يطلق وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة الليلة المعرض الشخصي للفنان المغربي محمد الشهدي في صالة أتيليه جدة، ويستمر عشرة أيام. يقدم الشهدي في معرضه التشكيلي الشخصي الثامن، تجربة جديدة تزاوج بين الحرف العربي وأعمال تشكيلية تصويرية إبداعية لتجسد مفهوم الجمال من وجهة نظره اللونية. ويتمتع الشهدي بجملة من الإمكانات التقنية والأسلوبية، حيث يوظف الحرف العربي بتقنياته التي تتوافق وخصائصه التشكيلية، فهناك الاستطالة والتطاير في أفق العمل محققا حسا حركيا جماليا متوافقا. ويلحظ المتأمل للوحاته تراكبا جماليا، وتكبيرا وتصغيرا في حركة تعبر عن التحرر والعفوية والتناسب الجمالي. عن لوحات الشهدي يرى الناقد السيد الجزايرلي «أن ما يميز الفعل الإبداعي لدى الشهدي، هو أن تجربته تعتمد على مسارين متداخلين؛ الأول مسار الكتابة بما تحتوي من تشكيل وتصوير، والثاني مسار التشكيل بما يحتوي من رسم بالحروف والكلمات، فالفنان الشهدي عندما يكتب نصا شعريا أو سرديا، ينحاز بشكل لا إرادي ربما إلى خاصية التصوير، أي (الصورة الشعرية)، إذا كان النص قصيدة، و(المشهد السردي) إذا كان قصة أو رواية، ومن خلال الخط الذي يجيد توظيفه بدرجة كبيرة من الدراية. لذلك يمكننا أن نشاهد لوحة تشكيلية داخل نصه، وعندما نشاهد لوحاته تتداعى أمام أعيننا لغة الكتابة، وكأنه يكتب النص الأدبي مستخدما أدوات الفنان التشكيلي، أو يرسم اللوحة مستخدما أدوات الشاعر أو القاص». ويضيف: «لعل الأعمال الحروفية التي يضمها هذا المعرض أبلغ الشواهد على أن الفنان الشهدي ينطلق ذهابا وإيابا من فتنة اللغة إلى دهشة التشكيل، ومن دهشة التشكيل إلى فتنة اللغة، ليقدم لنا تجربة أبسط ما يقال عنها إنها نتاج وعي ثقافيٍ ناضج، وخبرة مصقولة بالتجريب والتمرس».