رعاية المبدعين من الاستراتيجيات التي اولتها القيادة الرشيدة جل اهتمامها وتوجت ذلك بصرح علمي يحمل اسم مؤسس هذه البلاد الطيبة ويمثل هذا الصرح نافذة للموهوبين.. والدولة انشأت صرحاً نفخر به جميعاً ويمثل واجهة مضيئة الا وهي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين هذه المؤسسة اعطت نموذجاً رائعاً ومفهوماً مختلفاً بأن البحث العلمي والاختراع والابداع من اجلهم قامت هذه المنارة التي نعتز بها جميعاً. ولكن تنتابني بين الفينة والأخرى جملة من الاستفهامات والاسئلة حول كثير من المبدعين والموهوبين وضياع حقوقهم العلمية واقصائهم، وفي مساحة مضيئة من الذاكرة استرجعت قصة ذلك المبدع الذي ضاع حقه العلمي وتم تهميشه من قبل احدى الجامعات السعودية وهو يدرس تحت أروقتها، وهذا التهميش كون هذا المبدع جاء اختراعه جديداً ونموذجاً فريداً من الأوراق النقدية. دعوني اتساءل .. لماذا تهمش مثل هذه الاختراعات ومن المسؤول عن هذا الاقصاء، وكأن هؤلاء ليسوا طلبة هنا في جامعاتنا.. وكأنني أقرأ تلك السطور التي كتبها ذلك المبدع بدموعه.. وهو يقول .. ان مسؤولين في الاتحاد الاوروبي عرضوا عليه شراء هذا المشروع عن طريق مكتب الابحاث.. وقال ان اختراعه تم تسجيله في مكتب الدراسات والأبحاث والحماية الفكرية في جامعة برشلونه السؤال الذي يحتاج الى مكاشفة لماذا تغيب الجهات العلمية عن هكذا انجازات وطنية... ماذا نقول للأجيال القادمة.. وكيف سنواجههم، هل تتخيلون اننا بدون ان ندرك نقتل مبدعينا ونؤكد لهم بأننا غير قادرين على أن نسجل براءات اختراعاتهم أو نقدم تهنئة لهم وكثير من تلك النماذج قد قتلت. من الأعماق جدار الصمت ليس حديدياً لا ينهار، وحتى لو كان حديدياً لابد له ان ينهار أمام تدافع وعزيمة وارادة من يريدون اسقاطه حتى يحصلوا على جزء بسيط من تلك الثقافة التي تسمى ثقافة الحقوق .