يتلقى المسافر عادة إلى خارج بلده نصائح من الأصدقاء والمجربين تساعده على تجنب الغش والسرقات والمخاطر بشكل عام. ومن هذه النصائح عدم الظهور بمظهر يلفت النظر ويغري بالسرقة، وتجنب السؤال عن أماكن معينة، وإعطاء مؤشرات تدل على أنك أجنبي وضائع. ومن أحد الأخطاء السفر برفقة العاملة المنزلية أو مجموعة مرافقة تلفت النظر الى المسافر وتعرضه للمخاطر حيث تكون حالته كمن يعلن عن نفسه وإن كان لا يقصد ذلك. وفي بعض الدول توجد عصابات متخصصة وذات خبرة في الملاحقة والسرقة وقد تجد من يتعاون معها من المجموعة المرافقة في خيانة يجر اليها الطمع. إن توجيه النصائح للمسافر عملية سهلة، وعلينا أن نتذكر أن لكل مسافر ظروفه الخاصة فليس كل إنسان يستمتع بالسفر لوحده، وبعض المسافرين يميلون للمغامرة والاكتشاف ولا يقيدون أنفسهم بالمحاذير لأنها تفقدهم المتعة. ويلاحظ أن بعض المسافرين والمبتعثين يعرضون أنفسهم للخطر بسبب مظهرهم ومقتنياتهم والاهتمام بشكليات ضررها أكثر من نفعها، خاصة بالنسبة لغير المضطرين لذلك. بعض المبتعثين يملكون المملكة الثالث عربياً وال 55 عالمياً في مؤشر مدركات الفساد فخمة وهذا خطأ تربوي وخطر أمني. في بعض الدول التي تتوفر فيها شبكة مواصلات عامة متنوعة، قد يكون من الأفضل الاستغناء عن السيارة الخاصة. البس جينز واركب الحافلة أو قطار الانفاق وسوف تكتشف ايجابيات لم تكن تتوقعها أهمها أنك تتعرف على الواقع وعلى الناس والظروف الحياتية المحيطة بهم. السيارة الخاصة تجعلك منعزلاً، بعيداً عن واقع البلد. فمن إيجابيات الجينز الحماية من الاستغلال، ومن المعروف أن بعض المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية تضع أسعاراً خاصة بجنسيات معينة، فتصنف الأسعار بطريقة غير رسمية وغير مكتوبة حسب الجنسية. وبعضنا مع الأسف يقبل بهذا التصنيف من باب المباهاة أو التميز. ومن إيجابيات الجينز أيضا أنه مثل الشماغ قوي ويتحمل، كما أنه لا يشكل عبئاً بالنسبة لحقيبة السفر إذ يكفي اثنان أو ثلاثة من بنطلونات الجينز لرحلة لمدة أسبوعين على سبيل المثال. ستكون حقيبتك صغيرة تأخذها معك داخل الطائرة ولا تضطر للوقوف في المطار أمام سير الحقائب انتظاراً للحقيبة. هنا أسترجع من الذاكرة رحلة عمل مع بعض الزملاء إلى أمريكا، وقد سرقت الحقيبة اليدوية لأحد الزملاء وهو واقف أمام سير الحقائب ينتظر الحقيبة الكبيرة، فقد كانت تركيزه على السير وقام اللص بسحب الحقيبة الصغيرة من الخلف حيث كان زميلنا يضعها بين رجلية. طبعاً ليست الحقيبة الكبيرة هي السبب ولكن ربما كان اللبس الرسمي ونوع الحقيبة الصغيرة هي التي جذبت اللص الذي يبدو من فعلته أنه صاحب خبرة. حاليا أصبح كثير من المسافرين يفضل أن تكون حقيبته صغيرة الحجم حيث لم يعد هناك حاجة للكاش أو الترافل شيك وكل احتياجات المسافر موجودة في محفظته وجواله وكمبيوتره. ولهذا ظهرت سرقات من نوع آخر تتمثل في النصب والاحتيال. ونلاحظ في بعض الدول من يستهدف السعوديين بالبرامج والمشاريع الاستثمارية الوهمية وقد يبدأ هذا الاستهداف منذ لحظة الوصول الى المطار. وعلى المسافر الحذر من الذين يعرضون الخدمات في المطار بطريقة تثير علامات الشك. السفر فن ومتعة وتجارب وثقافة وكل هذه الفوائد تنقلب إلى عذاب إذا فقد الأمن والثقة. والمسافر تقع عليه مسؤولية كبيرة في التخطيط واختيار السكن المناسب والبرامج المناسبة، ومن أهم المسؤوليات حماية الأطفال من الضياع والمخاطر، وعدم الاعتماد الكلي على العاملة المنزلية إذا كانت مرافقة للعائلة. سافر.. ولكن البس الجينز واركب الحافلة، ثم أخبرنا عن تجربتك.
