أنهى فريق جراحي في مستشفى د. سليمان الحبيب التخصصي معاناة مريضة ثلاثينية من ورم نادر وضخم خلف المستقيم، إذ وصل حجمه إلى نحو 15×20 سم مما تسبب لها في مشكلات متعددة منها ثقل في الحوض مع متاعب شديدة عند الحمل وصعوبة بالغة في مزاولة حياتها اليومية، هذا ما ذكره الدكتور خيَّال الخيَّال استشاري جراحة القولون والمستقيم والجراحة العامة في المستشفى الحاصل على زمالة الكلية الملكية الكندية. الذي أوضح أن المريضة راجعت المستشفى وهي تشكو من مضاعفات عدة في منطقة الحوض مع الإشارة إلى أنها كانت مصابة بورم سابق وأجريت لها عملية جراحية قبل عشر سنوات لاستئصاله، مشيراً إلى أن المريضة خضعت لعدد من الفحوصات الدقيقة منها التصوير بالأشعة المقطعيةCT Scan والرنين المغناطيسي MRI، إذ أوضحت تلك الفحوصات وجود ورم كيسي ضخم خلف المستقيم يبدأ من أعلى الحوض ويمتد للأسفل حتى جانب فتحة الشرج، ورصدت الأشعة التشخيصية وجود أورام متبقية من العملية السابقة تحت هذا الورم. وتابع الدكتور الخيَّال بقوله: شكَّلنا فريقاً جراحياً متخصصاً لدراسة الحلول الجراحية وخطوات العملية، ومن ثم تم تجهيز المريضة وإجراء جراحة نوعيَّة بطريقة مزدوجة «أي من البطن والظهر»، ولله الحمد فقد تمكن الفريق من استئصال الورم والأورام المتبقية السابقة ككتلة واحدة. وعن حالة المريضة، قال إنها غادرت المستشفى وهي في أفضل حال. وأكد استشاري جراحة القولون في المستشفى أن هذا الورم يعتبر من الأورام النادرة جداً ويعرف طبياً بالكيسة الجلدانية (dermoid chst)، وهو يحتوي بداخله على سائل أصفر يميل إلى اللون الأخضر، مع وجود كتل شحمية وشعر، وفي بعض الأحيان يوجد عظام صغيرة أو أسنان، ونوه د. الخيّال إلى أن هذا الورم يعد من التشوهات الخلقية النادرة التي تبدأ منذ الولادة وينتج عن عدم اكتمال إغلاق القناة الجلدية (ectodermal tube) عند الجنين في بطن الأم بحيث يكون داخل هذا الكيس خلايا جلدية وغدد دهنية مما ينتج عنه نبت شعر وعظم وخلايا دهنية داخله، ومع نمو الإنسان ينمو هذا الورم مما يسبب أعراضاً ضاغطة تؤثر على الأعضاء الأخرى تماماً مثل ما حدث مع هذه السيدة، مشيراً إلى أن علاج مثل تلك الأورام يتطلب دقة بالغة في التشخيص.