يشهد جناح دارة الملك عبدالعزيز في معرض الكتاب الدولي بالرياض الذي يضم أكثر من 250 إصدارا إقبالا كبيرا من شرائح المجتمع السعودي وزوار المعرض من خارج المملكة. وتجتذب إصدارات الدارة كثير من القراء لأسعارها التشجيعية ، وتنوعها بين الكتب التاريخية والأدبية والدينية التي أصدرتها وأعادت طباعتها والمترجمات لكتب ورسائل ورحلات مستشرقين أثرت تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة ، وكذلك الإصدارات الفيلمية.وصمم جناح الدارة داخل مقر المعرض الجديد على هيئة قصر المربع التاريخي في تناغم بين مضمون وأهداف الجناح وشكله الخارجي ، كما وزعت على جنبات الجناح صورا توثيقية تعبر عن الأنشطة العلمية والميدانية التي قامت بها الدارة ضمن أهدافها لخدمة التاريخ المحلي. وتتيح الدارة في هذا المعرض الفرصة للباحثين والباحثات والمهتمين بالمجال التاريخي الاشتراك في برنامج ( تواصل) الذي يقدم خدمات علمية بربط المشترك بأنشطة الدارة وإصداراتها ومناسباتها العلمية المختلفة على مدار العام. الى ذلك ناقش المحاضرون في محاضرة الملكية الفكرية رؤية مغايرة ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب أمس وأدارها عضو مجلس الشورى الدكتور جبريل العريشي العديد من القضايا والأفكار المتعلقة بالملكية الفكرية سواء على المستويين العربي والعالمي والبداية كانت مع الأستاذ الدكتور حسام الخطيب الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 2002م ، الذي تحدث عن الملكية الفكرية في إطارها الدولي (ويبو) مستعرضاً بدايات انبثاق فكرة الملكية الفكرية عام 1883م ، وذلك لحماية الملكية الصناعية والتجارية وشهد القرن العشرين قفزة ذهبية لمفهوم الملكية وأخذ يتسع ليشمل مجالات أخرى متعددة وصولاً إلى براءات الاختراع ونظمها، وفي المحيط العربي برزت الفنون الشعبية والإبداعية والصناعات الثقافية كأبرز المنتجات الملكية ، وتصدرت السعودية قائمة الدول المهتمة بحقوق الملكية الفكرية ومعظم البراءات العربية برأي الخطيب كانت خليجية وفي مجالي الطب والبترول، أما عالمياً فكانت أمريكا ب( 143) ألف براءة اختراع تلتها اليابان ثم ألمانيا . وتطرق رئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبداللطيف طلعت (مصر) للملكية الفكرية من جوانب الشركات الاحتكارية الكبرى في مجالات الأدوية والطب والصناعات الأخرى أيضاً احتكار البث الحصري للمباريات الرياضية الإقليمية والدولية وصولاً إلى الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) التي تأسست عام (2001) في أمريكا لتحتوي عام (2006) وفي نسختها الإنجليزية على مليون مدخل وأبرز سلبياتها عدم تمتعها بالحماية ايضاً الخلط بين المعلومات الموثقة والخاطئة وعدم التفريق بينهما .أما المترجم الأستاذ عبدالودود العمراني ( تونس) الذي يجيد خمس لغات عالمية، فتناول الملكية الفكرية من جوانب الأطراف الخارجية التي لا تتوانى في نهب خيرات الشعوب مدللاً بعمليات قانونية ممنهجة لتسجيل براءات الاختراع واحتكارها كما هو الحال في براءات الأدوية وأقوات الشعوب مما جعل البلدان الفقيرة تحت رحمة الدول الاحتكارية ، وأشاد العمراني بالشؤون الدينية بالسعودية وقناة الجزيرة القطرية عندما أتاحت الاستفادة من الملكية الفكرية وفق شروطها الإنسانية لا الاحتكارية . وأوضح ضيف المعرض الدكتور فيليب آغران مؤسس ورئيس مؤسسة المعلومات العامة للجميع وحرياته وخصوصياته ومؤلف كتاب القضية المشتركة (المعلومة بين الملكية المشاعية والملكية الخاصة ) نمو البلدان واهتمامها بالتنمية البشرية ، تأثير الدول الكبرى وضغوطها على الدول الفقيرة النامية في مجالات السياسة والاقتصاد والطب والثقافة وغيرها ، وهذا بدوره يخلق تبعية حتى ولو كانت مذلة للاستحواذ على علاج الشعوب من الأوبئة والأمراض، وأجمل آغران محاضراته أن حقوق الملكية الفكرية مصطلح براق ولكنه للأسف حق أريد به باطل من قبل الدول الكبرى .