وصلت إلى هذه القرية على بعد 80 شرقي اوستن عشرون بقرة حبلى بعجول استنسختهم شركة فياجين، لتنضم إلى خليط من الأبقار المستنسخة، بينها الثور «إلفيس» والبقرية «بريسيللا» المستنسخان من لحوم فخذ الأبقار. لقد أصبح استنساخ حيوانات الحظائر دارجا وممكنا إلى حد أن «فياجين» تقول انها أصبحت جاهزة إلى حد إنتاج لحوم لينة ولذيذة أكثر عن طريق الاستنساخ. ويبدو أن الهيئات الناظمة الفدرالية ستوافق على خطة الشركة لإيصال منتوجات الحيوانات المستنسخة إلى موائد الطعام الأميركية. وليست هناك قوانين تحرم الاستنساخ من أجل توفير المواد الغذائية غير أن فياجين قررت طوعاً عدم تسويق منتوجاتها بانتظار موافقة إدارة الأغذية والأدوية. وقد دأبت الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية على تكوين بنوك لجينات أبقار ممتازة يمكنها أن تنج أبقاراً تعطي كميات كبيرة من الحليب واللحوم البيوتكنولوجية ذات النوعية العالية. ولا يعترض طريق فياجين في مسعاها هذا - إضافة إلى موافقة إدارة الأغذية والأدوية - سوى المستهلك الحذر ومعامل إنتاج الأغذية التي تبدي ريبتها مما يجري. ويتوقع أن توافق الإدارة قريباً على الاستنتاجات التي وردت في تقرير لأكاديمية العلوم الوطنية في العام 2002م بأن السلع الغذائية المستخرجة من حيوانات مستنسخة «لا تشكل عنصراً مقلقاً» على صعيد السلامة الغذائية. وأقر مفوض إدارة الأغذية والأدوية ليستر كراوفورد بأن نقاداً عديدين أثاروا تحفظات أخلاقية واعتراضات تتعلق بالسلامة، وقال في 19 أيلول الماضي انها ستكون جاهزة في غضون أسابيع قليلة «لنشر دراستها للمسائل في إحدى المجلات العلمية». وهذه خطوة نادرة تقدم عليها الإدارة التي استغلت منبراً مماثلاً للإعلان عن موقفها حيال المحاصيل المعدلة وراثياً في العام 1992م. وقال كريس غالن الناطق باسم الاتحاد الوطني لمنتجي الحليب الذي يمثل قطاعاً تجارياً يبلغ حجمه السنوي 23 مليار دولار إن الاتحاد لا يؤيد في الوقت الحاضر دخول الأبقار المستنسخة إلى السوق ريثما تقرر إجازة الأغذية والأدوية ما إذا كان حليب الأبقار المستنسخة لا يختلف عن حليب الأبقار التي تربى بالطرق التقليدية. ويخشى أصحاب مزارع إنتاج الألبان واللحوم أن يمتنع المستهلكون عن وضع حليب ولحوم الأبقار المستنسخة على موائد طعامهم. وكان استبيان أجراه «المجلس الدولي للمعلومات الغذائية» قد ذكر في شهر آذار الماضي أن 63 في المائة من المستهلكين ربما سيمتنعون عن شراء مواد غذائية مشتقة من حيوانات مستنسخة حتى ولو قررت إدارة الأغذية والأدوية أن تلك المنتوجات سليمة. إن التقدم المتسارع في التكنولوجيا الوراثية يجري تطبيقه على مستويات أعلى في السلسلة الغذائية. فثمة محاصيل زراعية تقليدية كالذرة تهندس وراثياً لكي تقاوم الآفات الزراعية، والحقيقة أن الناس يأكلون حالياً فول الصويا المهندس وراثياً في العديد من الأغذية المصنعة. إلا أن شركات التكنولوجيا الإحيائية تواجه ما يسمى «عامل الرفض» عندما يتعلق الأمر بتغيير جينات الحيوانات. فلا تزال في أدراج إدارة الأغذية والأدوية، منذ أكثر من سنتين، طريقة لتسويق سمك السالمون المهندس وراثياً بجينات من أسماك أخرى ولكي تنمو بسرعة. ولهذا السبب تشدد شركة فياجين على أن العمل الذي تقوم به لا ينطوي على الجمع بين مواد جينية من نوعين مختلفين من الحيوانات، وتقول إن عملها يشبه التكنولوجيات المناسبة الدارجة الآن كالتخصيب المختبري والتلقيح الاصطناعي. في عملية الاستنساخ يستبدل العلماء المادة الجينية الموجودة داخل البويضة بخلية بالغة تحتوي على الشفرة الوراثية الكاملة للمتبرع. ويصر العلماء على أن الحيوان الذي ينتج عن هذه العملية هو مجرد توأم للمتبرع ويحتوي على تكوين مماثل له، إلا أن مصيره يتوقف على البيئة التي ينمو فيها والمصادفات التي يتعرض لها. وعلى سبيل المثال جاء لون جلد سمكة صلور مستنسخة مختلفاً عن لون السمكة التي تبرعت بالجينات المستنسخة. وعليه، ليس هناك ما يضمن أن العجل المستنسخ «إلفيس» سيعطي لحوماً من أجود الأنواع، إلا أن احتمال أن يقدم لحوماً من هذا النوع كبير جداً.