قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الأموال التي سيساهم بها الاتحاد في إعادة إعمار قطاع غزة ستسلم للسلطة الوطنية الفلسطينية. وأضاف سولانا في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أنه لا حاجة للبحث عن آلية أخرى لتمويل إعادة إعمار القطاع غير آلية تسليم الأموال للسلطة الفلسطينية. وأكد المسؤول الأوروبي أن مؤتمر إعادة إعمار القطاع الذي سينعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين المقبل لن يقدم فقط أموالا للسلطة الفلسطينية بل سيوفر لها أيضا دعما سياسيا. وأكد سولانا استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في العمل بمعبر رفح على الحدود بين مصر وغزة فور إعادة فتحه بتوافق كل الأطراف المعنية. من جهته قال عباس إنه بحث مع سولانا الأوضاع الفلسطينية والحوار الداخلي و”السير بخطوات ثابتة تجاه المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية” وأضاف أن الجانبين ناقشا المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، مطالبا إياها بأن “تلتزم بالالتزامات السابقة وألا تعود بنا إلى نقطة الصفر”. ودعا الرئيس الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية المقبلة إلى “وقف النشاطات الاستيطانية وتطبيق خطة خريطة الطريق”، معتبرا ذلك من “متطلبات الشرعية الدولية التي يفترض أن تلتزم بها السلطات الإسرائيلية”. وقال سولانا بدوره إن الاتحاد الأوروبي سيتعامل مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة “وفق برنامجها”، و”حسب درجة التزامها بما وقعت عليه الحكومة الإسرائيلية الحالية من التزامات”، مثل الحل القائم على الدولتين وتجميد الاستيطان. وجاءت زيارة سولانا إلى رام الله بعد أنهى أمس الاول زيارة قصيرة إلى قطاع غزة إلى جانب وزير الخارجية النرويجي يوناس غار شتور حيث اطلعا على الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. وقال المسؤول الأوروبي في تصريحات صحفية “جئنا إلى غزة لنعرب عن تضامننا مع السكان المدنيين ونرى ما أحدثته الحرب الأخيرة على القطاع”. كما أعلن عن دعم الاتحاد جهود المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر في الوقت الحالي. من جانبه أكد وزير الخارجية النرويجي أنه يعتزم إعداد تقرير شامل بشأن مشاهداته في القطاع ونتائج زيارته، وأن يرفع التقرير إلى مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار قطاع غزة الذي يشارك فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وكان عباس قد بحث في وقت سابق أمس برام الله مع مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل مستجدات الوضع في الأراضي الفلسطينية والجهود المبذولة على صعيد المصالحة الوطنية وإعادة إعمار قطاع غزة. وقبل هذا اللقاء اجتمع ميتشل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في الضفة الغربية سلام فياض ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات. وذكرت مصادر إعلامية أن عريقات طالب الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ووقف بناء الجدار العازل ورفع الحصار عن قطاع غزة. وشدد عريقات في مباحثاته مع ميتشل على أن “استمرار الحكومة الإسرائيلية بهذه السياسات والممارسات يعني بالضرورة تقويض كل المحاولات لصناعة السلام في المنطقة ودفع المنطقة وشعوبها إلى دوامة العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء”.