ينتخب مجلس النواب اللبناني غداً الأحد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً للجمهورية اللبنانية وذلك تتويجاً للاتفاق الذي وقعته الأكثرية والمعارضة يوم الأربعاء الماضي في الدوحة برعاية جامعة الدول العربية. يحتل قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الذي من المقرر أن يتم اختياره رئيساً للجمهورية اللبنانية غداً بعد اتفاق الفرقاء اللبنانيين الرقم الثاني عشر في سلسلة رؤساء الجمهورية اللبنانية منذ إعلان استقلال لبنان كما يعد سليمان أيضاً الشخصية العسكرية الثالثة التي تولت هذا المنصب بعد توليها قيادة الجيش اللبناني. وحظي سليمان بتوافق الفرقاء اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم السياسية سواء من فريق الموالاة أو المعارضة نظراً لمواقفه المنحازة لصالح لبنان الوطن إلى جانب حرصه على تجنيب الجيش اللبناني الدخول في متاهات التشرذم السياسي لهذا الفريق أو ذاك حيث بدأ حرصه حتى في أصعب المواقف التي مر بها لبنان وتعرض لها الجيش على أن يكون الجيش بمنأى عن التجاذبات السياسية والحزبية كما ناشد القيادات السياسية عدة مرات بضرورة الحرص على تجنيب الجيش الدخول في هذه الدهاليز. والعماد سليمان من مواليد بلدة عمشيت في شمال لبنان عام 1948م وهو متزوج من السيدة وفاء سليمان وله ثلاثة أولاد. وابنه الأكبر يقيم بإحدى دول الخليج. وتخرج سليمان من الكلية العسكرية برتبة ملازم عام 1970 ويحمل اجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية ويتقن اللغتين الانجليزية والفرنسية. وقبل أن يتسلم العماد ميشال سليمان قيادة الجيش اللبناني في 21 ديسمبر 1998م تدرج خلال خدمته العسكرية من آمر فصيلة مشاة وقائد كتيبة ومدرب في الكلية الحربية. وعين في عام 1990 رئيساً لفرع مخابرات جبل لبنان واستمر في هذا المنصب حتى عام 1991 قبل أن ينتدب لوظيفة أمين الأركان حتى عام 1993 ثم قائداً للواء المشاة الحادي عشر اعتباراً من عام 1993 وحتى عام 1996 حيث تخلل هذه الفترة مواجهات عنيفة على جبهة البقاع الغربي والجنوب مع قوات الاحتلال الاسرائيلي. عين العماد سليمان بعد ذلك قائداً للواء المشاة السادس واستمر بقيادته حتى عام 1998 عندما عين قائداً للجيش. وحصل على دورات عسكرية في بلجيكا وتقنيات عمل الأركان في فرنسا ودورة إدارة الموارد الدفاعية في الولاياتالمتحدة. ومن أبرز العمليات العسكرية التي خاضها كشف عدة شبكات ارهابية وتجسس اسرائيلية وآخرها الشبكة التي كشفت خلال عملية (مفاجأة الفجر) الإسرائيلية في عام 2006. كما واجه منظمات ارهابية متطرفة في شمال لبنان مطلع عام 2000 ومهاجمة تنظيم فتح الاسلام في مخيم نهر البارد عام 2007 إلى جانب التصدي للعدو الاسرائيلي ودعم المقاومة حتى تحرير جنوب لبنان عام 2000. وتولى العماد سليمان عملية الانتشار في كافة الأراضي اللبنانية بعد انسحاب الجيش السوري في 26 إبريل 2005 إلى جانب عمليات الانتشار عقب الاضطرابات والاخلال بالأمن خلال عام 2007. كما تولى استكمال وإعادة تنظيم هيكلة الجيش اللبناني بعد تعديل قانون الخدمة الإلزامية وكرس دور الجيش حامياً للديموقراطية وليس جيشاً للسلطة بقمع المعارضين لسياستها بل جيشاً يحفظ أمن المواطن ويحافظ على حقوقه. وقد تجلى دوره الوطني في الحفاظ على أمن المتظاهرين والمؤسسات العامة والخاصة وحرية التعبير طيلة عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وحتى الآن. وأعد العماد سليمان اقتراح خطة انهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان في يوليو 2006 وتضمنت هذه الخطة التخطيط والتحضير لنشر الجيش اللبناني في الجنوب وعلى المعابر البرية والبحرية وبنهاية هذه العملية في الثاني من اكتوبر عام 2006 رفع العلم اللبناني على تلة اللبونة المحاذية للحدود الجنوبية ايذاناً بعودة السيادة إلى جنوب لبنان. هذا وسوف يحضر جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للبنان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وعدد من الوزراء من الدول العربية والأوروبية.