أجرى مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز مؤخرا ثلاث عمليات جراحية لاستئصال أورام سرطانية من الدرجة الأولى والثانية بالثدي لثلاث سيدات في أعمار مختلفة، حيث تم خلالها لأول مرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط استخدام جهاز (Intrabeam) لعلاج الأورام بالأشعة داخل غرفة العمليات بعد عملية الاستئصال مباشرة. من جهته، أكد الدكتور محمود شاهين الأحول عميد كلية الطب أن المركز الطبي في جامعة الملك عبدالعزيز يسعى دائما لتوفير أفضل التقنيات العلاجية لخدمة المواطن من خلال مشاركة الفرق الطبية المختلفة في تبادل الخبرات بينها وبين الفرق المماثلة في جميع دول العالم، والسعي بكل قوة إلى نقل التقنية المتقدمة إلى المملكة للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة. من جانبه، أوضح الدكتور ياسر بهادر، رئيس قسم الأشعة، واستشاري علاج الأورام في المستشفى أن هذا الجهاز الذي تعتبر جامعة المؤسس صاحبة الريادة في الحصول عليه قد ساهم في اختصار فترة العلاج بالأشعة من 4- 6 أسابيع، كانت المريضات تتردد خلالها على المستشفى لتلقي العلاج الإشعاعي، إلى 20 دقيقة بعد العملية، مما يوفر عليهن الوقت والجهد والمال لا سيما القادمات من خارج منطقة جدة، فضلا على المساهمة في تحسين الحالة النفسية لهن. وأشار إلى أن الجامعة حصلت وتمكنت من استخدام هذا الجهاز الذي تم ابتكاره عام 2000م بعد أن ثبتت فعاليته في السيطرة على الورم بنسبة 98%، مضيفا أن هناك ما يقرب من 2000 سيدة قد تم علاجها من خلاله عبر مناطق مختلفة من العالم، لافتا إلى استخدامه في أوروبا وأمريكا وكندا، مشيرا إلى إجراء دراسة عليه في 23 مركزا طبيا يستخدم بها أثبتت تفوقه على الطريقة التقليدية. وذكر أن العمليات الثلاث قد تم إجراؤها بواسطة طاقم طبي سعودي مكون من الأستاذ الدكتور عدنان مرداد، الدكتورة فاطمة الثبيتي، والدكتورة زهور الغيثي، متوقعا أن يحدث ذلك الجهاز نقلة نوعية في علاج مرضى سرطان الثدي من الدرجة الأولى والثانية، كما يمكن استخدامه أيضا لعلاج الحالات المتقدمة بعد تقليل حجم الورم بالعلاج الكيماوي. وقال يعتمد العلاج الناجح لأورام الثدي على التشخيص المبكر، ويشكل فحص الثدي بأشعة الماموجرام دوراً كبيراً فيه، حيث ينجح في تشخيص أكثر من 90% من أورام الثدي، ويمكن اكتشاف أورام داخل نسيج الثدي قبل الإحساس به بسنتين، كذلك يمكن الاستعانة بفحص الموجات فوق الصوتية أو أخذ عينة منه وفحصها بواسطة الميكروسكوب لاكتشاف الخلايا الخبيثة. وأفاد بأن سرطان الثدي يعد ثاني سبب رئيسي لوفيات السرطان في النساء (بعد سرطان الرئة)، حيث يشكل نسبة 28% من إجمالي حالات السرطان المكتشفة حول العالم، مشددا على أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي، مشيرا إلى أن ما نسبته 20% من حالات الإصابة في المملكة، التي تصل إلى حوالي 1500 حالة سنويا، يتم اكتشافها مبكرا، مؤملا أن تزداد تلك النسبة للتمكن من القضاء على ذلك المرض، خاصة أن هناك 700 حالة من الحالات المسجلة تكون إصابتها في المراحل الأولى، التي يمكن علاجها. وذكر أن الاكتشاف والعلاج المبكر لسرطان الثدي يقلّل نسبة الوفيات به، حيث إن الأورام تكتشف غالباً صغيرة وفي حالات مبكرة؛ قبل التفشي لبقية أجزاء الجسم، وبالتالي يسهل السيطرة على المرض ومضاعفاته، مبينا أن الاكتشاف المبكر يتم عن طريق فحص الثدي بانتظام، ناصحا بإجراء فحوصات ذاتية للثدي شهريًا، مؤكدا على أهمية إجراء أشعة الثدي الماموجرام بعد سن الأربعين.