تستضيف مدينة إسطنبول التركية قمة ثلاثية تجمع رؤساء باكستانوأفغانستان وتركيا تمهيدا لمؤتمر دول الجوار الأفغاني اليوم الثلاثاء وذلك قبل ثلاثة أيام من مؤتمر لندن الدولي الذي سيبحث أيضا الوضع الأمني والسياسي في أفغانستان. فقد ذكرت مصادر إعلامية نقلا عن مصادر تركية أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري عقدوا أمس الاثنين مباحثات ثنائية قبل انضمام نظيرهما التركي عبدالله غل في قمة ثلاثية تتدارس الوضع الأفغاني.وتأتي هذه القمة الثلاثية في أعقاب تقارير أشارت إلى أن أنقرة لعبت في الآونة الأخيرة دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين كابل وإسلام آباد. وتحديدا بشأن المحاولات الرامية لفتح حوار مع حركة طالبان أفغانستان. ونقلت رويترز عن مسؤول تركي لم تحدد هويته أن الجانب التركي سبق أن أجرى اتصالات مع الحكومتين الأفغانية والباكستانية بخصوص هذه المسألة دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية، من المنتظر أن تناقش القمة الثلاثية الوضع الأفغاني وتطوراته الأمنية والسياسية بما في ذلك أسباب الخلاف بين إسلام آباد وكابل إذ تُتهم الأولى -التي لعبت دورا في دعم طالبان خلال تسعينيات القرن الماضي- بالاحتفاظ بأجندة سياسية خاصة بها في الموضوع الأفغاني. وترى الحكومة الأفغانية أن نظيرتها الباكستانية -وعلى الرغم من المواجهات العسكرية الجارية بين الجيش وطالبان باكستان في منطقة القبائل- لا تبدي حماسا كبيرا لمواجهة طالبان الأفغانية لحاجتها إليها في مواجهة الهند ودورها الإقليمي المتنامي في حال انسحاب القوات الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة من أفغانستان. وكان بيان صدر السبت عن وزارة الخارجية الباكستانية قد أكد رغبة إسلام آباد في لعب دور هام في تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان مشيرا إلى إجراء اتصالات بكافة المستويات القيادية في طالبان أفغانستان من أجل تحقيق السلام في المنطقة. ووفقا لبيان صدر أمس الأحد عن وزارة الخارجية التركية، تعتبر القمة التركية الباكستانية الأفغانية تمهيدا لاجتماع دول الجوار الأفغاني في إسطنبول الثلاثاء بمشاركة مسؤولين من إيران والصين وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان بالإضافة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند وبول جونز نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك. يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التقى أمس الأحد -على التوالي- الرئيسين الباكستاني زرداري والأفغاني كرزاي قبل أن يستضيفهما الرئيس غل على مأدبة عشاء رسمية. ويأتي اجتماع دول الجوار الأفغاني قبل ثلاثة أيام من استضافة العاصمة البريطانية مؤتمرا دوليا تشارك فيه جميع الأطراف المعنية بالمسألة الأفغانية لوضع إطار عام يوفر الدعم الكافي لمساعدة الحكومة الأفغانية على تولي مسؤولياتها الأمنية في البلاد تدريجيا. ومن المتوقع أن يعرض كرزاي على المؤتمر خطته للمصالحة الوطنية التي تعتمد على استمالة العناصر الميدانية في حركة طالبان ودمجها في المجتمع المدني عبر توفير فرص العمل والعيش الكريم لها مقابل التخلي عن السلاح.