قضى الجيش الباكستاني على الملا مصطفى إلياس الملقب بالملا منان شقيق عمر منصور العقل المدبر للعملية الإرهابية التي استهدفت المدرسة العسكرية بمدينة بشاور مؤخراً والتي راح ضحيتها 144 شخصاً من بينهم 132 طفلاً. وأوضح بيان رسمي صادر عن مكتب العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية، بأن الملا إلياس قتل في مواجهة مسلحة دارت بين القوات المسلحة وبين مجموعة إرهابية في قرية غوجر بمنطقة متني المجاورة لمدينة بشاور عاصمة إقليم خيبربختونخواه شمال غرب باكستان، والتي أدت إلى مقتل خمسة عناصر إرهابية من حركة طالبان الباكستانية بمن فيهم الملا مصطفى إلياس. بينما أصيب رجلين من أفراد الجيش الباكستاني بجروح. من جهة أخرى قامت السلطات الباكستانية بتنفيذ حكم الإعدام على اثنين كبار الإرهابيين من المحتجزين لديها منذ سنوات، وهما كل من الدكتور عثمان المتورط في محاولة تفجير موكب الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال المتقاعد برويز مشرف في عام 2009 وأرشد مهربان المتورط في استهداف المقر الرئيسي للقوات المسلحة بمدينة راولبندي في نفس العام. وذلك تنفيذاً للقرار الذي اعتمده رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مؤخراً بشأن إلغاء الحظر المفروض على عقوبة الإعدام في باكستان، وذلك تمهيداً لإعدام كافة الإرهابيين المحكوم عليهم بالسجن في باكستان والذين يزيد عددهم عن سبعة آلاف إرهابي. وإلى جانب العمليات العسكرية التي تجريها القوات المسلحة الباكستانية في مقاطعة وزيرستان الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستانوأفغانستان منذ 15 يونيو الماضي. شنت طائرة أمريكية بدون طيار غارة جوية استهدفت خلالها خلية إرهابية في منطقة «دته خيل» بمقاطعة وزيرستان الشمالية، مما أدى إلى مقتل 6 من العناصر الإرهابية وتدمير المبنى الذي كانوا يختبئون بداخلة. يذكر أن السلطات الباكستانية كانت قد قامت بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية والأمنية ضد العناصر الإرهابية ما بعد الهجوم الذي شنته حركة طالبان الباكستانية على المدرسة العسكرية بمدينة بشاور. هذا وقد أكد رئيس الوزراء نواز شريف بأن العمليات العسكرية والأمنية ستبقى مستمرة في باكستان إلى غاية القضاء على آخر إرهابي. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها لوسائل الإعلام الباكستانية والدولية في إسلام آباد. وفي هذه الأثناء كشف مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية والأمن الوطني سرتاج عزيز بأن باكستانوأفغانستان قد اتفقتا على إجراء عمليات عسكرية مشتركة على الحدود المتصلة ما بينهما، وذلك للقضاء على العناصر الإرهابية التي تنشط في المنطقة الحدودية التي تتخذها حركة طالبان الباكستانية والتنظيمات الإرهابية الأخرى ملاذاً لها. وقال سرتاج عزيز في تصريحات صحفية أدلى بها في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. بأن القضاء على المليشيات الإرهابية النشطة على جانبي الحدود الباكستانية الأفغانية المشتركة أمر ضروري للغاية خصوصاً بعد قيام حركة طالبان بقتل العشرات من الأطفال الأبرياء في العملية الإرهابية التي شنتها على المدرسة العسكرية بمدينة بشاور مؤخراً. وأوضح عزيز بأن الجانب الأفغاني قد أكد لباكستان تعاونه في القضاء على الإرهاب. هذا وقد جاءت تصريحات عزيز ما بعد الزيارة الطارئة التي قام بها قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف إلى أفغانستان فور هجوم مدرسة بشاور، والتي التقى خلالها بالرئيس الأفغاني أشرف غني وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والأفغان للبحث عن حل للمليشيات الطالبانية التي تتنقل بين الحدود الباكستانية الأفغانية المشتركة. وأضاف بأنه قد تم تشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الباكستاني على الخط الفاصل بين باكستانوأفغانستان للحد من تسلل الإرهابيين من أفغانستان إلى باكستان لتنفيذ العمليات الإرهابية.