حذر إعلامي سعودي من خطورة القنوات الفضائية على الأبناء كون الفضائيات تساهم في صناعة عقول مغلفة بسبب دورها السلبي في انقطاع التواصل بين أفراد المجتمع إلى جانب تأثير هذه الوسائل في تشكيل عقول الأبناء. وكشف الإعلامي الدكتور فهد بن عبدالعزيز السنيدي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود خلال مشاركته بندوة بعنوان "الحوار مع الأبناء تشكيل السلوك" ضمن فعاليات الملتقى التربوي الثاني لأولياء الأمور تحت شعار "فلنتحاور مع أبنائنا" والتي أقيمت بقاعة الشيخ إسماعيل أبوداود بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بأن 95% من الأباء ينهون التفاوض والحوار مع أبنائهم بالإكراه، في حين أن 30% ينسحبون أو يرضحون، و11% يتفاوضون بالطريقة الصحيحة فقط، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بالحوار مع الأبناء كونه سلوك حضاري راقي وأن المجتمعات الأقل حوارا هي الأقل حضارة، فضلاً عن كونه يصنع التواصل والألفة والتفاهم وغرس القيم والأخلاق وهو نماء ووقاية وعلاج أيضاً. وانتقد د. السنيدي إغلاق باب الحوار في المحاضن التربوية مطالباً بإفساح المجال للطلاب في مختلف المراحل التعليمية للحوار، مشيراً إلى إحصائيات تفيد بأنه إذا تخرج الشاب العربي من الثانوية يكون قد أمضى أمام الشاشة ما يعادل 22 ألف ساعة في المقابل يكون قد أمضى في مقاعد الدراسة ما يقارب 14 ألف ساعة/ أما في الجامعة فيكون أمضى أمام الشاشة أكثر من ألف ساعة بينما في الدراسة (600 ساعة). وطالب د. فهد السنيدي الآباء والأمهات بإدراك أهمية الحوار مع الأبناء وأن قوموا بتنمية هذه المهارة، مشيراً إلى أن تحاورنا مع أبنائنا سينصنع شخصياتهم المتميزة.. وأوضح بأن الحوار الأسري هو تفاعل بين الآباء والأولاد عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة، لخلق التواصل والألفة والتفهم , وغرس القيم والأخلاق , وحل المشكلات , والإجابة على التساؤلات , والأمور الطارئة. وحذر د. فهد أولياء الأمور من أسباب غياب الحوار والتي تتمثل في انشغال الوالدين أو أحدهما عن الأولاد بعمله، والانشغال بالفضائيات والكمبيوتر والإنترنت والألعاب، وفقدان الوازع الديني، وعدم القدرة على الحوار والاتصال، وكثرة الخروج من المنزل وخصوصاً إلى الاستراحات والديوانيات، فضلاً عن الانشغال بالأعمال المسائية كالتجارة وحضور المناسبات الاجتماعية، مسرداً تحذير علماء النفس بأن انقطاع الحوار في الأسرة يولد حياة خالية من الحب, ويؤدي إلى الانزواء والعزوف, وأمراض نفسية خطيرة , وتصدع أسري, وعدم الشعور بالمسئولية. وعدد د. السنيدي نتائج غياب الحوار مع الأبناء والتي تتمثل في ضعف التواصل بين الأبناء ووالديهم، وبحث الأبناء عن البدائل خارج الأسرة، وقصور الثقة في النفس لدى الأبناء، تنشئة الأبناء على عدم تقبل الحوار، وزرع العدوانية في نفوس الأبناء، وضعف الأنشطة الجماعية بين أفراد الأسرة، وأخيراً الشعور بالعزلة والرفض والفشل والدونية.. في حين أن هناك نتائج سلبية تؤثر على الفتيات بوجه خاص منها الفراغ العاطفي، وفقدان الفتاة لمهارة الحوار، والفشل في التواصل مع الآخرين، وضعف التعبير عن الذات، والثقة في من ليسوا أهلاَ لها، وسهولة التأثر بما حولها، والإحساس بالقصور، والشعور بالكدر والغيظ، وأخيراً الحزن والكآبة والقلق والخوف. جدير بالذكر أن الملتقى التربوي لأولياء الأمور والذي نظمه مكتب اقرأ للاستشارات التعليمية والتربوية بالتعاون مع أمانة المجلس الفرعي بجدة لجمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكةالمكرمة والغرفة التجارية الصناعية بجدة تناول أهمية الحوار مع الأطفال في سن مبكرة وتأهيل الأطفال على النقاش والحوار والصراحة من خلال جملة من المحاور والعناوين الهامة التي تخاطب أولياء الأمور وهدف الملتقى لنشر ثقافة الحوار وتأصيله داخل الأسرة باعتبار أن ذلك سيعمل على تحقيق السعادة بمفهومها الشامل بإذن الله تعالى، فضلاً عن سعيه لإكساب أفراد الأسرة مهارات الحوار الأسري أسوة بالهدي النبوي وإتقان مهارة الحوار بأسلوب سهل وميسر وفعال وايجابي يخاطب جميع الآباء والأمهات على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية.