مرّ العالم العربي في ماضيه بقفزات غير متوقعة.. كانت القبائل قبل الإسلام تعيش في وحدانية وجود معزولة عن أي مجتمع آخر.. لأنها في نفس الوقت عاجزة عن التعامل مع أي واقع آخر.. كانت هناك طرافة في نوعية التواجد. ففي واقع وجود دولتين شمالها شرقاً قبل تواجد الإسلام برزت دولة بقدراتها وامتداد نفوذها كأنها روسيا الحاضر.. وكانت دولة أوروبية غرباً تمارس دور سيادة وكأنها أمريكا الحاضر.. ولأن العرب لم يكن يهمهم من هو في الشرق وكذا من هو في الغرب، وتوجد رعاية أجنبية لقبيلة تحمي المدخل الشرقي كانت هناك أيضاً قبيلة تحمي مدخل الشمال الغربي.. ربما أن كثيرين في داخل تواجد السيادة القبلية لم يكن يهمهم أحد، من هو سيد الشرق ومن هو سيد الغرب.. ونعرف أن امرأَ القيس عاد من الغرب وكأنه يؤدي دور الوفاة دون أن يعلم عن سبب المرض وقد تم زمن الوفاة حيث خرج من الحياة وهو في طريق العودة.. أتى الإسلام ونقل العرب بشكل مذهل، وتواجدت قدرات تمتلئ بالكفاءة وتمتلئ بتوافد المعلومات وتوافد قدرات المعرفة عبر زمن لم يكن بالطويل.. مثلاً عصر عمر بن الخطاب.. هل كان من الممكن أن يكون لضخامته وجزالة العقل والأفكار والقدرات أي واقع قبل ذلك أو بعد ذلك؟.. الذي حدث بعد ذلك أن العرب أساءوا إلى أنفسهم بأنهم لم يكتفوا بالدين كعبادة وإصلاح واستقامة سلوك، وإنما وجد من بذلوا جهودهم كي تتحول الأفكار إلى مساعي سيادة خاصة.. من غرائب ما حدث بعد ذلك بمئات الأعوام هو أنه داخل الحضور الإسلامي نشأ تواجد لحزبية عرفت باسم «الإخوان» بين مسلمين آخرين لم يفهم أحد لماذا لم تشملهم الإخوانية ولماذا تحول السكان في أي دولة تواجدت فيها هذه الإخوانية إلى أصحاب اختلاف ديني مع أي مسلمين آخرين وليس مع أي ديانة أخرى.. مع أنه شرعاً لا يجوز أن تتصارع الديانات ما لم تكن هناك أسباب دينية وموضوعية.. لكن ما حدث هو أنها مُورست عمليات قتل سرية تأتي ضد مسلمين من فئة أخرى باعتبار أن من هو «إخوان» هو صاحب إسلام خاص ويعتبر الخلاف معبراً مقبولاً نحو شرعية تعطي أهمية نوعية اعتراض وأهمية رفض لكل آخرين.. أليس هذا تخلفاً؟.. ألم ينحدر العالم العربي في واقع حاضره داخل قسوة صراعات بين مسلم وآخر.. بين إخواني أو "داعش".. أو حوثيين أو قاعدة؟.. لمراسلة الكاتب: [email protected]