب الأحيان من واقع يعيشه أوحلم، أو حتى خيال يتأمله داخل وجدانه وينطلق منه سابحا في الأعماق إلى أن يصل به إلى الواقع، أما الفنان صاحب النفس الشعرية فهو دائم التحليق في سماء الخيال والطيران في أجوائه العالية فهو يرى الأشياء بعين أخرى ويرى الجمال في كل مكان ليعبر عنه.. حتى (الحرف) لا يراه كائنا جامداً بل كائنا حيا يشعر بنبضه كيف لا؟ وهو ينبض بمشاعر الإنسان". فنان ملتزم ويرى الكاتب والباحث من المغرب د. عبدالرحيم العطري إن الفنان محمد الشهدي يمارس غواية الحرف الأصيل، يعانق الجرح النازف صعوداً، إلى متاهات الأنفاس وبداهات الأشياء، من الحرف إلى الحرف، ُيحبِّر البياض اشتهاء للمعنى، وانتقاما من عفن الوقت وسيول الرحيل". ويضيف:" الشهدي فنان ملتزم، يختار ألوانه بعناية فائقة، ويدبر تيماته بحرفية وفنية عالية، فهنيئا لنا به مبدعا فوق العادة، يعيد إلينا بهاء السؤال وانفتاح اللذة والألم معا، ضدا في التفاهة والبداهة، والموت الرخيص، الذي يسرق منا إنسانيتا المأسوف عليها".