أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن من صفات المسلم حب الخير لنفسه وحب الخير لإخوانه المسلمين.. قال الله تعالى “ والعصر إن الإنسان لفي خسر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ “. وقال إن منهج المسلم في حياته يتمثل في دعوته للحق والحث على الصبر ، وإن حق المسلم لنفسه ولأمته ولإخوانه المسلمين أن يكون داعياً للحق وموجهاً لهم ومربيا ًوناصحاً ، آمراً بالخير ناهياً عن الشر مبيناً أن دعوة المسلم إلى الخير والحث عليه واجب على كل مسلم. وأضاف سماحته في كلمة توجيهيه ألقاها في الحفل الختامي لبرامج إدارة التوعية الإسلامية بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف للعام الدراسي 1430 / 1431 ه وتدشين انطلاقة الأندية والمدارس الصيفية الذي أقيم مساء أمس الاول على مسرح إدارة النشاط الطلابي بقوله // إن شبابنا أمانة في أعناقنا ، ونحن مسؤولون عنهم أمام الله بتعليمهم وتربيتهم فالأمانة ثقيلة والمسئولية كبيرة //. وأكد سماحته أن تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الصالحة والأخذ بأيديهم لما فيه خير في حاضرهم ومستقبلهم أمر مهم وعمل كبير ، مشدداً على عدم ترك هذا النشء وما يهوى حتى لا تختطفه شياطين الإنس والجن وتصده عن طريق الله المستقيم وتغير فطرته وتبقيه عبئاً على الإسلام وأهله وتزين له الباطل وتحسن له القبيح وتدعوه إلى الرذائل وفعل المنكرات والصد عن سبيل الله. وقال سماحته // إن الشباب ثروة لاتقدر بثمن لأن هذا النشء متى ماصلح وأستصلح وربي ووجه وسار على الطريق المستقيم فالأمة تنال خيرا وتطمئن في حاضرها ولمستقبلها بشبابها الواعي الذي يحمل فكراً سليما ًورأياً سديداً وخلقاً حسنا واتجاها سليماً ونفساً طيبة فيها الخير والصلاح والهدى//. وأبان أن المراكز والمنتديات الصيفية خير معين للجميع على احتواء الشباب داعيا ً الجميع إلى برامج هادفة وخطة طيبة والى إعداد منهجاً تسير عليه، يتولى الإشراف عليها نخبة من المعلمين الذين يوثق بهم ليقدموا للشباب رؤية صادقة وتصوراً سليما ً وقدوة صالحة وتربية سليمة تتسع بها آفاقهم ومداركهم ويستفيدون الخير والصلاح والهدى. وأكد أن عشرات الالآف من الشباب الذين ستحتويهم هذه المراكز والمدارس الصيفية بالطائف البالغ عددها 23 مركزاً ومدرسة خلال شهري شعبان ورمضان سيرى الجميع منهم نشاطاً متواصلاً وقدرة في تقديم العلوم النافعة ،وأهداف ومسابقات تشحذ الهمم وتقوي العزائم ،وحفظ شيء من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن أدب العرب وسيرة من سير الماضين، وآدابا وأخلاقاً وسلوكاً ليكونوا عند مستوى المسئولية ، وليأتوا المستقبل وهم يحملون خلقا ً طيباً وتوجهاً سليما ً ينتفع به زملاؤهم وينتفعون بأنفسهم. وأضاف سماحته // لقد شاركنا في هذه المراكز منذ سنوات في هذا البلد المبارك ورأينا شي يسر وشيئاً يعتز به المسلم عندما نرى من هؤلاء الشباب ثلة خيرة تتسابق وتتفانا فيما يعود بالنفع والخير، إننا أمام تحديات عظيمة أمام بعض القنوات الفضائية بما فيها من انحلالية أو إنحرافية عقدية وأمام مواقع النت وأمام رسائل الجوال وغيره ، فإذا استطعنا أن نوجه الشباب التوجيه السليم نحذرهم من الانحراف ونرسم لهم كيف يستفيدون من القنوات والمواقع ، وكيف يستفيدون ، ومتى تكون الفائدة ومتى تكون المفسدة ، نستطيع أن نرسم في نفوسهم أمراً مهماً ليميزوا بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال // و قال // إن هذه التوجيهات لا تنال بضرب ولا بضغوط ولكن باحتواء وخلق كريم وسيرة فاضلة وتعاون الآباء والأمهات مع المعلمين والمعلمات وتعاون مشترك وتفاعل مع بعضهم البعض لتؤدي هذه المراكز أهدافها وغرضها وتنير الطريق وترسم الخطة المستقيمة لشبابنا الذين هم أغلى عندنا من كل شيء ، إننا نريد تزكية شبابنا واحتوائهم ، فعليكم معشر المعلمين بتقوى الله وأن تنظروا لهم نظرتكم لأبنائكم فأنتم في منزلة الآباء ربوا وعلموا وأحسنوا الاختيار وشجعوا النشيط وقووا من كان كسلاناً بإكرامه والرفع من منزلته لعله أن يشعر بمسئوليته فينافس من كان فوقه //. و بين سماحته أنه يراد لهذه المراكز الصيفية خطة تربوية سلوكية أخلاقية علمية حتى تسير على هدف ، وان لا تكون نقطة تجمع وأكل وشرب وقيل وقال ، بل تنظيما دقيقاً وساعات محصورة تقسم بين الجد والراحة وبين القوة والنشاط وبين الرفاهية المعقولة التي لا تخرج عن الأدب والشرع والذوق والدين ، وأن تكون تفاعلاً ومسابقات وحيوية تبعث النشاط وتقوي العزائم وتنطلق العقول النيرة لتبدع وتظهر ما في الخير والصلاح. وعد سماحته هذه المراكز فرصة ثمينة للعمل النافع الذي يؤدي غرضه مؤكداً وقوفه مع هذه المراكز والتحدث مع القائمين عليها ومشاركتهم في مسابقاتهم ومنتدياتهم لأن هذا الأمر مهم يسعى له كل مسلم في بلادنا الحبيبة سائلاً الله أن يحفظ على هذا البلد دينه وأمنه واقتصاده ورخائه وقيادته وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني لما فيه خير الإسلام والمسلمين. وكان مدير عام التربية والتعليم للبنين بمحافظة الطائف محمد بن سعيد أبو رأس قد ألقى في بداية الحفل كلمة رحب فيها بسماحة مفتي عام المملكة رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء منوهاً باهتمام وتقدير سماحته للعلم وأهله وتوجيه النشء ومن يقوم بتوجيه على الجادة الصحيحة رعاية واهتماما ووسطية وحباً لهذا البلد وقيادته وأهله. وفي نهاية الحفل تم تكريم الطلاب المتفوقين في مختلف برامج إدارة التوعية الإسلامية.