المواطن رقم واحد : يعلم أن له حق يجب المطالبة به ، لكن الدعاية للموظفين الجبابرة بأنهم هم من يحلون ويربطون والويل لك إن أغضبت أحدهم ، لا تلومن إلا نفسك حينما يضع معاملتك في الدرج عدة سنوات ، جعلته يكتفي بالمطالبة السلمية وأحيانا بالملاطفة واللين .. ويستمر على ذلك صابراً محتسباً خمسة أشهر ، كل يوم يذهب لتلك الإدارة قبل إقفال الدوام ويرجع بعد انصراف الموظفين . يجلس يستدر عطف الموظف بإنهاء معاملته والموظف يقول الكلمة التي حفظها البنقلاديشي قبل السعودي : راجعنا بكرا وبعد الخمسة أشهر ينتبه الموظف لوجود المواطن الذي صار وجهه ليس مألوفا فقط بل كأنه أحد أفراد عائلة الموظف ، يتنبه لوجوده ! ويشفق عليه بأنه أتعبه كثيرا بكثرة الترداد والمعاودة والمراجعة .. جاء الفرج ! وظفر المواطن بأجر الصبر على المصائب والبلايا وأمسك الموظف المعاملة ووقع ووجهها للموظف الذي بعده أفا ياذا العلم ، يعني ما خلصنا ! خمس شهور ثانية المواطن رقم اثنين : يعلم أن له حق يجب المطالبة به ، وهو حق مشروع لكنه إذا قال له الموظف : راجعنا بكرا أخذ يسأله : بكرا ليش ؟ ورا ما تخلصها لنا اليوم ويرد الموظف : المعاملة ميبعندي ، عند زميلي المجاز لكن بساعدك بس يدير ظهره ولايرجع إلا بعد أسبوع لانشغالاته ولظنه أن الموظفين أفاكين ولايستحقون المكان الذي هم يشغلونه ومديرهم ضعيف ويجب أن يحاسب موظفيه على تقصيرهم ويحاسب هو من قبل المسؤولين الكبار في الوزارة أو يستبدل بمدير كفء للإدارة ويعود لمنزله ساخطا على كل شيء حتى القطة السائرة في الشارع ويتمنى الهجرة لأي بلد يحترم الإنسان وتسهل أمور حياته اليومية المواطن رقم اثنين ، لم تنتهي معاملته إلا بعد سنتين أو أربع المواطن رقم ثلاثة : يعلم أن له حق يجب المطالبة به ، ويعرف الأنظمة والقرارات والتعميمات جيداً ، ويعلم حقوقه الكاملة كمواطن ويحترم النظام ويعلم واجباته تجاه وطنه معرفة تامة ، إلا أنه يأتي ويراجع في معاملاته ، ويلجم الموظف بالنظام وما يترتب على الموظف عند تأخير المعاملة أو التهاون في ذلك ويسمعه : تنص المادة كذا من نظام كذا على كذا ، فإما أن تنهي المعاملة وإما .. ويرد الموظف المعتاد على الصفة السائدة في المواطن العربي الذي (يأخذها من قاصرها) ويخرج : ايش تبي تسوي إذا ما خلصنا المعاملة ؟! المواطن : الشكوى للمسؤولين ، البرقية ، الصحافة ، قضية ، وإلا أقول ، ما ينهيها بسرعة إلا الإعلام ويرفع جواله ليتصل ثم يقفز الموظف من مكانه ليهدئ المواطن : نمزح معك يا شيخ .. المواطن رقم ثلاثة أنهى معاملته في نفس اليوم ! المواطن رقم أربعة : يعلم أن له حق في أشياء وليس له حق في أشياء أخرى يجب الحصول عليها هذا المواطن يحمل فيتاميناته معه حيثما كان يستند إلى أصحاب البشوت ينهي أعماله باتصال يعمل الموظف عنده بسبب نفوذه مستبد أكثر من فرعون ينظر إلى الناس كأنه ينظر لذباب لكن العجيب أنه يخرج في القنوات يبتسم ويقول : أنا أحب الناس ! المواطن رقم خمسة : ولد ومعلقة الذهب في فمه .. حمود الباشان [email protected]