بحضور سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أمس الاول المركز الخيري لتعليم القرآن الكريم وعلومه بمجمع الموسى الخيري لتعليم القرآن الكريم في حي بدر بالشفا جنوب مدينة الرياض ، كما افتتاح المعرض المقام على هامش افتتاح المركز في ذات المجمع . وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم شاهد الحضور فيلماً وثائقياً لمجمع الموسى الخيري لتعليم القرآن الكريم وما يحتويه المجمع من مرفقات ، حيث أوضح الفيلم عن أن عدد الملتحقات بالمعهد منذ افتتاحه في بداية العام الدراسي الحالي بلغ 700 دارسة ، وهو العدد الذي فاق توقعاتهم وتخطيطهم ، فيما استمر بناء المجمع منذ منتصف 2007م وحتى شهر أغسطس من 2008 م بتكلفة مالية بلغت (15) مليون ريال . بعد ذلك ألقى المشرف العام على المجمع الدكتور فهد بن مبارك آل زعير كلمة رحب فيها بالحضور، معبراً فيها عن سعادته البالغة بحضور سماحة المفتي العام الحفل وافتتاح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ للمركز ، على تشريفهم هذا الحفل ورعايته . بعد ذلك ألقى المهندس موسى الموسى كلمة الداعمين . ثم كرّم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ الداعمين للمركز والمجمع . عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمةً بهذه المناسبة وصف فيها هذا المشروع بأنه من الأعمال الخيرية التي يجب أن يتنافس فيها أهل البر والخير ، وقال : إنه ينبغي أن يتنافس المسلمون من أجل إقامة مثل هذه المشروعات العظيمة لا سيما في كتاب الله ، وهذا المشروع الذي يتضمن مناشط متعددة هو النافع الذي يحتوي الناشئة والشباب ويخلصهم من دعاة الضلال ، والتسكع في الطرقات ، وإشغال أوقاتهم في خير . وأكد سماحته أهمية التنافس في مثل هذه المشاريع التي تعود بالخير العظيم على الداعمين له متمنيا من الموسرين إن شاء الله أن يقيموا في الأعوام التالية مشروعات تشابهه وتماثله ؛ ليكون التنافس في جنس هذه الأعمال من التنافس في الخير وهذه هي الأعمال المطلوبة والمشروعات المفيدة التي هي منار خير وتوجيه سليم . ونوه سماحته في هذا الصدد بما قامت به حكومتنا الرشيدة وفقها الله التي بذلت جهداً كبيراً في تعليم القرآن وساعدت في ذلك ، مشيراً إلى أن المسابقات القرآنية المحلية والدولية تنظم في هذه البلاد كلها علامة خير وتوفيق من الله لهذه الدولة المباركة أعزها الله وحفظها الله من كل سوء . وشكر سماحته في ختام كلمته كل من أسهم في دعم هذا المشروع الإسلامي العظيم داعياً لهم التوفيق والسداد . ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمةً أكد فيها أن أعمال الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في عموم المملكة تعتبر أعمالاً ضرورية ومهمة في هذا الوقت بالذات ، كما أنها أعمال بحكم إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عليها تُشهد لها بأنها أعمال صالحة تحظى بالكثير من الجهد والتنظيم والرعاية والأمانة من قبل القائمين عليها . واستعرض معاليه جانباً من الأعمال الإشرافية التي يقوم بها المجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ، وقال (( إن حلق القرآن الكريم وحلق تعليمه موجودة منذ زمن تشرف عليها الجمعيات ما بين مستقل ومستكثر في جودة هذه الحلق ما بين جودة معلم أو جودة تنظيم أو جودة حضور ((.. إلى آخر ما هنالك ، لكن العملية التعليمية للقرآن الكريم تنبني على جودة المعلم في حسن تلقيه للقرآن الكريم ، وحسن أدائه وحسن فهمه أن تعليمه للقرآن الكريم هو تعليم للقرآن وتحفيظ للقرآن وتعليم لتجويده وتعليم لعلومه ، وهو أيضاً تربية للنشء على ما يرضي الله جل جلاله ، ولذلك صدرت عدة قرارات في السنين الأخيرة بالحرص على إيجاد هذه المراكز ومعاهد تدريب المعلمين والمعلمات حتى يكون المعلمون والمعلمات في المساجد وفي الدور النسائية وفي المراكز على مستوى عالٍ من الدبلوم العالي لمن التحق بذلك “ . وتطلع معاليه إلى أن يكون هناك الكثير في جميع مناطق المملكة من هذا النمط ، لافتاً النظر إلى أن المركز الخيري لتعليم القرآن الكريم وعلومه في الرياض له جهد كبير في شمال الرياض والآن في هذه المنطقة في حي بدر بالشفا ، وفي غيرها في تأصيل هذه الأهمية لعلوم القرآن الكريم ولتعليم القرآن وإعداد معلمي ومعلمات القرآن الكريم على إشراف مباشر من المجلس الأعلى للجمعيات في هذا الصدد كله ، فلذلك في هذه المناسبة نشيد بجهود المركز الخيري وبجهود فضيلة الشيخ صالح وجميع زملائه من أعضاء مجلس الإدارة وحسن تعاملهم مع جميع العمليات التعليمية والإدارية والمالية في جميع المراكز الصغيرة والكبيرة ، والدور التي أنشأت وأشرفوا عليها “ . وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن من أكبر مصادر الغيظ لأعداء الإسلام ، ولمن لا يريدون الخير بهذه البلاد وبالمسلمين جميعاً ، المدارس الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ولتعليمه ، ولهذا كان من اللوازم أن يعي كل من هو مهتم برفعة الإسلام ورفعة أهله ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبرفع منار الدين أن الوسائل لها أحكام الغايات ، وأن من الغايات العظام إعزاز هذا الدين وتثبيته في نفوس أهله ، ومن وسائل تحقيق ذلك الدعوة إلى الله والتعليم الإسلامي النافع ، ومن وسائل التعليم الإسلامي النافع هذه المراكز القرآنية الكبيرة والصغيرة ، حتى الحلقة القرآنية لها من ذلك نصيب ، فلذلك من مراغمة الشيطان أن نكون جميعاً في حرصٍ على بث هذا الهُدى ، وبث هذا الخير وإعداد الأجيال من الناشئة من بنين وبنات لحمل هذه الرسالة ، ربنا - جل جلاله وتقدست أسماؤه - ابتلانا في هذه الحياة ، قال تعالى :( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) ، وهذا الابتلاء والاختبار لا بد أن نؤديه ، ومن تأديته أن نحمل ما حملنا من الدين والهدى ، وأن ننقله إلى الأجيال القادمة كما أراد الله - جل وعلا - دون تغيير أو تبديل ، وهذا المقتضى الشرعي العظيم يحتّم أن نكون يداً واحدة في تحقيق هذا الشأن . وانتقل معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بعد ذلك للحديث عن المرأة الذي خصص هذا المركز لكثير من أعمالها وتعليمها والعناية بها ، حيث قال : حقٌ علينا أن نعدها لتشعل النور أو لتزيد من النور في بيوتنا ، المرأة اليوم يراد منها أن تكون غربية ، يراد منها ألا تكون صالحة مسلمة تقية قال تعالى : (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ، يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً ) , المرأة يراد بها الكثير من الغواية ، وإذا اُقتدر على المرأة فإن البيت سينهدم ، وإذا قُدر على المرأة بصرفها عن سبيل الله فإن نقل الإسلام ، والتربية الدينية الصالحة إلى الأجيال القادمة سيكون ضعيفاً، ولذلك كان من المهمات أن يُعتنى بها في التعليم الإسلامي الديني ، وفي الدعوة ، وفي التربية ، وأن يحرص عليها أتم الحرص لأن في ذلك تحقيقاً لمراد الله -جل وعلا - ، لأن في ذلك تحقيقاً لمراد الله جل وعلا ، ولأن في ذلك مجاهدة ومراغمة لمن لا يريد الخير بنا . ولفت معاليه النظر إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحض ، وتساعد على كل الأعمال الصالحة ومنها الوقف ، الذي أكد أن له شأن عظيم حيث جاءت الشريعة به ولم يكن في شرع من قبلنا ، حض النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أولد صالح يدعو له ) ، والصدقة الجارية تشمل كل ما دام الانتفاع به من الأعمال الصالحة زمناً طويلاً ، ولذلك ، قال جابر رضي الله عنه :” لم يكن أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذا مقدرة إلا وقف “ ، وهذا المركز تحققت فيه الكثير من المرادات الشرعية . بعد ذلك افتتح معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ، ومفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ ، و فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان رئيس مجلس إدارة المركز الخيري لتعليم القرآن الكريم وعلومه المعرض المقام على هامش المركز وتجولوا في جنباته .