وصف عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى، والباحث في التراث، الدكتور عدنان الحارثي واقع الآثار حالياً في المملكة بالمبكي. ويرفض الحارثي ربط السياحة بالآثار، ويقول في حوار مع (الندوة) إن هذا الربط خطأ، و الصحيح ربط الآثار بالثقافة. | كيف ترى واقع الآثار في المملكة ؟ || لا يزال مبكيا لأنه ينقصه الكثير من الاهتمام والدعم رغم وجود الإمكانيات التي تساعد على تطور هذا القطاع لان الآثار تحتاج الى خبرات علمية وهذه الخبرات موجودة وبكفاءة عالية في المملكة فلدينا مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والمختصين في هذا الجانب في الجامعات السعودية فهم من القمم والرواد بداية من الأستاذ الدكتور عبدالله الأنصاري لكن هذه الطاقة وهذه الإمكانيات وهذه الكفاءات غير مستخدمة كما ينبغي لخدمة هذا القطاع. الجانب الثاني ان الكثير من المنشآت الاثرية ومقتنياتنا الاثرية بعضها يخضع لنوع من الحماية لكن هنالك أيضاً آثار كثيرة لم تخضع لهذه الحماية وبالتالي هي عرضة للتدمير والاستيلاء. | رؤيتك لآثار مكة التي أزيلت؟ || كنت أتمنى أن يكون هنالك حل آخر يضمن بقاءها والمحافظة عليها لأنها جزء من الهوية الحضارية والثقافية للمملكة العربية السعودية. | وكيف نطورها لتصبح معلماً سياحياً ؟ || بعد إزالتها (قالها ضاحكاً ) أما بالنسبة للآثار الموجودة فهذه مسألة بسيطة هنالك تجارب في الكثير من الدول وحتى الدول العربية قامت بتجارب ناجحة جداً وعلى سبيل المثال جمهورية اليمن حافظت على مدينة صنعاء القديمة ولازالت معلماً سياحياً وحضارياً في غاية الاهمية فأتمنى أن يطبق هذا الأمر على مدينة جدة القديمة وان يتم تدارك هذه المدينة قبل ان نتندم عليها. طمس الآثار | يقول البعض بان طمس هذه الآثار يقلل الخوف من التصرفات الخاطئة ... ما رأيك ؟ || لا أعتقد ذلك لان الجهل مرتبط بالثقافة الدينية والوعي الديني ولا علاقة له بوجود تلك الآثار أو عدمها والجاهل سوف يكشف لنفسه ذريعة ما يمارسه من جهل وبدعة التى لا أصل لها في الدين الإسلامي وبالتالي لا علاقة بالدين بهذه الآثار وكما تعرف بان الآثار هي جزء رمزي وجزء من وعينا بهويتنا الثقافية والحضارية والإبقاء عليها وممارستها أمر في غاية الاهمية وجعل الناس يعرفونها ويناظرونها أيضا أمر في غاية الاهمية كون هنالك بعض الناس يتصرفون بطريقة تخالف الشرع في هذا الجانب فهذا ليس ذنب هذه الاثار وإنما ذنب أولئك الناس الذين يتصرفون بهذه الطريقة. | كيف نعرف الناشئة بهذه المواقع الاثرية ؟ || اعتقد هذا دور وزارة التربية والتعليم والإعلام بكافة انواعه ودور الاسرة أيضا فلابد لهؤلاء ان يتضافروا ويتفاعلوا مع بعضهم البعض لكي نعرف أبناءنا على هذه المواقع وان يزوروا هذه المواقع فمن منا عندما يسافر إلى مكان سواء كان داخل المملكة أو خارجها يأخذ أبناءه إلى متحف ... هذا سؤال في غاية الاهمية فهذا من ناحية الاسرة. أيضا الإعلام عندنا يجب ان يعمل على تعريف الناشئة بتلك الآثار وأهم شيء أن تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل زيارات لأبنائنا في المدارس لتلك المواقع الاثرية لكي يعرفها أبناؤنا الطلاب. تطوير الآثار | هل هنالك أفكار جديد لتطوير المواقع الاثرية لديك ؟ || يجب ان نعقد اتفاقيات مع بعض المتاحف العالمية لكي يبدأ برنامج بحث اثري بالتعاون مع الجهات المختصة بهدف اكتشاف المواقع الاثرية فمعظم المواقع الاثرية لا يمارس بها حفر اثري وهذا شيء سيء جداً. | دفع مبالغ من أجل مشاهد الآثار كيف تراه؟ || بالتأكيد ناحية ايجابية نحن يمكن ان نستثمرها إذا عملت عليها ترميم وان يروا الناس هذه الآثار بصورتها الحقيقية الفعلية فانا اعتقد اننا في هذه الساعة نستطيع ان ننشط السياحة التى تمول مثل هذه الأعمال وربط الآثار بالسياحة فقط خطأ كبير ينبغي ان نربط الآثار بالثقافة لأنها جزء من ثقافة المجتمع وهي مصادر أولية لقراءة التاريخ وهي جزء من الدخل الوطني باستخدام هذه الآثار كمزارات سياحية لأبناء الوطن وخارج الوطن. | يقال ليس هنالك توافق في الرأي بين الباحثين في مجال التاريخ ؟ || هذا شيء طبيعي لا يمكن ان نتوقع في يوم من الأيام هنالك توافق في الرأي وهذا من طبيعة العلم. | ما محور اختلافهم اذاً؟ || كل المحاور سواء كان أحكامهم على بعض المواقع أو لسوء في تفسيرهم لبعض المقتنيات فالاختلاف وارد في كل المجالات وهذا الاختلاف احد عوامل تطوير العلم.