يجيء العيد فينسى الناس همومهم.. ومشاكلهم وتوترهم.. وينطلقون صوب واحات الفرح.. ترتقى صارية السعد لتتوج الجباه التي أتعبها الركض المحتدم من أجل لقمة العيش.. ومن أجل مواكبة الزحام على الحياة. يجيء العيد فيحاول الناس القفز فوق جراحات خلافاتهم.. واصطداماتهم.. فينطلقون صوب مدن الفرح ويغسلون أزماتهم بالابتسامات.. وتغيير ألوان هتافاتهم.. وتمضي مواكب الانس كأن لا أحد هناك من ينطوي على الهموم.. وتشتد رغبة في الانعتاق من الاكتئاب.. والحزن.. لينطلق يعانق الابتهاج فالدنيا عيد. بعضنا يملك ادوات الحياة السعيدة فهو قادر على ان يوفر لنفسه ولابنائه أياماً حافلة بالمسرات فيملأ العيد أرجاء المكان والزمان.. وعلى الأقل فان الفرح يضمخ القلوب بالابتهاج!!. وبعضنا للأسف يعاني من العوز فلا يقدر سوى على التأمل.. ومحاولة استنطاق الصمت الذي يلفه من كل جانب.. وتنهمر الدموع في الأعماق فكل هذا الجديد .. ولا شيء يملكه سوى عوزه.. وفقره.. وأتراحه!!. السعداء.. هم من يقدرون على النسيان .. فيمسحون دموعهم.. ويضمدون جراحاتهم.. ويسكتون آلامهم.. ويشاركون الناس من حولهم الفرحة بالعيد ويرددون: الليلة عيد.. ع الدنيا سعيد. ويكتفي أطفالهم بأقل الألعاب.. وبأقل الدوافع للشعور السعيد.. فتتوارى أناتهم.. وتشرق أفراحهم!!. ويكسب ابداً.. الأوفياء.. الذين ينطلقون بحرص كبير على إعلان المؤازرة.. والمعاضدة.. ويرشون الرضا على وجنات من أدمتهم الوحدة.. وعذابات الحاجة!!. ويظل المهم ان نحرص على نصاعة قلوبنا.. كما نحرص على نصاعة ابتهاجنا.. فالفرح هو أن نكون الأقدر على تحقيق نصاعة دواخلنا.. ننقيها من الحقد.. والحسد.. والاحتدام.. ونعلن الحب على كل أشيائنا.. على الدنيا.. والناس.. ونزدهي بتعاملنا بنزاهة العمل الإنساني الراقي. فالعيد فرصة غالية لنراجع حساباتنا.. ولنصفي خلافاتنا.. وننسى الصراعات.. والازمات.. والصدامات فنكون مثل الجسد الواحد. دعونا نهتم بالكلمة الطيبة مثلما نهتم بحلوى العيد.. ونحرص على مسيرة الخير في نفوسنا لتبقى قناديل المعاضدة شامخة تعلن عن وفاء الانسان.. للانسان. وكل عام وابتسامتكم بخير. آخر المشوار قال الشاعر: والأفق يشتف من عينيك روعته ويرقص الكون.. والابصار تنبهر لو تضحكين.. يحن الناي والوتر ويهطل الطل حتى يورق الحجر